كيف انعكست زيادة الأسعار على نتائج شركات الأدوية؟

رغم سماح الحكومة لشركات الأدوية برفع أسعار بعض منتجاتها منذ عدة أشهر، فإن الشركات تطالب حاليا برفع الأسعار مرة أخرى بعد قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصرى، الأمر الذى فرض تساؤلا حول التغير فى نتائج أعمال شركات الأدوية بعد الزيادة الأخيرة.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة أقرت فى مايو الماضى، رفع أسعار الأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيها بنسبة %20، إذ إن الحكومة تفرض التسعير الجبرى على الأدوية بالسوق المحلية.

ومن هذا المنطلق، رصدت «المال» أداء تلك الشركات خلال الربع الثالث من العام الجارى 2016، والتى تعتبر أول فترة يظهر بها انعكاس ارتفاع الأسعار على نتائج أعمال الشركات، وذلك للوقوف على مدى استفادة تلك الشركات من قرار الزيادة الأول، ومدى حاجتها إلى تطبيق زيادة جديدة.

وبالنظرة التحليلية لقوائم شركات الأدوية المالية، خلال الفترات السالف ذكرها، اتضح لـ«المال» أن التباين سيطر بشكل واضح على أداء الشركات؛ إذ حقق بعضها نموا بصافى ربح بنحو %80 و %30 رغم الثبات النسبى فى التكاليف أو ارتفاعها بنسب طفيفة.

وعلى النقيض تراجعت صافى أرباح بعض الشركات بنسب تراوحت بين 30 – %70، وهو ما أثار جدلا حول الأسباب التى أدت إلى استفادة شركات من قرار الزيادة فى مايو الماضى، وعدم استفادة أخرى من نفس القرار.

من جانبه، أكد مسؤولو الشركات التى حققت طفرة فى أرباحها، وعلى رأسها شركتا «إيبيكو» و«أكتوبر فارما»، استفادتهما بصورة بالغة من ارتفاع سعر الدواء إلى جانب عوامل أخرى.

وعلى جانب آخر، أرجعت الشركات الأخرى تراجع أرباحها والتى من ضمنها شركة العربية للأدوية إلى ارتفاع التكاليف، إذ زادت التكاليف على الشركة بنحو 8 ملايين جنيه فيما حققت زيادة فى المبيعات بنحو 7 ملايين جنيه.

جدير بالذكر أن القوائم المالية لشركات الأدوية المقيدة فى البورصة خلال الربع الأول من العام الجارى، كشفت عن تعاظم أرباح تلك الشركات بنسب نمو بلغ حدها الأدنى نحو %14.5 فيما بلغ حدها الأقصى نحو %104.3، فضلاً عن ارتفاع إيرادات تلك الشركات بنسبة تراوحت بين %10.7 إلى %21.7.

وفى مفاجأة أخرى كشفتها تلك القوائم المالية، اتضح وجود انخفاض لتكلفة إنتاج عدد من الشركات بنسب تراوحت بين 1.5 – %18.6، فيما لم ترتفع تكلفة إنتاج شركات أخرى 3 – %11.

فى البدايةً حققت شركة أكتوبر فارما 9.6 مليون جنيه أرباح، خلال الربع الثالث من العام الجارى، مقارنة بصافى ربح بلغ 5.7 مليون جنيه خلال الربع الثانى من نفس العام بارتفاع قدره %80.

وبلغت مبيعات الربع الثالث 69 مليون جنيه، مقارنة بصافى مبيعات خلال الربع الثانى 60 مليونا بارتفاع قدرة %15، والذى قابله انخفاض فى تكاليف الإنتاج والتى بلغت 29 مليون جنيه مقارنة بـ 31 مليونا بالربع السابق.

قال أحمد زغلول، العضو المنتدب بأكتوبر فارما، إن شركته استفادت بشكل كبير من زيادة أسعار الدواء التى أقرتها وزارة الصحة من مايو الماضى، وهو ما أدى إلى ارتفاع أرباح الشركة خلال الربع الثالث من العام الجارى 2016.

وأضاف زغلول، أن هناك عدة عوامل أخرى إلى جانب الزيادة السعرية للدواء، مثل ارتفاع المبيعات وزيادة التصدير.

وفى سياق مواز، ارتفعت أرباح شركة المصرية الدولية الصناعية «إيبيكو» وبلغت 152 مليون جنيه بالربع الثالث مقابل 117 مليونا، خلال الربع السابق له بارتفاع بلغ %30.

كما ارتفعت المبيعات خلال الربع الثالث، مقارنة بالربع الثانى بنحو %8، وبلغت 504 ملايين جنيه، بتكاليف قُدرت بنحو 288 مليونا، مقابل 467 مليون جنيه خلال الربع الثانى بتكلفة بلغت 307 ملايين جنيه.

وأكد على راغب، المدير المالى بالشركة، أن الزيادة السعرية للأدوية التى أقرتها وزارة الصحة مؤخرا، ساهمت بشكل كبير فى ارتفاع أرباح الشركة خلال الربع الثالث مقارنة بالربع الثانى، إضافة إلى رواج حركة المبيعات.

وبسؤاله عن سبب المطالبة من قبل شركات الأدوية برفع أسعار الدواء رغم أن جميعها حققت أرباحا، أشار إلى أن شركته تتوقع ارتفاع التكاليف وبناء عليه تمت المطالبة برفع سعر الدواء.

كما حققت شركة ممفيس للأدوية، صافى ربح بلغ 123 ألف جنيه، خلال الربع الثالث من العام الجارى، مقارنة بصافى خسارة 317 ألفا خلال الربع الثانى، وذلك رغم انخفاض المبيعات خلال الربع الثالث والتى بلغت 70 مليون جنيه بتكلفة 61 مليونا مقارنة 76 مليون جنيه مبيعات، خلال الربع التانى وتكلفة 73 مليون جنيه.

وعلى النقيض تراجعت أرباح سبأ للأدوية، خلال الربع الثالث، وبلغت 362 ألف جنيه، مقابل 524 ألفا، الربع السابق متراجعة بنحو %30.9.

وبلغت مبيعات الربع الثالث 5.5 مليون جنيه بتكلفة قُدرت بـ 3.8 مليون، وذلك مقارنة بمبيعات خلال الربع الثانى بلغت 5.7 مليون بتكلفة 3.6 مليون، وهو ما يُفسر أن الشركة واجهت انخفاضا طفيفا فى المبيعات وارتفاع التكلفة.