المحتوى الرئيسى

إنفلونزا الطيور تزور مصر مجدداً.. طيورة مهاجرة تحمل الفيروس المتطور وإجراءات حاسمة لمنع انتشار العدوى

12/06 18:09

لأول مرة منذ عام 2006 تكتشف السلطات الصحية في مصر عودة فيروس خطير لإنفلونزا الطيور، عبر إجراء فحوصات لطيور برية مهاجرة في المناطق الساحلية، وذلك قبل انتقال الفيروس واستفحاله في مزارع تربية الدواجن والطيور البرية.

صرح بذلك لـ"هافينغتون بوست عربي" مصدرٌ مسؤول بإدارة الطب الوقائي في القاهرة، مؤكداً أن مصر تحاول تحجيم انتشار المرض، وخاصة مع دخول موسم الشتاء، موضحاً أن الفيروس يزداد انتشاره كلما انخفضت درجات الحرارة.

وأضاف المصدر، أنه تم اكتشاف فيروس H5N8 بين نحو 12 طائراً خلال اليومين الماضيين بدمياط أيضاً، بعد اكتشاف الفيروس في طائرين بريين منذ أيام، وتم القضاء عليها ودفنها في أماكن معقمة، مؤكداً أنه إلى الآن تتم السيطرة على الفيروس، لكن المتحدث باسم وزارة الزراعة قال لـ"هافينغتون بوست عربي" إنه حتى الآن لم يتم رصد أى طيور مصابة أخرى.

وعن حجم الخطر الذي يهدد الثروة الداجنة في مصر استناداً إلى ما تم كشفه من إصابات، أوضح مسؤول الطب الوقائي، أنه في حال تسرب طائر مهاجر بين الطيور المصرية دون اكتشاف إصابته فإنه يهدد كثيراً من الدواجن المصرية.

ونوه المصدر، إلى أن حجم الثروة الداجنة المهددة في مصر يصل إلى 40% على مستوى الجمهورية، ما يقرب من 300 مليون طائر، منوهاً بأن تلك الثروة مهددة بالمرض في حال عدم الحفاظ واتباع الإرشادات السليمة للقضاء على الفيروس.

وتشير التقارير والإحصائيات إلى أن حجم ثروة الدواجن في مصر ما بين 650 مليوناً إلى 800 مليون طائر تقريباً، معظمها تأتي من مزارع متوسطة وصغيرة.

وحسب تصريحات رسمية، تواجه مصر حالياً خطراً محتملاً بعد اكتشاف السلطات الطبية بؤرة إصابة إنفلونزا الطيور شديد العدوى H5N8 في طائرين بريين شمالي البلاد من أسراب الطيور المهاجرة، التي يكثر انتشارها خلال هذه الآونة.

واستعدت وزارتا الزراعة والصحة لتنفيذ خطة طوارئ لدى انتشار الفيروس المعدي، لخطورته على الطيور وصحة الإنسان.

وقالت السلطات المصرية الأسبوع الماضي، إنها عثرت على طائرين بريين نافقين في محافظة دمياط خلال عملية رصد روتينية للأوبئة.

سرعة انتشار الفيروس تثير المخاوف

تحصين الفيروس الجديد H5H8 يتم عن طريق المصل المحصن الذي تستخدمه مصر ضد H5N1 الإنفلونزا العادية للطيور، لأنه مناسب لمكافحة جميع فيروسات فصيل H5، كما يقول الدكتور أحمد السنوسي رئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة.

وأضاف السنوسي، لـ"هافينغتون بوست عربي"، أنه يجب على المسؤولين بالوزارات المختصة اتباع الإجراءات اللازمة بالنظافة واتباع خطوات الأمن والأمان وتحصين الدواجن والمزارع، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا الفيروس يتكاثر بسرعة شديدة داخل الطيور، وينتج مليون خلية معدية في ساعات قليلة، وربما يقوم بتشكيل أنواع جديدة من الفيروس نتيجة تداخل الخلايا.

ونوه السنوسي، بأن مصر ليس لديها سياسة التخلص والاستئصال -أي القضاء على الفيروس نهائياً- لأنها لن تقدر على الفيروس، وهو ما يحدث منذ عام 2006 من انتشار إنفلونزا الطيور.

وانتشر في مصر فيروس إنفلونزا الطيور H5H1، ولم تستطع مصر القضاء عليه حتى الوقت الحالي، ولكنها تحاول التقليل من انتشاره. والجدير بالذكر أن هذا الفيروس أدى إلى محاصرة كل أشكال تربية الدواجن والتضييق الشديد على المربين والتجار، وبالتالي إغلاق العديد من المحال والمجازر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك والعديد من المواد الغذائية، بعد أن زاد الطلب عليها خوفاً من الإصابة بأمراض الطيور.

وبشأن المواطنين المربيين للدواجن والطيور، نصح رئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطري، بتبليغ الوحدات البيطرية القريبة من مسكنهم، لمتابعتهم وتحصين دواجنهم. وكذلك باتباع طرق النظافة الدائمة، وعدم التعامل مع الطيور بشكل مباشر في حال ظهور أعراض المرض عليها.

والجدير بالذكر أن هذا الفيروس في عام 2006 أدى إلى محاصرة كل أشكال تربية الدواجن، والتضييق الشديد على المربين والتجار، وبالتالي إغلاق العديد من المحال والمجازر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك والعديد من المواد الغذائية، بعد أن زاد الطلب عليها خوفاً من الإصابة بأمراض الطيور. وفقاً لتصريحات مسؤولي وزارة الزراعة، واستشهاداً بأزمة إنفلونزا الطيور عام 2006.

الدكتور إيهاب محمد شكري، مدير عام الطب البيطرى بدمياط، قال إن المديرية تقوم بعمل خطوات احترازية لرفع مستوى الأمان الحيوي على مستوى المحافظة لخفض خطر انتشار فيروس الإنفلونزا الجديد H5N8، ومنع تداول الطيور الحية وعمل دورات إرشادية للأطباء ومربي الدواجن.

وفيروس H5N8 هو أحد فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الطيور وتسبب مرضاً معدياً وشديداً لها في جهازها التنفسي. وتظهر حالات الإصابة البشرية به بشكل موسمي.

وأغلب حالات الإصابة البشرية بالمرض تأتي من الاقتراب أو التعامل المباشر مع طيور مصابة أو ميتة، أو التعاطي في ظل بيئة ملوثة بهذا الفيروس.

ونوه شكري لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أنه تم رصد أعداد محدودة من الطيور الناقلة للمرض على شاطئ المدينة، توازياً مع عمل حصر وحصانة للطيور والدواجن في المزارع والبيوت المنزلية المربية للطيور، لتحصينها وضمان عدم انتشار الفيروس.

وعن مدى خطورته واحتمالات انتقاله للطيور المنزلية ومزارع الطيور في مصر، أكد مدير عام الطب البيطرى بدمياط، أنه ليس من المستبعد انتقاله بين الطيور، "ولكن سنواجهه بالرصد والمراقبة والتحصين الجيد".

الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، قال إن الطيور المهاجرة المصابة التي تم رصدها في مصر بمدينة دمياط فقط، ويتم تحليل باقي العينات بمعهد صحة الحيوان التابع للوزارة، وأنه حتى الآن لم يتم رصد أي طيور مصابة أخرى.

ومن خطورة الطائر المصاب بفيروس "H5N8"، أن المرض ينتقل عن طريق فضلاته، فعندما تقع على الأرض يظل الفيروس نشطاً بها لمدة 50 يوماً، وإذا اقترب من الفضلات المصابة أو لمسها طائر أو إنسان أو حملها ينتقل إليه المرض على الفور، كما أنه يمكن للرياح أن تقوم بنقل الفيروس لأماكن تجمعات الطيور أو البشر.

وأضاف حامد لـ"هافينغتون بوست عربي"، أنه يتم التحصين بالمصل العادي المستخدم لإنفلونزا الطيور "لكن الوقاية خير من العلاج"، وهو ما تقوم به الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة من إجراءات للتقصي والرصد الوبائي في جميع المحافظات، خاصة في المزارع وأسواق بيع الطيور والمنازل والبيوت المربية للطيور.

H5N8 الأكثر خطورة على صحة الإنسان

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقارير لها على صفحتها الرسمية، إن الفيروسات من النمط الفرعي H5 والنمط الفرعي H7 من أكبر مصادر القلق، حيث يمكنها أن تتحول سريعاً من شكل يسبب أعراضاً طفيفة للطيور إلى شكل يسبب أمراضاً وخيمة لمجموعات الدواجن ويفضي إلى موتها، الأمر الذي يسفر عن فاشيات مدمرة وخسائر فادحة لصناعة الدواجن ولسبل عيش المزارعين.

وأوضحت المنظمة، أن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 الشديد الإِمراض، أصبح الآن مستوطناً في العديد من البلدان، ولا يزال يعتبر الأكثر إثارة للقلق على صحة الإنسان. وعلى مدى العامين الماضيين، انضم لفيروس H5N1 السلالات الأخرى المكتشفة حديثاً من قبيل H5N8، وجميعها تسري في الوقت الراهن في أجزاء مختلفة من العالم.

وأشار الدكتور شكري، إلى أن أكثر مدن الجمهورية المعرضة لخطر الفيروس هي الموجودة على شواطئ البحر.

مراقبة ورصد في المحافظات البحرية

من جانبه قال الدكتور جاد الله الخولي، مدير مديرية الطب البيطري في البحيرة، إن الإدارة لم ترصد أي حالات ناقلة للفيروس حتى الآن، موضحاً أنه جاءتهم إخبارية من الوزارة بالقاهرة لأخذ الحذر والتحصينات لمواجهة أي خطر مقبل.

وجاء بالإشارة التي وردت إلى مديرية الطب البيطري بالبحيرة -كما يوضح الدكتور جاد الله- أنه يجب مراقبة أي طائر مهاجر ورصده، وخاصة القادم من أوروبا، لأن طيورها الأكثر خطورة في نقل الفيروس.

وأضاف الدكتور جاد الله، أن الإدارة البيطرية بالبحيرة، المحافظة الواقعة على شاطئ البحر شرقي الإسكندرية، شكلت العديد من الفرق الميدانية، بعضها لرصد البحر ومسحه ومراقبته طولاً وعرضاً للتحصين، والفرق الأخرى لتحصين المزارع والبيوت المربية للطيور المنزلية، مناشداً كل بيت يربي ولو طائراً واحداً أن يبلغ الإدارة البيطرية لتحصين منزله.

ونوه بأنه يوجد العديد من الفيروسات الأخرى بالمحافظة، ولكنها غير معدية بتلك الدرجة الخطيرة، وتتم متابعتها أولاً بأول.

وأعلنت الأجهزة البيطرية بوزارة الزراعة عدداً من الإجراءات الاحترازية، للتعرف على السلالة الجديدة لفيروس H5N8، التي تنتقل عن طريق الطيور البرية المهاجرة والرياح، ويعد من الفيروسات الأكثر ضراوة في حالة انتقال الإصابات إلى مزارع الدواجن، في المناطق التي تتعرض لمرور الطيور المهاجرة، وخاصة في شمال الدلتا في 5 مناطق، بمحافظات دمياط وبورسعيد والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة.

وقالت مصادر بوزارة الزراعة، إن لجاناً بيطرية من فرق "الكاهو" بدأت في سحب عينات من مزارع الدواجن في المناطق القريبة من الطيور المهاجرة في بحيرات "المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط" تمهيداً لتحليلها في المعامل المركزية للرقابة على الإنتاج الداجني التابع لمعهد بحوث صحة الحيوان، للتعرف على السلالة إن كانت موجودة أو لم تصل إلى مصر.

وفرق الكاهو هي فرق من الأطباء البيطريين لتقصِّي ورصد حالات الاشتباه بالأمراض العابرة للحدود، وفقاً لمبادرة من وزارة الزراعة عام 2013.

وقال مصدر بوزارة الزراعة، وفقاً لـ"الصحيفة المصرية"، إن هناك عمليات تقصي نشطة لمزارع الدواجن القريبة من البحيرات الشمالية لارتكاز الطيور المهاجرة هناك، كما حدث في عامي 2005 و2006 عند ظهور مرض إنفلونزا الطيور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل