المحتوى الرئيسى

اعترافات مسؤول داعش المالي المعتقل بانزال جوي

12/06 04:00

إنزال جوي يعتقل المسؤول المالي لتنظيم داعش

«الصندوق الاسود» لداعش بقبضة القوات العراقية

التحاق الأجانب بداعش انخفض إلى النصف في العراق

ايزيدية كانت سبية لدى "داعش" خائفة على مصير اخريات

كشفت السلطة القضائية العراقية اليوم عن اعترافات المسؤول المالي لتنظيم داعش المعتقل بانزال جوي على الحدود العراقية السورية، مقرًا بتلقي التنظيم أموالاً من منظمات وشخصيات عربية وأجنبية عبر تركيا، حيث سيحال إلى محكمة الجنايات المركزية بتهم تقوده إلى حبل المشنقة.

إيلاف من لندن: قالت السلطة القضائية ان إنزالاً جوياً لم تذكر تاريخه قد أطاح أحد المسؤولين الماليين في تنظيم داعش بناء على معلومات لجهاز المخابرات العراقي.. موضحة ان المتهم الذي مثل أمام محكمة التحقيق المركزية حاليًا قد اقر بمعلومات عن تلقي التنظيم دعمًا من منظمات في دول عربية وأجنبية من خلال حوالات مالية كان يتسلمها.

أموال من منظمات وشخصيات عربية وأجنبية

وقال المركز الاعلامي للسلطة القضائية في تقرير بصحيفته "القضاء"، واطلعت عليه "إيلاف" الاثنين، إن طائرة مروحية هبطت على نقطة حدودية بين العراق وسوريا وألقت القبض على المسؤول المالي لتنظيم داعش حيث كشف خلال التحقيق عن آلية وصول المبالغ من شخصيات ومنظمات تقع مقراتها في بلدان عربية أوروبية على شكل شحنات غذائية يجري تصريفها داخل ما يعرف بأراضي التمكين ومن خلالها يغذي التنظيم عملياته بالاموال.

ويكنى المسؤول المالي "أبو ياسر وهو سوري من مواليد عام 1992وكان يأمل أن يعمل محامياً وكاد الحلم أن يتحقق بدخوله كلية الحقوق جامعة حلب لكن حاله تغير بعد عام 2014، باتساع نفوذ داعش وإعلانه "دولة الخلافة". ففي ذلك العام، تحولت مدينته "منبج" السورية إلى ارض للتمكين، وهو مصطلح يطلق على الأراضي التابعة لداعش، وانتهى الحلم التعليمي إلى غير رجعة كما قال المعتقل ابو ياسر.  

ويشير ابو ياسر إلى أن عناصر داعش كانوا يترددون عليه كونه صاحب محل لبيع المواد الغذائية ويشترون منه احتياجاتهم اليومية ويجبرونه على دفع الجزية تحت عنوان "الزكاة"، حيث انهم قد سيطروا على المنطقة التي يوجد فيها متجره واحتلوا المباني الرسمية، وبالتالي أصبحت الخلافة المزعومة صاحبة القرار الاول على جميع الأصعدة الحياتية للسكان. وعندما شاهد ابو ياسر السلاح والسلطة في اتخاذ القرارات اخذ يفكر بالانضمام إلى التنظيم، وذلك بالتزامن مع إشارات صدرت من بعض مقاتلي داعش بأنهم يرحبون بالتحاق شباب المدينة بهم.

وبعد أيام دخل عليه احد المسؤولين في التنظيم وعرض عليه صراحة الالتحاق بما يسمى "دولة الخلافة الاسلامية" كونه واجبًا دينيًا يتحتم على المسلم الإيفاء به والمساهمة بـ "الجهاد في سبيل الله"، كما قال موضحاً انه تردد في بداية الامر، ولم يبدِ موقفاً واضحاً وطلب مهلة للتفكير وبعد اقل من اسبوع رد عليهم بالموافقة لكنه أبدى تخوفه من المشاركة في العمليات العسكرية كونه لا يجيد استخدام السلاح ويخشى أن يفقد حياته، بخلاف شقيقه الذي يعمل مسؤولاً في احدى القواطع الامنية لداعش في المنطقة نفسها.

ثم بدأ ابو ياسر بالحضور إلى مسجد منبج، حيث يستمع إلى خطب التنظيم على لسان المسؤول الشرعي، وهو تونسي الجنسية الذي كان يحرض الحاضرين على المواجهة العسكرية للقوات السورية المعروفة لديهم بالنظامية كونها وبحسب تعبيرهم تمثل السلطان الظالم ومصريهم جنهم، وبالتالي يستجوب قتلهم اينما حلّوا. ثم اضطر بعد مبايعته زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إلى القيام ببعض الواجبات العسكرية والتحق بمفرزة ذات مهام امنية تقوم بحراسة الطرق، اضافة إلى هجمات تعرضية ضد الجيش السوري، كما شارك في اطلاق النار على ثكنات قافلات عسكرية في عمليات اسفرت عن قتل بعض الجنود وإصابة آخرين.

لكن ابو ياسر ابلغ مسؤوله العسكري بأنه غير قادر على استكمال الواجبات الأمنية وتذرع بتعرضه إلى حادث مروري عندما كان صبياً، وأن قطعة من معدن البلاتين وضعت في ساقه تمنعه من التحرك بسرعة وحرية لاسيما مع اشتداد المعارك التي أصبحت شبه يومية.

ويشير التقرير إلى ان مسؤولي التنظيم استجابوا لطلب أبو ياسر  وكلفوه بمهام ادارية مختلفة أولها توزيع الرواتب الشهرية للمقاتلين المعروفة بـ"الكفالات" وإجراء عمليات حصر واسعة على مصروفات التنظيم لغرض إرسالها إلى المسؤول الإداري لما يعرف بـ"ولاية حلب" وإبلاغه بحجم الاحتياجات النقدية. ولان التنظيم يعتمد على التمويل الخارجي من منظمات وأشخاص فقد أتت الحاجة إلى استخدام شخص يمكن له تأمين إحضار المبالغ من بلدان العالم المختلفة لسد نفقات داعش على جميع الأصعدة إدارية كانت أم حربية. ويوضح التقرير ان معظم المقاتلين الموجودين في مدينة منبج هم من الجنسيات غير السورية لاسيما الأوروبية وأنهم يتخوفون من إرسال أسمائهم لغرض تحويل المبالغ النقدية اليهم  وجاء الحل من خلال متجر أبو ياسر  الذي فاتح شقيقه الثاني وهو يعمل تاجراً في تركيا منذ سنوات وابلغه بأنه يحتاج إلى تأمين ايصال مبالغ نقدية إلى منبج عبر الحدود مع سوريا.

تحويلات خارجية لداعش عبر تركيا

وعقب ذلك جرى الاتفاق على آلية وهي أن يرسل المقاتل اسم التاجر كاملاً إلى الجهة المانحة مع نسخة من جواز سفره لكي تصل الأموال إلى تركيا ومن بعدها تدخل إلى سوريا على شكل شحنات بضاعة اغلبها غذائية.

ونتيجة لذلك، فقد تحصل ابو ياسر على فائدة كبيرة من هذه العملية كونه ادخل بضاعة من تركيا مجاناً وبحراسة مشددة من عناصر داعش وقام ببيعها وإيداع عوائدها إلى التنظيم كمصدر للتمويل مقابل حصوله على هامش من الربح اسهم في زيادة دخله بشكل واضح كما قال. واوضح ان هذه الحوالات المالية قد تزايدت مع مرور الوقت بداية من عام 2015 ووصلت مبالغ كبيرة من منظمات وشخصيات في بلدان مختلفة من بينها فرنسا والنرويج وروسيا وسويسرا والبوسنة والدنمارك وتركمانستان وتركيا وقطر والسعودية ومصر وعلى أكثر من دفعة جميعها تتحول إلى بضائع يقوم بإرسالها إلى منبج شقيق ابو ياسر لغرض تصريفها.

إنزال جوي يعتقل أبو ياسر

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل