«الشروق» تواصل رصد معاناة أهالى الطائرة المصرية المنكوبة

«إهمال موظف» يحرم فلسطينيًا من شهادة وفاة والده.. ومعاناة عائلات 3 أفراد أمن: لم يعتبروهم من الركاب ولا الطاقم

زوجة أحد الضحايا: يساوموننى لقبول التعويض.. و«مصر للتأمين» تشترط أن تكون وكيلًا عنا

وضحايا أفراد أمن الطائرة خارج حسابات مسئولى الدولة

تواصل «الشروق» كشف «معاناة» أهالى ضحايا طائرة مصر للطيران المنكوبة، والتى تحطمت فوق مياه البحر المتوسط يوم 19 مايو الماضى، وراح ضحيتها 66 شخصا، من بينهم 7 من طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان.

المواطن الفلسطينى طارق صلاح أبو لبن، لم يكن يعلم عند ذهابه لاستخراج شهادة وفاة أبيه، الذى كان ضمن ضحايا الطائرة أن اسم والده غير مدرج فى كشوف أسماء المتوفين والمفقودين، حتى تلقى ردا من الجهات المختصة: « أبوك اسمه مش عندنا ومش هنعرف نطلع شهادة وفاة له» حسب ما ذكره المستشار القانونى لأهالى ضحايا الطائرة ياسر فتحى.

وأضاف فتحى لـ«الشروق»، أن المواطن الفلسطينى صلاح أبو لبن كان على متن رحلة طائرة مصر للطيران التى تحطمت يوم 19 مايو الماضى، وجميع المستندات والخطابات الرسمية الصادرة من شركتى مصر للتأمين ومصر للطيران، ووزارة الخارجية المصرية، أكدت على وجوده ضمن ركاب الرحلة وقدمت التعازى لأقاربه، مشيرا إلى أن ابنه طارق حاول استخراج شهادة وفاة لأبيه ولم يتمكن بسبب عدم وجود اسم والده ضمن كشوف أسماء المتوفين التى أعلن عنها مجلس الوزراء.

وأضاف المستشار القانونى: «هناك شخص مهمل، لم يدرج اسم الضحية صلاح أبو لبن فى كشوف المتوفين، حيث صدر قرار مجلس الوزراء دون ادراج اسم المواطن الفلسطينى»، لافتا إلى أن الكشف القديم للمتوفين ضم 29 اسما، ثم تم اصدار كشف حديث يضم 31 اسما دون الإشارة لرقم 30 فى الكشف، حسب قوله.

وتنشر «الشروق» قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1727 لسنة 2016، المنشور بالجريدة الرسمية، العدد 24 مكرر (ج) فى 22 يونية عام 2016، والذى تضمن: «يعتبر المفقودون فى حادث سقوط طائرة شركة مصر للطيران القادمة من باريس (الرحلة رقم 804) يوم 19 مايو الماضى، المبينة أسماؤهم بالكشفين المرفقين أمواتا فى حكم الفقرة الثانية من المادة (21) من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929 المشار إليه.

ورصدت «الشروق» أسماء المتوفين فى الكشف المنشور لقرار مجلس الوزراء، والذى لم يتضمن اسم المواطن الفلسطينى صلاح أبو لبن، على الرغم من وجود جميع المستندات التى تثبت وجوده على متن الطائرة المنكوبة، وهى ما تنشرها «الشروق» فى التحقيق المقدم.

خطاب شركة مصر للتأمين الموجه لنجل المواطن الفلسطينى طارق صلاح أبو لبن بتاريخ 22 يونيو الماضى، قدمت فيه الشركة التعازى، وأكدت على دفع مبلغ مقدم لأقارب الراكب من الدرجة الأولى تقدر بـ25 ألف دولار أمريكى بالعملة المحلية، يتم خصمها من مبلغ التعويض النهائى.

كما حصلت «الشروق» على خطاب رسمى من وزارة الخارجية المصرية موجه لسفارة فلسطين بالقاهرة يوم 4 سبتمبر الماضى، أكدت فيه الوزارة المصرية على أن المواطن الفلسطينى صلاح الدين أبو لبن كان على متن رحلة مصر للطيران رقم 804 والتى سقطت فى البحر المتوسط يوم 19 مايو الماضى.

وكانت شركة مصر للطيران أصدرت شهادة، أثبتت فيها أن المواطن الفلسطينى صلاح أبو لبن سافر على متن الرحلة MS804، فى 18 مايو الماضى المغادرة من مطار شارل دى جول بباريس، والمحدد لوصولها بمطار القاهرة الدولى 19 مايو الماضى، حيث كان المواطن مسافرا بتكرة رقم (0771711047879)، وقد تم اصدار هذه الشهادة بناء على طلب سفارة فلسطين بالقاهرة لتقديمها إلى من يهمه الأمر.

وهو ما يؤكده كذلك خطاب من سفارة فلسطين بالقاهرة موجها لمكتب الصحة بألماظة، لمطالبتها باستخراج شهادة وفاة للمتوفى صلاح الدين سعيد محمود أبو لبن( فلسطينى الجنسية).

«شركة مصر للتأمين بتساومنا»، كان هذا ما ذكرته زوجة الضحية ناصر حمدى، أحد ضحايا الراكبين على متن طارئة مصر للطيران المنكوبة، مضيفة أن شركة مصر للتأمين أبلغتهم بصرف قيمة التعويض العاجلة التى تقدر بـ25 ألف دولار، تنفيذا لاتفاقية «المونتريال للنقل الجوى» الموقعة عليها مصر، بسعر صرف الدولار يوم الحادث 19 مايو ( 8 جنيهات تقريبا) وليس بسعر العملة الحالى.

وأضافت زوجة الضحية إيمان، أن شركة مصر للطيران اشترطت قبل التوقيع على قيمة التعويض أن تكون الشركة وكيلا عنهم فى أى مستجدات وتعويضات قادمة، وهو ما رفضه عدد من أسر ضحايا الركاب، مؤكدة أنها رفضت التوقيع بسبب هذا الشرط «التعسفى» حسب وصفها.

وأشارت إيمان، إلى أن مسئولى شركة مصر للتأمين هددوهم بإلغاء دفع قيمة التعويض العاجل حال الشطب أو الكتابة على الإقرار النهائى.