المحتوى الرئيسى

من داخل معسكر الجلاء.. هنا الأرواح تهون في سبيل حماية الوطن

12/06 15:48

جولات ميدانية متتالية داخل حصون القوات المسلحة أو كما يطلق عليها "مصنع الرجال"، هذه المرة من داخل معسكر الجلاء بالإسماعيلية، الجميع يعمل دون حساب لتعب كما عقارب الساعة يقول الجندي محمد الذي حصل للتوعلى ليسانس الحقوق "العسكرية المصرية تعني الانضباط والشجاعة والقوة في الحق".

يُضيف كما يحب أن يُعرّف نفسه جندي مقاتل بطل محمد "هنا أدركت حقيقة الانضباط وأهميته للإنسان في حياته العملية، هنا تعرف معنى أن يكون لك هدف تحيا من أجله وتدرك أهميته". ويرى "أن الأحلام والأمنيات لا تتحق من فراغ ولكن تتحقق بالعمل."

يعد الجيش الثاني الميداني أحد العلامات المضيئة في مسيرة العسكرية المصرية باعتبارة أحد أقدم التشكيلات التعبوية للقوات المسلحة، والذي يؤكد رجاله كل يوم مستوى كفاءتهم واستعدادهم القتالي خلال تنفيذ كافة المهام المكلففين بها لتأمين الجبهة الداخلية في نطاق المسئولية، والحرب على الإرهاب بسيناء وتنفيذ أعمال التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإجرامية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وعناصر الدعم والشرطة المدنية، حيث حققت قوات انفاذ القانون العديد من الإنجازات والنجاحات المتلاحقة لإقتلاع جذور التطرف والإرهاب من سيناء.

وعن قائمة المكاسب التي يزال يُضاف لها يومياً يقول محمد "تعملت هنا معنى الوقت وأهميته فكل شيء له موعد وتوقيت محدد، نوبة صحيان، ثم طابور اللياقة ثم الإفطار وهكذا، في البداية  كنت متوتر وقلق خاصة اننا في حياتنا المدنية ليس لدينا ترتيب نهائيا للوقت."

يضيف "القائد هنا لا يبدأ حديثة إلا بكلمة يا رجالة أو يا أبطال".. وهنا التقط منه طرف الحديث زميل له يقف إلى جواره يقول "هنا تعرف معنى كلمة تخدم وطنك هنا الأرواح تهون في سبيل حماية هذا الوطن ومقدراته وحماية أهلنا واعراضنا."

وحينما طلبت منه تعريف نفسه قال بحماس شديد وبصوت جهوري "جندي مقاتل بطل شهيد عاطف." وقبل أن أقاطعه "قول أمين يا فندم" واستكمل تعريف نفسه "أنا حاصل على ليسانس آداب قسم علم نفس بتقدير عام جيد جداً، ولي الشرف أن أقوم بالخدمة في القوات المسلحة، إنها ضريبة الدم التي يجب أن ندفعها برضا وسعادة، السنا مصريين ودماؤنا مصرية، ألم يضحي من هم سبقونا لنحيا نحن ونأمن على بيوتنا واعراضنا، فقد جاء الوقت لنقدم نحن ارواحنا رخيصه فداء لهذا الوطن."

واكتسب رجال الجيش الثاني الخبرات من الحرب على الإرهاب ومواجهة التهديدات غير النمطية في مراجعة وتدقيق الخطط والإجراءات الأمنية الموضوعة والخروج بالدروس المستفادة لتطوير التنظيم والتسليح والتدريب والأداء لكي يكون مقاتلوا الجيش على أعلى مستوى من الكفاءة لأداء المهام المكلفين بها بأسلوب متميز يقوم على أسس علمية حديثة لتطوير القدرة القتالية وامتلاك أحدث الأسلحة والمعدات وبرامج التدريب المكثفة للفرد المقاتل باعتباره العنصر الرئيسي للمحافظة على الكفاءة والاستعداد القتالى العالى، حيث يتم تأهيل الفرد داخل وحدات وتشكيلات الجيش الثاني من خلال عدة ركائز أولها الانضباط العسكرى وسرعه تنفيذ المهام المختلفة وفي التوقيتات المحددة.

والركيزة الثانية هي رفع الكفاءة البدنية للفرد المقاتل والتي تمكنة من أداء وتنفيذ جميع المهام القتالية بكفاءة ودقة عالية ولذلك تم التوسع في إنشاء صالات الإعداد البدني مع الاهتمام بتنفيذ التمرينات الرياضية اليومية، أمّا الركيزة الثالثة فهى تعليم فنون القتال الحديثة وصقل مهارات الفرد المقاتل الأساسية في الميدان.

يتفق مع عاطف الجندي أحمد يقول "شرف.. والله العظيم لي أن أخدم في صفوف القوات المسلحة" يضيف "حتى أخويا نفسه قال لي: أنا عايزك تسد مكانك وتبقى راجل".

وعن المعاناة التي يواجهها المجند في البداية، يقول أحمد، الحاصل على بكالوريوس تجارة جامعة جنوب الوادي "هنا فترة التدريب كنا متوقعينها صعبة، ولكنها رفعت كفاءتنا البدنية والروح المعنوية كمان"، مضيفاً "قد تكون التمرينات صعبة في البداية لكننا سريعا ما يتم تدريبنا ونتأقلم على التدريب."

أساليب التدريب القتالي التي تُتّبع داخل القوات المسلحة غير تقليدية في التدريب لإكساب الفرد المقاتل الواقعية في التدريب والتعامل مع التهديدات والعدائيات المختلفة التي يمكن مواجهتها. وشهدت العملية التدريبية طفرة علمية بإدخال نظم المحاكيات ومقلدات الرماية بهدف الوصول إلى مستوى الاحتراف مع تقييم وتحليل المراحل المختلفة للتدريب وتعطى مؤشرات حقيقية لمستوى الاستعداد والتدريب الجاد داخل التشكيلات والوحدات.

وعن هذه الأساليب يقول الجندي كرم محمود، بكالوريوس تربية، "نتلقى تدريبات شاقة لرفع الكفاءة القتالية واللياقة البدنية في ظروف شبيهه لمسرح العمليات، لكي نستطيع أن نواجه كافة المخاطر والتهديدات في أي وقت" ويُكمل بنبرة صوت حادة "مصر مقبرة لمن يفكر الاعتداء على أرضها، ولا يستطيع أحد أن يدخل البلد إلا على جثثنا."

يقول الجندى إبراهيم حسن، ليسانس أداب وتربية، " كل الجنود بيبقوا سعداء أول مايعرفوا خبر الذهاب لسيناء.. مش هنام إلا بعد القصاص لدماء اخواتنا الشهداء."

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل