المحتوى الرئيسى

أكرم سامي يكتب: كل الطرق تؤدي إلى الديمقراطية | ساسة بوست

12/06 11:39

منذ 1 دقيقة، 6 ديسمبر,2016

«النظام الديمقراطي، هو النظام الأمثل والأفضل الذي تحتمه طبيعه الإنسان لكي ينمو ويزدهر» جون ديوي

يعتبر النظام الديمقراطي، هو أقصى تطور وصل إليه المجتمع الإنساني في طريقه لتنظيم العلاقة بين الحاكم والشعب.

هو النظام الذي يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه، ترى فيه السيد صاحب السلطة لا يفرض عليه قانون لم يشارك فيه، ولم يوافق عليه.

يكون الهدف الأساسي هو رعايه مصالح الشعب، وتحقيق الأفضل. حيث يتم إلغاء القسر والإكراه، ويحل الانتخاب والاقتراع، يفنى القمع ويحل الإقناع.

فقد رأينا الأنظمة الاستبدادية تتداعى الواحده تلو الأخرى، سواء كانت أنظمة عسكرية سلطوية يمينية، أو أنظمة شمولية شيوعية يسارية. وأثبتت كل الوقائع التاريخيه فشل هذه الأنظمة في إدارة البلاد.

وكان قد تنبأ الفيلسوف السياسي يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما بأن القرن العشرين هو نهاية الأنظمة الديكتاتورية، وأنه قد حان الوقت لتحل محلها النظام الديمقراطي، وأن الديمقراطية هي أفضل طريقه قد يصل إليها الإنسان لتكوين النظام السياسي الأمثل، وقد وضح هذا في كتابه «نهاية التاريخ والإنسان الأخير».

وقد اتجه فوكوياما إلى أنه بالرغم من تشابه الإنسان والحيوان في كثير من الاحتياجات الأساسية مثل: الحاجة إلى البقاء، والمحافظة على حياته، والنوم، والأكل، والتنفس، والجنس.

إلا أن الإنسان يرغب أيضا في أشياء معنوية لا مادية، وقد يكون أهمها بلا منازع، هو شعوره بآدميته، بأنه إنسان له قدره، وكرامته، وحريته، وقيمته.

وقد كانت هذه الرغبة هي الدافع والمحرك للثورات على الأنظمة الاستبدادية.

أما إذا تراجع أحد الأطراف عن المطالبة بحقوقه وآدميته، فهنا يخلق السيد والعبد أو يمكن أن نقول تخلق الطبقية بكل أشكالها، ففي الأنظمة العسكرية يتم التمييز بين العسكريين، وعامة الشعب. وفي الأنظمة الشمولية اليسارية، يتم التعامل مع الشعب على أنه ليس جزءا من الدولة، وأن كل السلطة واتخاذ القرار في يد الحكومة فقط.

أو الطبقية بناءً على الدين، أو العرق، أو الجنس، بمجرد التنازل عن حقوقنا تخلق الطبقية، والتفرقة.

وقد أثبت الانتخاب الطبيعي للأنظمة السياسية أن الديمقراطية هي الخاتمة لكل الديكتاتوريات.

ورأينا العديد من الأنظمة القمعية تسعى جاهدة وتتمسح في الديمقراطية والمجالس النيابية لكي تضفي على فسادها الشرعية، ورونق الديمقراطية.

نظام أحمد سوكارنو ( 1945 : 1967 ) والذي ابتكر نظاما وأطلق عليه (الديمقراطية الموجهة) والذى ادعى فيه أن دول العالم الثالث غير جديرة بالديمقراطية. النظام السوفيتي السابق الذي كان يسمى (الديمقراطية الشعبية)، والذى رأى أن الديمقراطية لا تتحقق إلا عندما تحكم طبقة البروليتاريا. النظام الناصري في مصر والذى سمي (الديمقراطية بالتحسس) وهو أن يشعر الرئيس بما يريده الشعب ويسعى إلى تنفيذه، وقد تم ابتكار هذا النظام لكي يعطي لديكتاتورية جمال عبد الناصر رونقًا خاصًا.

الطبيعة البشرية تحتاج إلى الديمقراطية

الشعوب دائمًا في ثورات مستمرة، لا تتوقف في سعي دائم لإشباع رغباتهم في التواجد، وتقرير المصير.

قد يتهم البعض ظلمًا، شعوب العالم الثالث بأنهم غير جديرين بالديمقراطية، وأننا أسوأ من أن نملك زمام أمورنا. حيث تستمد هذه الأفكار أصولها من مجتمعات طبقية، تغلغلت فيها العنصرية، والجهل.

أصبحت هذه الدول تحت رحمة ديكتاتوريات عسكريه، مثلما أصبحت مصر عليه منذ عام 1952 حتى الآن.

أو تحت رحمة أنظمة استبدادية، يعتبر جهل الشعوب وعدم إدراكهم لأبعاد الأمور هو أساس بقائها.

ثم يأتي شخص ويقول إن شعوب العالم الثالث لا يمكنهم تأسيس نظام ديمقراطي، فهل يعقل هذا!

تقوم الديكتاتوريات بتجهيل هذه الدول متعمدة، على مر العصور وإسكات صوت الشعب هو غاية البعض، تارة بالقوة، وتارة بإستخدام أساليب دنيئة لتجهيل الشعوب وتحويل انتباههم إلى إشباع حاجاتهم المادية من طعام، وشراب، وجنس، معتقدين أن هذا ينسي الشعوب حريتها وكرامتها.

إهتموا بالواقع المادي وتناسوا الطبيعة الإنسانية، وما لها من سلطة علينا، ورغبتنا في الإحساس بآدميتنا تجاه المحيطين بنا، وتجاه أنفسنا.

كذبوا علينا نحن شعوب العالم الثالث بعبارات براقه، وخطب رنانة. يمزجون فيها بين الدين لسلطته، والعاطفه لتأثيرها، والقوه لخوفنا منها.

لم نتعلم ما هي الديمقراطية، لم نتعلم كيفية ممارستها، لم يتركوا لنا الفرصة ولو لمرة واحدة لنحدد مصائرنا.

ثم يدعون أننا السبب، أننا غير جديرين بها ليتيحوا لنفسهم الفرصة لممارسة المزيد من الدكتاتورية على الشعوب.

الديمقراطية كما يجب أن تكون

ولكن وهو الأمر الحتمي، أن الديمقراطية آتية لا محال.

ولكن الديمقراطية الحقيقية التي يتولى فيها الشعب السلطة، هي التي لا تتراجع ولا تنقص أمام مصالح الطبقة البرجوازية وأصحاب رؤوس الأموال.

التي تكون نتاج التطور الديناميكي للشعب والظروف المحيطة به والتي يشعر فيها الشعب بنتائج قرارته، ولا تكون مجرد عبارات رنانة يرددها الحكام، والتي تنتشر لتفرض سلطتها على كل الدول، وتقوم علي ركنين أساسيين، هما الحرية، والمساواة، فالديمقراطية أمر حتمي، ولكن لا وجود للديمقراطية بدون مساواة، ولا قيمة للمساواة بدون حرية.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل