المحتوى الرئيسى

شارع المشاهد: سلسلة «مهيبة» من مساجد وأضرحة آل البيت | المصري اليوم

12/05 23:24

حى الخليفة يصح أن يطلق عليه اسم حى «المشاهد»، لأنه يضم عددا من مشاهد آل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم، وأحفاده، خاصة فى شارع الأشرف وامتداده الذى هو شارع الخليفة، وهم محمد الأنور والسيدة سكينة وعاتكة والجعفرى والسيدة رقية وصولا إلى السيدة نفيسة فى القرافة التى تسمى باسمها، وتشكل فى مجموعها سلسلة مهيبة من الأضرحة، وقد كان الشارع مدخلا للقرافة، كما كان مسارا لمواكب الخلفاء الفاطميين إلى جانب الخلفاء العباسيين الذين يرقدون أسفل قبة الخلفاء بجوار مسجد السيدة نفيسة، ومعظم هذه المشاهد هى مشاهد رؤية، أى أنها تخلد ذكرى ظهور شخصية دينية فى رؤية لمؤسس المبنى، ولا تعنى وجود قبر فعلى.

وكانت المنطقة تشهد مرور المحمل المصرى حاملا الكسوة الشريفة والحجاز، واللافت أن المنطقة جمعت بين الخلافتين الفاطمية والعباسية اللتين كانتا تتنافسان وتسعى كل منهما إلى القضاء على الأخرى، حيث جمع ترابها بين رفاة الفاطميين وجثامين العباسيين، كما أنها تشهد حلقات الذكر والمدائح والاحتفالات بالموالد والمناسبات الدينية، حيث تحتل السيدتان نفيسة وسكينة مركز الصدارة فى الزيارة، ولعل حب المريدين من المتصوفين والمسلمين فى جميع أنحاء العالم ممن يعشقون آل بيت الرسول قد محى ضغائن وعداوات الماضى.

■ أضرحة عاتكة والجعفرى ورقية: هناك بعض الالتباس فى تحديد صاحب المشهد، فليس واضحا من هو الجعفرى، حيث تذكر المصادر القديمة أنه يسمى محمد، ولكنه معروف فى الوقت الراهن باسم على، ويمكن افتراض أنه سليل جعفر الصادق الإمام السادس فى معتقد الشيعة.

كما أن هناك اعتقادا بأن السيدة عاتكة هى عمة الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلا أن مصادر تاريخية تشير إلى أنها الصحابية الشاعرة عاتكة بنت زيد، والتى تزوجت تباعا من عبد الله بن أبى بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم الزبير بن العوام، وجميعهم ماتوا قتلا، فأطلق عليها عبارة من أحب الشهادة فليتزوج عاتكة.

اختفت زخارف ونقوش فوق المحاريب بقبتى عاتكة والجعفرى وأسفل النوافذ، فقد اندثرت ولم يبق منها إلا القليل، غير أن هناك مشكلات إنشائية، يشير إليها النص الإرشادى، والتى بدأت عند توحيد الجدار الخارجى للقبتين مع تحميلهما على جدار داخلى يقسم المساحة الكلية إلى نصفين، وللأسف تم تحميل جزء من قبة السيدة رقية على جدار الجعفرى، وهو ما يعنى أنه فى حالة تحرك المبنى نتيجة زلزال أو هبوط جزئى فإنهما يتحركان كمنشئين منفصلين فى بعض أجزاء المبنى، وكمنشأ واحد فى أجزاء أخرى، وقد نتج عن ذلك سلسلة من الشروخ والمشكلات الإنشائية فى القبتين، خاصة قبة عاتكة، التى تناوبت مشروعات الترميم على محاولة علاجها.

■ مجمع المقامات: يوجد فى نفس المربع مجمع مقامات الأولياء، والمكسو بالرخام والقماش المزدان بآيات قرآنية وصلوات على الرسول الكريم، ويجاوره مقامان للسيدة زبيدة وآخر للسيدة أسماء، خادمة السيدة رقية.

■ مسجد وضريح سيدى الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، قدم إلى مصر بعد عزله من ولاية المدينة سنة 193 هجرية ومعه ابنته السيدة نفيسة وغيرها من أهله، وتوفى بالقاهرة ودفن بمسجده بالشارع.

■ ضريح محمد بن سيرين، مفسر الأحلام، ومقام عبد الله بن عبدالغنى البلاسى، وهما فى مشهد واحد يعتبر من مشاهد الرؤيا، يتخذ بن سيرين لقبه من أمه السيدة سيرين، التى يقال إنها أخت ماريا القبطية، زوجة النبى محمد، والتى تزوجت من حسان بن ثابت، شاعر الرسول، وأنجباه، ومعه سيدى عبدالغنى عبدالله البلاسى، والذى يعود نسبه إلى آل البيت، فى حين أن البلاسى من الصحابة وأهل التصريف، كما تشير إليه اللافتة الإرشادية التى علقت على الضريح.

■ مسجد السيدة نفيسة: وهى السيدة نفيسة العلم عالية القدر، ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، ولدت بمكة سنة 145هـ.

أقامت السـيدة بمصـر بضـع سنين، وفى أول جـمـعة من شهر رمضـان سنة 208هـ توفــيت فى القبر الذى حفرته بيديهـا، وهــو قبرهــا الحالى فى هـذا المـسـجد.

أول من بنى على قبرهـا هو السرى والى مصر من قبل الدولة الأموية، ثم أعيد بناء الضـريح فى عــهــد الدولـة الفاطـمية، حيث أقيمت عليه قبة.

وفى عهد الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله حدث تصـدع للقـبة فجددت وكسى المحراب بالرخام، وكان ذلك سنة 532 هــ.

وأمر السلطـان الناصـر مـحمد ابن قلاوون سنة 752 هـ بأن يتولى النظارة على المشهد النفيسى الخلـفـاء العباسيون، بينما الأمير عبدالرحمن كتخدا بتعمير المشهد النفيسى ومسجده وبنى الضريح على الـهـيئـة الموجـودة وجـعل لزيارة النساء طريقاً بخلاف طريق الرجال، وذلك سنة 1173 م.

مسجد السيدة سكينة: وهى الســــيدة آمنة بنت الحسين بن على بن أبى طالب، أمها رباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس سيد بنى كلب، ولدت سنة47 هــ، وسميت باسم جدتها أم النبى، ثم لقبتها أمها بسـكينة، وذلك لأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها لفرط مرحها وحيويتها.

تزوجت مصعب بن الزبير، ثم عبد الله بن عثمان بن عبد الله، ثم زيد بن عرور بن عثمان بن عفان، أول من سـنت الندوات كانت السيدة سكينة فى المدينة المنورة، وكانت تمتاز بالأدب الرفيع والعلم الغزير والشعر الرقيق.

وهناك اختلاف بين المؤرخين حول صحة وجودها فى هذا الضريح، وربما كان من أضرحة الرؤيا.

والمسجد يرجع إلى عهد عبدالرحمن كتخدا سنة 1173، ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف، ومكتوب على المنبر أنشئ المنبر فى عصر الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1322، وكذلك على القبلة، وعلى المدخل الرئيسى للمسجد.

■ قبة الخلفاء العباسيين، وتعود لسنة 1243 ميلادية، وهى قبة جنائزية تضم رفاة للخلفاء العباسيين على مسطح مربع يضم مداخل ثلاثة، ويقع الرئيسى منها فى الواجهة الشمالية الغربية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل