المحتوى الرئيسى

عبد السلام عليلي يكتب: مجموعة لصوص بثوب نواب الشعب | ساسة بوست

12/06 17:54

منذ 11 دقيقة، 6 ديسمبر,2016

هذا العنوان صار حديث العام والخاص في الجزائر، لامتيازات نواب البرلمان غير المسبوقة خلال العامين الماضيين، أزمة الثقة التي تعصف بين أعلى سلطة تشريعية ورقابية في الجزائر، وبين باقي طبقات المجتمع الجزائري.

لا يتعلق الأمر هنا «بالرواتب والمخصصات الفاحشة التي شرّعها البرلمان لنفسه، بنفسه»، بل يتعلق بأن حرص البرلمان على التمسك بمكاسبه، و«تورّطه بالدخول في أوسع منظومة فساد جعلت من الجزائر في مقدمة بلدان العالم من حيث حجم الفساد والرشوة»، وفقـًا لمنظمة الشفافية العالمية في تقريرها الأخير.

يكشف هذا التقرير من خلال الوثائق والأرقام التي يحلّلها رجال مختصون، واعترافات برلمانيين ودفاعاتهم، أن كلفة وجود سلطة تشريعية ورقابية في الجزائر والبالغة نحو 4 مليار دولار لكل دورة برلمانية من خمس سنوات، كانت السبب الرئيسي في عجز البرلمان عن الحد من الفساد في البلاد، أو مساءلة حكومة تدير قرابة 700 مليار دولار هي مجموع موازنات الدولة الجزائرية كل 5 سنوات تقريبًا.

الامتيازات الكبيرة التي يحظى بها أعضاء البرلمان والمقدرة بـ7 مليار دينار للنائب الواحد لدورة من 5 سنوات بضمنها الرواتب والمخصصات والعديد من المزايا الشخصية، شلّت قدرتهم على محاسبة المتورطين بملفات فساد كبرى أنهكت موارد البلاد، وتسببت بانخفاض مستوى الخدمات، وفقدان الثقة بالاقتصاد الوطني.

بـرلمان الجزائر الحالي والذي لم يتمكن من تجريم فاسد واحد، أو إيقاف هدر مالي في أي مفصل من مفاصل الدولة الجزائرية.

أنا أرى أن البرلمان الحالي ليس أكثر من «أكذوبة»، وأنه فقد قدرته على محاسبة الفاسدين، ليس فقط لأنه يطمح للحفاظ على مكتسباته الضخمة، بل أيضًا لأن قرارته كانت مرهونة منذ البداية برغبة زعماء الأحزاب الذين سلموا القرار السيادي للجزائر إلى دول أجنبية.

هؤلاء نواب العار يدمرون الجزائر ويدمرون أطفالها وشبابها وزادوا من هموم المواطنين وأوضاعهم المعيشية الصعبة، بعد المصادقة على قانون المالية 2017، هذا الفارق الكبير تسبب في «أزمة ثقة مزمنة بين البرلماني الجزائري وناخبيه، وأنتج فجوة طبقية لا يمكن ردمها بوجود برلمان يناور للحفاظ على امتيازاته».

شعب الجزائر الحبيب، دعني أهمس في أذنيك، عسى أن أجد مجيبًا، بعد أن وضح جليًا أن نواب العار وقادتهم كل أفعالهم تصب في تدمير البلاد وتخريبها والعبث بالمستقبل، ألا يدعوك كل ذلك إلي التفكير، لماذا يفعلون ذلك، ولصالح من يفعلونه؟

ألا يدعوك كل ذلك إلى الانتفاضة في وجه هذه الأحزاب الورقية والتمثيل الزائف مستعينين بالإعلام المنافق الكذاب، لتمرير مآربهم، لم يكتفوا بذلك كله، وما زالوا يصرون على سرقة أموال هذا الشعب المسكين وأحلامه ومستقبله، لك الله يا جزائر.

إن ما يجري مع 80% من أبناء الشعب الجزائري يفوق كل معقول ويتجاوز كل مقبول والنواب لا حس ولا خبر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل