المحتوى الرئيسى

مضيفات تروي معاناتهن «فوق السحاب»: «نتعرض للتحرش.. وإحنا مش خدامين»

12/07 14:52

بملابس قصيرة وشعر مندسل خلف ظهرها، تسير مضيفة الطيران كالملكة وسط الوصيفات، تنظر لهذا وتلوح لذاك، يحسدها الجميع على أناقتها وجمال مظهرها، ووظيفة تحلم بها نصف فتيات العالم، لكن لا أحد يفكر فيما تعاني وما تواجه على متن الطائرة، وكيف تترك الألم والصعاب التى تعرضت لها من الركاب في الرحلات السابقة على الأرض، وتنطلق فوق السحاب مرة ثانية، بابتسامة تصاحبها عبارة: "برجاء ربط حزام الأمان".

فراشات السحاب: "بتحسدونا علي ايه؟!"

"مطلوب مضيفات للعمل" بوست على الصفحة الرسمية لإحدى شركات الطيران، رأته ميرنا سمير، خريجة كلية إعلام، وتقول: "شغلي صدفة مش واسطة زي ما الكل فاكر"، لحظتها سرحت ميرنا فى عالم المضيفات التى كانت تشاهدة فى الأفلام: "كنت فاكرها سفر وخروجات ومن بلد للثانية"، لكن واقع عملها فى إحدى شركات الطيران كان "الركاب بيعاملونا على أساس إننا بتوع شاي وقهوة وأكل وشيالين شنط".

تحصل ميرنا وجميع المضيفات على عدد من التمارين والدورات التدريبية عن كيفية الحفاظ على سلامة الركاب قبل توظيفهم في شركات الطيران، منها التدريب على حالات الطوارىء داخل الطائرة، والإسعافات الأولية لضمان سلامة الركاب، وتمرين إجراءات النجاه في حالة هبوط الطيارة اضطراريًا في البحر أو الصحراء أو الغابات أو السقيع.

كما يحصلون على تدريب أخر عن الحالات الصعبة المختلفة التى من الممكن أن تحدث علي الطياره وكيفيه تشخيصها وعلاجها، وكيفيه تفتيش الطائرة وإجراء فحص سلامة، وكيفية الدفاع عن النفس، وتقول ميرنا: "في ناس متعرفش أن في بعض الحالات مسموح لطاقم الطيارة بتكتيف شخص ومنع حركته".

مضيفة طيران: "أنا لسلامتك الشخصية مش لمتعتك"

أول يوم عمل لـ"رغدة" كان عيدًا بالنسبة لها، وقفت ساعات أمام المرآة لتجهيز نفسها، وساعات أخرى تستذكر فيها التمارين والكورسات التى تدربت عليها، وتقول: "كنت فرحانه إنى هاحقق حلمى أخيرا"، لكن مع خطوات قدميها على متن الطائرة اكتشفت: "واحد بيبصلى بطريقة شهوانية.. اتقرفت جدا" لكن كابتن الطائرة طمئنها وفى نفس الوقت حذرها: "قالى محدش يقدر يلمسك وحاولى تاخذي الأمور ببساطة وتعدي لأك هتتعرضي لمواقف من دي كتير".

وأصبح حمام الطائرة، هو المكان الوحيد الذي تستطيع أن تبكي وتشكي فيه "رغدة" دون أن يشعر بها أحد: "فى الأول مكنتش بعرف اتحكم فى نفسي وببقى عايز ارمي الراكب من شباك الطيارة، فبقيت ادخل الحمام اعيط واطلع مبتسمة وارحب بكل الركاب بما فيهم اللى بيتحرش بيا لفظيا".

ووجهت رغدة في حوارها مع «التحرير» رسالة إلى الركاب، قائلة: "نفسي الركاب تفهم إن المضيفة بنت ناس، معها شهادات ولغات وكورسات، وظيفتها سلامة الركاب مش متعتهم".

المضيفات والركاب "كل حاجة والعكس"

كل يوم، تتجه "لمياء" الفتاه العشرينه إلى عملها، لتتحرك فى رحلة لدولة جديدة، فيها ترى أشخاص من مختلف الجنسيات والطبقات، منهم من يتعامل معها كونها مضيفة طيران، وأخر يتعامل بمبدأ "الشغالة بتاعت الطيارة"، لكن فى جميع الحالات على لمياء مواصله الابتسامة وألقاء التحية، وتقول: "في ناس بتكون مخنوقة من حاجة حصلت في المطار، أو مخنوقة من تأخير حصل أو من أي حاجة، بتروح مطلعة خنقتها على المضيفة".

تستقبل "لمياء" استفزاز الركاب ومشادتهم الكلامية معها، بعبارة "أهلا ومرحبا بك" ممكن الراكب مايكنش عاجبه الكرسي اللي قاعد عليه فيتخانق معايا، كأني أنا اللى عامله الطيارة، وواحد تانى يعند وخلاص، ويرفض ربط الحزام".

حق الاعتراض على ما يفعله الركاب، أمر مرفوض تمامًا للمضيفات، وفي حالة الخروج عن صمتها، فالطرد هو مصيرها، وتقول لمياء: "ممكن واحد يتكلم معاكي بصوت عالي ويحرجك قدام طاقم الطيارة وانتى مش من حقك تتكلمي".

مضيفة: "اسأل أي حد: تعرف إيه عن المضيفة الجوية؟ هيقولك بتعمل شاي وقهوة وأكل"

"بتعمل شاي وقهوة".. هكذا يتعامل الركاب مع المضيفات، وتقول لمياء: "في ناس بتطلع علي الطيارة فاكره ان احنا شغلتنا خدامين بنخدم عليهم طوال ساعات الرحلة، يقولولنا شيلي ده و نظفي ده و اعملي ده، مع إن دي مش شغلتي خالص، وبيطلبوا الحاجة بأسلوب مش كويس، رغم أن ممكن يكون شخص بسيط، وانتي اعلي منه في المستوي المعيشي مثلا، بس هو تقريباً بيطلع عقده عليكي".

تتعرض المضيفات، لمواقف مستفزة طوال ساعات الطيران، وتحكي لمياء عن بعض المواقف: "واقفة بتعملي service والـtrolly قدامك، وواحد عايز يعدي يروح الحمام، طب حضرتك ممكن تستني شوية أخلص عشان تعرف تعدي.. يقولك لأ.. فاتسحبي الترولي لحد أول الطيارة عشان هو يعدي".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل