المحتوى الرئيسى

تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، ومسؤول أممي يتهم المجتمع الدولي بتجاهل الأزمة

12/07 16:26

تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، ومسؤول أممي يتهم المجتمع الدولي بتجاهل الأزمة

فيرغال كين – بي بي سي نيوز حجة - شمال اليمن

7 ديسمبر/ كانون الأول 2016

شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر تويتر

شارك هذه الصفحة عبر Google+

شارك هذه الصفحة عبر WhatsApp

شارك هذه الصفحة عبر Linkedin

حول المشاركة أغلق نافذة المشاركة

Image copyright Kate Benyon-Tinker Image caption ولد إبراهيم بولغيث مصابا بسوء تغذية حاد، بينما توفى شقيقه التوأم.

بين يدي الطبيب، تبدو رأس الطفل إبراهيم صغيرة للغاية. ويلفه الطبيب في مهده بحرص بسبب هشاشة جسده.

ويبدو الطفل، مع عينيه الكبيرتين ووجهه الهزيل وضلوعه البارزة، وكأنه ينكمش على نفسه.

ومن الحماقة وصف طفل في هذه الحال بأنه "محظوظ"، لكن إبراهيم لا يزال على قيد الحياة بعد 21 يوما من ولادته، ويأمل الأطباء في بقائه حيا، بينما توفى شيقه التوأم بعد ولادته مباشرة.

وتجلس أمه، وفاء حاتم، على سرير مع طفلها تداعب أصابعه حينما يصرخ.

ومثل ثلاثة ملايين يمني آخرين، نزحت عائلة الطفل إبراهيم عن منزلها بسب الحرب، وتواجه تحديا يوميا يتمثل في إيجاد الطعام الذي تأكله، من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويعمل والد إبراهيم سائقا لسيارة أجرة "تاكسي"، لكن في ظل الاقتصاد المنهار لا يجد كثيرا من الزبائن.

وتقول وفاء: "أحيانا يجد زوجي عملا، وأحيانا أخرى لا يجد. نحن نجد الطعام أحيانا وأحيانا أخرى لا نجد أي شيئ".

إنها شهادة حية من الحرب، التي تسببت في قفز معدلات سوء التغذية بنسبة 200 في المئة خلال عامين.

وتوقف نحو خمسين في المئة من المنشآت الطبية عن العمل، حيث قصف بعضها من جانب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، بينما توقف البعض الآخر بسبب نقص التمويل.

وتتعرض الطرق الرئيسية والجسور للقصف المتكرر، مما يجعل عملية تسليم المساعدات أمرا بالغ الصعوبة.

Image copyright Reuters Image caption دمرت مناطق واسعة من اليمن بسبب القتال.

وكثيرا ما يوقف المتمردون تدفق المساعدات، لأنهم يرغبون في التحكم في توزيعها.

ولم يتسلم كثير من موظفي الحكومة، من بينهم العاملون في القطاع الصحي، رواتبهم منذ نحو أربعة أشهر.

وتحاول منظمات خيرية مثل منظمة اطباء بلا حدود تخفيف هذه المحنة، لكن ذلك يعد مهمة صعبة في ظل محدودية الموارد.

لقد التقيت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود "كوليت غادن" في مستشفى "الجمهوري" المكتظ في مدينة حجة شمال اليمن، وهي إحدى االمناطق الأكثر تأثرا بالحرب.

وقالت غادن: "يوجد نظام مفعل ومراكز وبرامج للتغذية، لكن من الصعب جدا مراقبة هذه البرامج، وأخشى أن كثيرا من العائلات لا يمكنها توفير نفقة الانتقال والوصول إلى مقار تلك البرامج، لكي يتم فحص حالاتها ومن ثم السماح لها بالاستفادة من تلك البرامج".

وتضيف: "المنظومة بكاملها تنهار حقا. مزيد من المستشفيات يغلق كل يوم، ولذلك من المفزع جدا أن ترى هذا البلد، الذي كان يعاني بالأساس قبل الحرب من الفقر وسوء الحكم، يتدهور أكثر فأكثر كل يوم".

وحينما تمشي في طرقات أحد المستشفيات تجد الحرب تكشف عن نفسها.

سترى المزارعين الذين كانوا في طريقهم إلى السوق، قد أصيبوا بمتفجرات وشظايات القصف الجوي السعودي، وكذلك الأطفال الذين يعانون الهزال بسبب سوء التغذية والأمراض.

وفي القرى، تجد من بين السكان الفقراء، الذين لا يجدون نفقة انتقالهم إلى المستشفيات، أشخاصا يقتربون من الزائرين الأجانب على أمل أن يكونوا قد أحضروا لهم مساعدات.

وجاء صبي برفقة شقيقته الرضيعة وانحنى أمامنا، بينما جمع رجل عجوز أحفاده الأربعة الجائعين ووقف ينظر نحونا ويملؤه الأمل.

Image copyright Kate Benyon-Tinker Image caption تعاني أسماء أحمد، البالغة من العمر تسعة أشهر، من سوء التغذية ومرض الصفراء.

اصطحبت عائشة علي، التي فقدت أحد ابنائها بسبب سوء التغذية قبل نحو خمسة أشهر، ابنتها أسماء البالغة من العمر أربعة أشهر والمصابة بمرض مزمن.

وكانت عيني الطفلة صفراء اللون، بسبب مشكلات في الكبد نتجت عن سوء التغذية.

وقالت لنا عاشة: "نحن بحاجة إلى علاج إذا كان لديكم. ماذا لديكم؟ هل لديكم أية أدوية؟ نحن بحاجة إلى أي شيئ. نحن بحاجة إلى أدوية. إذا كان بإمكانكم أن تعطونا أي شيئ نكون شاكرين لكم".

ويدير عاملون محليون من منظمة أنقذوا الأطفال Save the Children عيادات طبية متنقلة في المنطقة، لكنهم يعجزون عن تلبية الطلب الهائل عليهم.

ويعمق نقص المياه النظيفة من الأزمة، خاصة مع الانتشار الأخير لوباء الكوليرا. وهناك أعداد لا حصر لها من المصابين بالالتهاب الرئوي والإسهال الحاد، والتي لها آثار مدمرة على حياة الأطفال الصغار.

Image copyright Fergal Keane Image caption تبلغ حميدة حمدي من العمر ثلاث سنوات، وتعاني من سوء تغذية حاد.

Image copyright Kate Benyon-Tinker Image caption قالت منظمة أنقذوا الأطفال العام الماضي إن واحدا من بين كل ثلاثة أطفال في اليمن يعاني سوء التغذية.

وغطت الحرب في كل من سوريا والعراق على الأزمة في اليمن. وبالكاد وصل نحو خمسين في المئة من التمويل الذي تعهد به المانحون.

ويعبر جيمي ماكغولدريك، المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، عن استيائه إزاء رد فعل المجتمع الدولي تجاه الوضع الإنساني في اليمن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل