المحتوى الرئيسى

"النيل مجاشي".. التحالف "الأنجلو- صهيو- فارسي- أمريكي" يدفع "الأحباش" لإصابة المصريين بالعطش المُزمن بـ"سد النهضة" «1-10»

12/06 11:45

"انظر يا إبراهيم كم هو جميل هذا النيل".. وقف محمد على باشا في مطلع عام 1918 محدثا إبنه الأكبر إبراهيم بعد أن استقرت له واحدة من أعظم الممالك الحديثة في الجنوب على حافة هضبة المقطم بجوار قاعة صلاح الدين الأيوبي، قبل أن يختاره لتشييد جامعه الذي يشبه في تصميمه مسجد آيا صوفيا، فقد انبهر الوالي بمشهد النهر الخالد وهو يخترق صحراء أعظم حضارة في التاريخ، فالتفت إلى ابنه يسأله: "من أين يأتي هذا النهر الخالد؟" فأشار إبراهيم باشا إلى الجنوب قائلا: من بلاد بعيدة يا والدي بلاد كان يغزوها الفراعنة أسفل هضبة الأحباش، كانت قرى واليوم أضحت ممالك ودويلات.

هنا انتفض محمد على باشا من حديث إبنه إبراهيم، كيف يترك شريان حياة مصر هكذا في يد ممالك لا يعلم عنها أي شيء؟ هل يأمن أن يهددوا النيل الذي أصبح هبة مصر على مر العصور؟ لذلك قال مقولته الأشهر والتي بدأت معها نواة المملكة المصرية: "مصر يجب أن يكون لها علم هناك يا إبراهيم.. علينا أن نحافظ على نهرنا الخالد.. حتى تظل مصرنا هبة النيل.

كان هذا هو السبب الحقيقي للفتوحات المصرية في الجنوب، مع بناء مصر الحديثة على يد محمد على باشا الذي أيقن أن بناء مصر يبدأ من امتلاك وادي النيل ومنابعه بإعتبارها مسالة حياة أو موت، لذلك وجه أنظاره للسيطرة على السودان ووضع يده على منابع النيل، وكانت تدفعه إلى ذلك رغبته في ضمان مياه الري لأراضي مصر، للاستفادة منها في توسيع مساحة الأراضي الزراعية، فشكل لجنة اختصت بشئون النهر وفيضانه، واهتمت بكشف منابعه عام 1821 ميلادية.

اليوم وبعد قرنين من الزمان.. يبدو أن مصر لم تعد هبة النيل، بعد أن رفع خبراء الموارد المائية ومسئولي الدولة شعاراً جديداً يطالب بسرعة توفير البديل من نهر الكونغو أو بتحلية مياة البحار، في ظل التصعيد الإثيوبي التي قررت فجأة وبدون أي مبرر منطقي دخولها ودول الحوض حرب مياه بالوكالة عن إسرائيل ضد مصر.

"النيل نجاشى.. حليوه اسمر.. عجب للونه دهب و مرمر".. هل تذكرون تلك الكلمات الرائعة التي دونها الشاعر المصري الكبير أحمد بك شوقي، وتغني بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عام 1933، كلماته كانت تعبر عن عُمق العلاقة بين بين دولتي المنبع والمصب، بين مصر وإثيوبيا، وبين النجاشي ووالي مصر، اليوم وبعد أكثر من ثمانون عاماً أصبح لزاماً علينا أن نعدل من تلك كلمات تلك الأغنية، ليكون عنوانها "النيل مجاشي.. والأرض عطاشى".

"المؤامرة هي السبب".. كعادتنا نحن المصريين نضطر دائماً للإستعانة بصديق ليبرر لنا فشلنا في حل أي أزمة نواجهها، وما أفضل من "المؤامرة" لتلعب هذا الدور في حياتنا اليومية، فطبقاً لعشرات ومئات الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين ومسئولي المكاتب المكيفة بالعاصمة المصرية القاهرة، هناك تحالفات إنجليزية أمريكية إسرائيلية إيرانية كونية تسعي لتعطيش المصريين، وتهدف إلي نزع اللقب الذي إختصنا به المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" منذ ألفين وخمسمائة عام، مصر هبة النيل.

"تصميمات هندسية مخالفة للواقع.. تحذير هيئة الأنهار الدولية.. صور فضائية أمريكية مُضللة.. بُحيرة صناعية شاسعة خلف السد".. مجرد معلومات قد لا تكون ذات أهمية لغير المتخصيين، ولكنها تحمل دلالة علمية خطيرة لمتخصصي الموارد المائية وهندسة السدود، وطيلة ستون يوماً عكفت علي إثبات تلك الدلالات من مصادرها الرئيسية.

إعتمدت في متابعتي للقضية علي الجانب العلمي والهندسي، وهو الجانب الذي افتقده الرأي العام طيلة عشرون شهر من المفاوضات، وقد إنفردت بالفعل بعدد من المعلومات العلمية والهندسية المهمة التي تثبت متابعتي الإخبارية، علي رأسها الصور الفضائية الأمريكية لسد النهضة، والتقرير الذي يثبت الخداع الأمريكي بالصور الفضائية المعدلة والمُضللة، وتقرير هيئة الأنهار الدولية بالتأثير الكارثي علي مصر والسودان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل