المحتوى الرئيسى

انتعاش أسعار النفط الى ما فوق 55 دولار سيكون مؤقتا

12/06 04:33

رغم ارتفاع أسعار النفط ستبقى بعض الدول الأعضاء في أوبك تعاني من نقص في المداخيل

أوبك تتفق على خفض الإنتاج بـ1.2 مليون برميل

أوبك تخفض الإنتاج والنفط فوق الخمسين دولارًا

أوبك تستعيد صدقيتها بخفض الإنتاج

لماذا مفاوضات أوبك مهمة بالنسبة للسعودية؟

«إيلاف» من لندن: ارتفع مزيج برنت الخام فوق 55 دولاراً للبرميل اليوم الاثنين وجرى تداوله عند أعلى مستوى في 16 شهرا وسط حالة من التفاول إزاء احتمال كبح التخمة في السوق إثر اتفاق أعضاء أوبك التاريخي لخفض الإنتاج في الأسبوع الماضي.

ومكاسب اليوم تصل بالزيادة التي بدأت عقب التوصل لاتفاق يوم الأربعاء الماضي إلى 19 في المئة بالنسبة لخام برنت وهو الأعلى في نحو ثمانية أعوام في حين بلغت مكاسب الخام الأميركي 16 في المئة.

ووصفت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني اتفاق أوبك الأخير في فيينا بـ «الخطوة الكبرى» في اتجاه عودة التوازن للسوق، لافتةً إلى أن قرار خفض الإنتاج يعد أول تدخل مهم لدعم الأسعار منذ عام 2008 ، ومن المرجح أن يؤدي إلى عودة التوازن للسوق بوتيرة أسرع.

وكانت قد رفعت أخبار الاتفاق معنويات المتعاملين والشركات الانتاجية والمراقبين والدول التي تعتمد على النفط في اقتصاداتها وحتى قيمة أسهم الشركات التي تتعامل في بيع وشراء النفط وفي السمسرة.  ولكن شركات الشحن والنقل البحري لم تبتهج بنفس الدرجة والسبب ان كميات النفط التي ستشحنها هذه الشركات من موانيء الخليج ستنخفض بمقدار 900 الف برميل يوميا على الأقل، بالاجمال يعادل هذا الانخفاض تعطيل 20 ناقلة بترول عملاقة. هذا اذا التزمت الدول المنتجة بالحصص الانتاجية والتخفيضات التي تم الاتفاق عليها في فيينا الاسبوع الماضي.

ناقلات النفط تتأهب لبيع 33 مليون برميل

وذكرت الصندي تايمز البريطانية في ملحق المال والأعمال الاسبوعي ان هناك 18 ناقلة عملاقة ترسوا في ميناء صنغافورة تحمل ما يعادل 33 مليون برميل ينتظر اصحابها ان ترتفع الأسعار لمستويات جذابة تحقق ارباحا معقولة قبل ان يطرحوها في السوق. ويطلق على هذه الناقلات المخازن العائمة حسب بيانات تومسون رويترز التي ترصد حركات الشحن والنقل البحري للنفط. 

لذا ليس غريبا أن يرحب أصحاب هذه الناقلات بانباء اتفاق اوبك في فيينا الاربعاء الماضي على تخفيض 1.2 مليون برميل يوميا الى 32.5 مليون برميل يوميا من مجمل الانتاج اليومي لمنظمة أوبك مما دفع الأسعار من 47 دولار للبرميل الى 55 دولار. وهذا التطور الايجابي وضع نهاية لعامين بائسين من انهيار الأسعار التي تهاوت من 115 دولار للبرميل اوسط 2014 الى 30 دولار في يناير 2016.  

ورغم ارتفاع الأسعار ستبقى بعض الدول الأعضاء في أوبك تعاني من نقص في المداخيل وتحتاج الى المزيد من الصعود في الأسعار لتحل مشاكلها. وهناك خمسة اقتصادات هشة ضعيفة  في صفوف أوبك تبقى عرضة للانهيار رغم الانتعاش المتواضع للأسعار وهي فنزويلا ونيجيريا وليبيا والجزائر والعراق ولأسباب مختلفة. 

نيجيريا على سبيل المثال تعاني من حركات عصيان داخلي وأعمال ارهابية وتخريبية تستهدف المنشآت والأنابيب النفطية وكذلك القرصنة في منطقة الدلتا الغنية بالنفط. 

أما فنزويلا فهي تعاني من انهيار قيمة البوليفار الصرفية مقابل الدولار ولم تتمكن الدولة من دفع رواتب العاملين في قطاع النفط ورغم الارتفاع في أسعارالنفط الا ان الانتاج الفنزويلي في تراجع ويرجح خبراء الاقتصاد أن فنزويلا ستفشل في تسديد التزامتها من الديون المستحقة كما حدث في اليونان في العامين الماضيين. وتتوقع الصندي تايمز ان استمرار الأسعار المنخفضة قد يعرقل خطة الرؤية الثلاثينية السعودية وقد يؤثر سلبا على طرح اسهم شركة ارامكو لللاكتتاب العام.

ومن المتوقع ان لا ترتفع أسعار النفط كثيرا وتبقى في نطاق 50 الى 60 دولار لعدة شهور أو ربما عام كامل وطبعا هذا لا يلبي طموحات الدول الأعضاء في منظمة أوبك.

ومن الجدير بالذكر ان اتفاق فيينا سيكون ساري المفعول لمدة 6 شهور اعتبارا من اوائل 2017 قابلة للتمديد اذا وافق الأعضاء على ذلك. 

ولكن من غير المتوقع ان يؤدي الاتفاق الى ارتفاع كبير في الأسعار على الأقل لمدة سنة لسببين، الأول أن الشركات والحكومات استغلت فترة النفط الرخيص منذ اواسط 2014 لبناء مخزونات نفطية ضخمة حيث بلغت المخزونات الاستراتيجية الاضافية اكثر من 500 مليون برميل فوق معدلاتها العادية، والسبب الثاني هو أن اي انتعاش في الأسعار سيرفع من انتاج شركات النفط الصخري الأميركية ليصل انتاجها الى 4.5 مليون برميل يوميا. حيث تمكنت هذه الشركات في السنوات ألأخيرة من ابتكار اساليب وتقنيات تقلل من تكاليف الانتاج. لذلك اذا بقي السعر قريبا من الستين دولار للبرميل سنرى المزيد من الزيت الصخري.

 والسؤال الذي يقلق المراقبين هو هل ستلتزم الدول الأعضاء في أوبك  في الحصص الانتاجية؟  نعرف من خبرة سابقة أن هناك دول تنتج وتبيع أكثر من حصتها المقررة ويتم البيع بطرق سرية دون الاعلان عنا أو كشفها في البيانات الرسمية واذا مارست عدد من الدول هذا الخداع سيتم اغراق السوق مجددا ونرى تراكم التخمة وانهيار للأسعار. هل فعلا سيلتزمون وينتجون فقط ما تم الاتفاق عليه ام انهم سيخدعون بعضهم البعض كما حدث في التسعينات وفي مناسبات عديدة وينتجون اكثر من الحصص المقررة ويغرقون السوق مجددا بالنفط الخام؟ رغم أن البلدان الرئيسة في منظمة أوبك عادة تلتزم بحصص الإنتاج، فإن عددا من البلدان الأخرى لديها سجل حافل بعدم الالتزام ومنها نيجيريا وايران. دول تقول شيئا وتفعل شيئا آخر. وكذلك  أن اتفاق "أوبك" الأخير لا يشمل نيجيريا وليبيا، حيث يتوقع قيامهما بزيادة الإنتاج عقب الانقطاعات الأخيرة، على نحو يلغي أثر تخفيض الإنتاج في مناطق أخرى.

أما الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك، فإنها لم تعلن رسميا عن قبولها بأي تخفيضات. حتى ان الموقف الروسي يثير الشكوك. بينما تتناقل وسائل الاعلام خبر قبول روسيا بتخفيض انتاجها بما يعادل 300 الف برميل يوميا، قال وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك ان روسيا ستلغي زيادة في الانتاج مخطط لها مسبقا تبلغ 200 الى 300 الف برميل وسوف يقومون بالغاء الزيادة. اي الانتاج الحالي البالغ 11 مليون برميل يوميا سيستمر دون تخفيض حقيقي وهذا التفاف حول موضوع التخفيض. 

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل