المحتوى الرئيسى

«تخيل نفسك مكانها».. أن يعيش الرجل دور الضحية بدلًا من الجاني

12/05 20:28

لحظات قد تكثر لتكون دقائق وساعات يتبدل فيها الرجل أمام أنثاه يتحول لآخر فاقدًا لأقل درجات الإنسانية يضرب ويسب ويقذف يهين، يحول المرأة لجسد متهالك من الإصابات والعنف، قد تكون زوجته، شقيقته، أمه، جميعهن ضحايا لا يقوين على مقاومة رفعة ذراع واحدة من يديه، لكن هل توقف يوم ليضع نفسه مكانهن إذا تعرض هو للصفع أو الضرب؟ هل شعر لثوان بأثر ما يفعله؟

سؤال أجابت عنه المصورة الشابة إلهام الدسوقي خريجة إذاعة وتليفزيون في جلسة تصويرية استثنائية، بحثت كثيرًا قبلها عن رجل يقبل أن يظهر في هيئة "مضروب" على يد زوجته بشكل تمثيلي، بعد أن رفض الكثير من الرجال ولو لثوان أن يوضع في مشهد تعيشه مئات وآلاف النساء حول العالم.

أحاط إلهام الكثير من حالات النساء، الذين يبكين فعل رجالهن وتعنيفهن بالضرب والإهانة، دون أن يتوقفوا أو يشعروا بذنب يقترفونه، فحاولت إلهام عكس بغضها لذلك الوضع من خلال تجسيد ما تشعر به لكن بشكل معاكس تحت عنوان "تخيل نفسك مكانها".

تشارك إلهام "التحرير" مشروعها: "باحاول أوصل المعاناة اللي برصدها في المجتمع لفئات مختلفة من خلال جلسات تصويرية مختلفة، وفي جانب معاناة المرأة من العنف كانت فكرة عكس الأوضاع ليتخيل الرجل نفسه مكان المرأة التي تتعرض للعنف"،  لكن فكرة أن يوافق رجل على ذلك كان أحد أكبر الصعوبات التي أجلت المشروع كثيرًا أمام إلهام.

وتستكمل الدسوقي: "كل ما أقول لحد منهم يقولي منظري وأطلع مضروب كده من واحدة ست حتى لو تمثيل عشان أوصل فكرة إلى أن وافق أحمد نبيل، حبيت إني أحط الراجل مكان الست، ولو أنت شايف إن عادي تضرب مراتك فعادي إن الست تضربك، وجرب تحط نفسك مكانها وشوف هتحس بإيه، أنا مش باشجع إن الستات تضرب الرجالة، أنا بس عايزة الرجالة تحط نفسها مكان الستات، علشان يبطلوا يضربوهم".

ترفض إلهام كغيرها من النساء أن يعاملن بالسوط والصوت تهان وتدمى، أرادت أن توصل رسالة قصيرة بكلمات قلائل وصور معبرة ما يقع على كل مرأة من ضرر نفسي ومعنوى لعل صورها تكون صدمة لكل رجل تذكره بإنسانيته التي فقدها، ورسالة واضحة لكل أنثى أن لا تصمت أمام أي عنف تتعرض له سواء كان لفظيا أو جنسيا أو معنويا تتكلم تصرخ تقاضي من يؤذيها فهي المدافع الأول ويكاد يكون الأوحد عن نفسها.

لم يكن مشروع تخيل نفسك مكانها المشروع الأول لإلهام فسبقه آخرون أرادت بهم ألا يتسرع الناس الحكم على شخصيات من أشكالها فقط بل بشخوصها وأفعالها وسلوكها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل