كهوف الملح في العالم.. علاج تكميلي ومتعة واسترخاء

علاج تكميلي من نوع خاص.. وسياحة يأتي لها زوار العالم.. ومتعة واسترخاء، وترك الواقع جانباً والانغمار في الخيال، هذا هو الوصف الصحيح لكهوف الملح المنتشرة منذ القرن التاسع عشر، وخاصة في دول الكتلة الشرقية مثل روسيا وأوكرانيا وبولندا.

تتكون كهوف الملح من أسقف وأرضيات وحوائط من الملح الصخري، ويلجأ لها بعض من المرضى كعلاج تكميلي لهم، كما يستخدمها اخرون كعلاج من هموم الحياة.

وظل العلاج بكهوف الملح تحت سطح الأرض حتى عام 1987، حيث تم في روسيا بناء اول غرفة من الملح الصخري، المستخرج من أعماق الأرض لتحاكي بيئة الكهوف الملحية وهي تمتاز بكفاءة مماثلة لتلك الكهوف التي تقع على عمق 300 متر تحت سطح الأرض, ومن بعد ذلك انتشرت الفكرة في باقي دول أوروبا والعالم.

ويحتوي الملح في الكهوف الصخرية، على الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم والحديد والبروم واليود، وللصوديوم تأثير إيجابي على وظيفة القلب ومستوى ضغط الدم ويحسن حالة البشرة، كما للبوتاسيوم أيضا تأثير إيجابي على وظيفة القلب وتحسين وصول الدم إلى البشرة، إضافة إلى الكالسيوم المشهور بفوائده للعظام.

كهوف الملح الازرق فى" المانيا"

يعد الملح الأزرق النادر من الأملاح التي تستخدم في العلاج داخل كهوف الملح، ونشأ من خلال ظروف ضغط معينة أثرت على القباب الملحية في إيران عبر ملايين السنين، حسبما يروي مورتزا بيات الذي سعى لجلب الملح الأزرق من إيران إلى ألمانيا، فهو مدير أحد كهوف الملح الموجودة في جنوب ألمانيا "تحتوي قاعات الكهف على 40 ألف بلورة ملح زرقاء وتضفي هذه البلورات أجواءا مميزة وهواءا صحيا، ينبغي للمرء القدوم لاستنشاقه".

ويساعد الملح الأزرق في تعقيم الرئتين، والتنفس بعمق، والشفاء من الربو والتهابات الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية، والجيوب الانفية، بالإضافة إلى معالجة حب الشباب.

علاج الربو بالملح فى "بولندا"

اكتشاف الطاقات الشفائية لكهوف الملح كان وليد الصدفة وقوة الملاحظة عند مجموعة الأطباء في دول اوروبا الشرقية وتحديداً أوكرانيا وبولندا والمانيا, ففي عام 1843 نشر الطبيب البولندي فيلكس بوزكوسكي ملاحظاته حول وجود نسبة منخفضة من أمراض الجهاز التنفسي لدى العاملين في منجم ملح "Wieliczka" الواقع جنوبي بولندا, وأرجع بوزكوسكي ذلك إلى استنشاقهم لجزيئات الملح الجافة.

 وسجل الطبيب الالماني كارل هيرمان شباناجل خلال الحرب العالمية الثانية ملاحظاته عن التحسنات الجذرية التي طرأت على مرضاه الذين قد اختبأوا كهف الملحي أثناء القصف الشديد الذي تعرضت له ألمانيا خلال تلك الحرب.

وفي الوقت الحالي يتم تنظيم رحلات علاجية لمرضى الربو والامراض الجلدية كالصدفية والاكزيما, تشمل زيارات منتظمة لكهوف الملح الاستشفائية التي تنتشر بشكل ملحوظ في مناطق مختلفة من أوروبا فهناك كهف سولوت فينو في أوكرانيا وكهف ولزكا في بولندا وكهف بيستريانسكا في سلوفاكيا.

يعتبر" كهف الملح"  بمركز وافي بدبي، أكبر كهف ملح من صنع الإنسان في العالم، الذي يعد علاجاً طبيعياً لنحو 18 مرضاً، ومنها الصدفية والتهاب المفاصل والجيوب والربو والأكزيما إضافة إلى القلق والشخير والحساسية ونزلات البرد والانفلونزا والاحتقان والتهابات الأذن وحمى القش والتهابات الأنف وتحسين التنفس للمدخنين السابقين والتليف الكيسي، وذلك عبر استنشاق غبار الملح الخام الذي لا يمكن رؤيته في العين المجردة.

وتبلغ مساحة الكهف125 متر مربع، في مركز وافي على أيدي خبراء في مجال التكنولوجيا المتطورة، بحيث تتوافق معاييره مع المعايير العالمية، ليتسع لنحو 10 أشخاص، مع مقاعد جلدية مريحة ونظام تهوية وجدران وأرضيات مغطاة بنحو 14 طناً من الملح الطبيعي، وذلك للحفاظ على الكهف معقماً.

علاج الامراض الصدرية فى كهوف الملح بـ"شرم الشيخ"

يُعد كهف الملح بمدينة شرم الشيخ أول مركز للعلاج والاسترخاء بالملح في مصر، ولقي هذا المركز اقبال كبير من قبل السياح هناك، ويعتمد الكهف على الملح المصري المستخرج من محاجر الصحراء الغربية وسيوه ومطروح.

ويضم المركز شموع ومصابيح من الملح بألوان خافتة، حيث يقضى السائح به ساعة ونصف منذ دخوله، ويستلقى على الكراسى المعدة ويستمع للموسيقى الهادئة يستنشق الأملاح المستخرجة من مادة الخام الملحية الموجودة في أعماق الصحراء، ويتشبع الجو داخل الكهف بأيونات الملح الطبيعى، وتلك الأيونات تعمل على التقليل من ارتفاع ضغط الدم وتخفيف التوتر والمساعدة على النوم الجيد والمريح.

جاكوزي ومساج للانسجام في أجواء "خوفو"

ويختتم موسوعة كهوف الملح في قلب القاهرة، فكهف خوفو الكائن في هضبة الأهرامات، تشعر وكأنه جزء من صحراء مصر الغربية داخل غرفة مغلقة حوائطها وجدرانها من الملح الصخري، حيث شموع مصنوعة من الملح، وموسيقى هادئة تريح الأعصاب.

وأضاف صاحبه جمعة العقوري، غرفة للأطفال وجاكوزي ومساج؛ ليتميز "خوفو" عن باقي الكهوف الملحية، ويشعرزوارة بالراحة والاسترخاء التام.

خبراء: شفاء الملح ايحاء نفسي

أكد الدكتور ابراهيم مجدي، استاذ الطب النفسي، أن العلاج داخل كهوف الملح يندرج تحت ما يسمي بالطب البديل، لافتًا إلي أن هذه الكهوف غير خاضعة لاى ابحاث علمية لاثبات انها تعالح بعض الامراض الروماتزمية او عدمة.

وقال مجدي، فى تصريحات خاص لـ"بوابة الوفد"،إن لجوء المريض الذي يعاني من ألام لكهوف الملح يؤدى إلى توطين الامراض داخل الجسم،رغم توافر طرق علاجية بديله، الامر الذى يشكل خطورة على الصحة العامة.