المحتوى الرئيسى

سوريون بعد العودة إلى حلب: خسرنا كل شيء

12/07 01:00

انفجرت أمينة حموي من البكاء، ثم أغمي عليها عندما عادت إلى بيتها في أحد الأحياء بشرق مدينة حلب السورية، لتجد السارقين نهبوا منزلها، وبعد إفاقة زوجها وابنتها لها، بدت وكأنها فقدت الذاكرة لدقائق، فنست ماذا حدث، ولم تعرف أين هي.

تقول حموي لمجلة التايم الأمريكية "لقد فقدنا كل شيء"، ولا يقتصر الأمر عليها بمفردها، فهي واحدة من بين مئات السوريين الذين غادروا حي هنانو في حلب الشهر الماضي، ثم عادوا إليه مرة أخرى بعد استعادة قوات النظام السوري سيطرتها على المنطقة، بعد حصارها لها،وقصفها شرق المدينة..

بعد تسجيل بياناتهم لدى السلطة، انتقلت عائلة حموي إلى هنانو، ليجدوا أن المباني تحولت إلى أكوام من الركام، وأن كل شيء لم يعد كما كان في السابق، بعد الغارات الجوية، والقاء براميل المتفجرة من المروحيات على المنطقة.

بقى منزل حموي المكون من طابق واحد سليما، إلا أن جهاز التليفزيون، والكابلات والأسلاك الكهربائية، ومولدات الكهرباء، سُرقت، ولا يعلمون من استولى عليها هل هم المتمردين، أم اللصوص، أم قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وترك اللصوص في منزل حامد مالاجي، زوج حموي ، ثلاجة قديمة، وغسالة ملابس، ويقول "إذا كانت أجهزتي جديدة، وتعمل أتوماتيكيا، كانوا سرقوها بكل تأكيد، ويضيف "تعب سنوات ضاع في بضع ساعات".

كان من الممكن أن يصبح الوضع أسوأ كثيرا، فعندما ينظر الزوجان إلى أن عائلتهما نجت من الأحداث الطاحنة التي مرت بها حلب، فهم استطاعوا النزوح من حيّهم ثم العودة إليه مرة أخرى، وعثروا على قطتهم، التي أوشكت على الموت من الجوع، ولكن لم يمسسها سوء، يحمدون الله ويتوقفون عن لعن حظهم.

تقول المجلة إن عدد قليل جدا من سكان حلب حالفهم الحظ مثل عائلة حموي، إذ أن المدينة التي كانت ذات مرة مركزا للتجارة والثقافة، أصبحت عاصمة الدمار، ومركزا للحرب الأهلية، بداية من صيف 2012.

أصبحت الأمور في حلب أكثر سوءً بعد استهداف القوات الجوية للمستشفيات، ومواقع المدنيين التي لا يوجد فيها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أو قوات المعارضة السورية، فزاد عدد القتلى المدنيين، ولم توجد مساحات كافية لدفنهم.

وتشير المجلة إلى أن خسارة المعارضة لشرق حلب، يعتبر أكبر انتصار لقوات الأسد، وحلفائه روسيا وإيران منذ بداية الصراع عام 2011.

وتسببت الغارات الجوية على حلب الشهر الماضي، في نزوح حوالي 30 ألف شخص، لينضموا إلى أكثر من 10 مليون سوري، أي ما يعادل نصف تعداد السكان، غادروا بلادهم بعد بدء الحرب. 

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل