"مدام نوال" و"الرجولة أدب".. حواديت كتاب "زى ما بقولك كدة"!
أمينة رزق رفضت عريس بسبب هدايا غير لائقة!
إحصائية: “فوت علينا بكرة” بتتقال يومياً 150 مرة في الساعة!
متى نعتاد على قول “معرفش”؟!
احتفلت الفنانة إسعاد يونس مساء أمس الأحد بتوقيع كتابها “زى ما بقولك كدة” بفندق ماريوت بالزمالك، بمشاركة عدد من الشخصيات العامة ونجوم المجتمع من الإعلاميين والفنانين.
الكتاب صادر عن دار نهضة مصر للنشر وشركة “ليوميديا”، والكتاب مأخوذ عن حلقات برنامج الفنانة إسعاد يونس الإذاعى، الذي يحمل نفس الاسم، ويتولى كتابة حلقات البرنامج الإذاعى مجموعة من الشباب، وهم “إياد صالح، ومحمد حربى، إسلام صالحين”.
ويعتبر الكتاب أول تجربة لتحويل برنامج اذاعي لكتاب؛ حيث قدمت يونس برنامجًا إذاعيًا يحمل نفس الاسم يمزج بين الحواديت التاريخية، ويتناول سلوكيات وعادات المصريين، فكرة إياد صالح، وكتابة محمد حربي، وإسلام صالحين.
وجاء فى مقدمة الكتاب “إحنا لما سألنا نفسنا هو إحنا لازم نتكلم عن إيه، قررنا نتكلم عن حاجات بتحصل فى مصر، طبعًا دا خلانا نلاقى ناس بتعمل حاجات غريبة.. باختصار لو حابب تأخد لفة حلوة على شوية حكايات ومواضيع وموضوعات يبقى أنت اخترت صح.. اسمع منى.. زى مابقولك كدة”.
من جانبها قالت نشوى الحوفي مسئول النشر بدار نهضة مصر: أن أهم ما يميز إسعاد يونس هو تقديم المعلومة من خلال الحواديت. وأضافت أن الكتاب هو تجميع حلقات تمت إذاعتها عبر الراديو 90 90، والهدف من الكتاب هو توثيق لما جاء في الحلقات كما تمت إذاعتها.
قال إياد صالح أحد معدي برنامج “زي مابقولك كدة” على راديو 9090: إن البرنامج أطلق منذ عام، مشيرا إلى أن فريق العمل واجه تحديات لكتابة حلقات مدتها قصيرة لا تتجاوز عشر دقائق تقدمها إسعاد يونس.
ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات المتعددة بالعامية تصف الكثير من مظاهر الحياة في مصر من سلوكيات نحتاج لإعادة النظر فيها، ولا نشعر بأهميتها، أو بما يتعلق بها من قصص في التاريخ، أو شخصيات يتم عرضها ببعد مختلف عما اعتدنا عليه في الفن والسياسة والاقتصاد والثقافة.
من جانبها أكدت داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر للنشر في بيان صحفي أن إصدار هذا الكتاب يتواكب مع رسالة الدار في إرساء قيم اصبحنا نشعر بتراجعها فيما بيننا حيث إن الكتاب يتناول الكثير من الجوانب التاريخية والسياسية والفنية والسلوكية ايضاً، وهو ما ميز برنامج إسعاد يونس على راديو 9090 بنفس العنوان “زي ما بقولك كدة”.
وقال شريف الشناوي رئيس مجلس إدارة شركة “ليوميديا” المنتجة للبرنامج : “إن نجاح تجربة تحويل البرنامج إلى كتاب مطبوع يرجع إلى الحب الذي كان بمثابة كلمة السر التي جمعت بين كافة العناصر المشاركة في التجربة .
وأكدت إسعاد يونس، خلال حفل توقيع كتابها “زى مابقولك كده”، أنها من خلال الكتاب وصاحبة السعادة وبرنامجها الإذاعي، تحاول توثيق التاريخ والحاضر، وأضافت: “إذا أردت القراءة أو التعرف على الأرمن في مصر تستطيع ذلك من خلال البرنامج والكتاب”.
“محيط” ينقل بعض أجواء الكتاب، ويتوقف عند أبرز ما جاء فيه:
تحت هذا العنوان نقرأ: عندنا مثل فى مصر بيقول “الرجولة أدب مش هز كتاف”، والمثل ده بصراحة وقفت قصاده كتير الفترة اللى فاتت، لأحداث كتير مهمة، منها فيديوهات التريقة اللى فيها إهانة لبعض ناسنا الغلابة، أو التريقة على واحد بيحاول يغنى وصوته وحش.
القضية بقى مين أول بنى آدم فيكى يا منطقة اللى قال الرجولة أدب مش هز كتاف، ويعنى إيه الرجولة أدب أساسا ويعنى إيه هز كتاف.
أول واحد قال الرجولة أدب كان مصرى، بس ماكنش راجل، قصدى يعنى كانت واحدة ست، أه واحدة ست الله، ودى كانت بقى فى عصر ما قبل الأسرات، وفجر التاريخ، وقبل بدايات الكون بمحطتين تلاتة..
وأكملت: الست دى كانت خارجة من الكهف بتاعها، رايحة تعمل شوبنج فى الغابة، أيام ماكانت مصر فيها غابات وحركات وكده يعنى، قوم واحد راجل من إنسان الكهف البدائى راح معاكسها قامت منولاه اللى فيه النصيب، ووقفت فى وسط الكهوف وقالت بعلو صوتها: “لأ الرجولة أدب مش هز كتاف”، لأنها إيه بقى مالقتش حد يلم الراجل ده.
ودى كانت أول صرخة نسوية متحررة من هيمنة القبضة الذكورية فى زمن ما قبل الوعى الإنسانى، ماشى! ماشى.
تفوت أيام وتعدى شهور وسنين، وفى مظاهرات ثورة 19 اللى كان زعيمها سعد باشا زغلول، قررت المرأة المصرية أنها تخرج فى مظاهرات متضامنة مع الرجال فى قضية الوطن، والوطن اللى مقصود بيه هنا مصر مش الجورنال.
المهم اتضرب عليهم نار، وفى واحدة ست رجعت من المظاهرة جوزها حلف مليون يمين ماهى داخلة علشان خرجت من البيت من غير إذنه، وكان هيمد إيده عليها، راحت مصرخة فيه وبكل ما فيها من جرأة كده راحت قايلة: “الرجولة أدب”، وسكتت، ما هى لو كانت كملت كان زمانها اتطلقت، وسعد باشا زغلول مكانش هيعملها حاجة يعنى.
بس بالأمانة بقى، المثل دا مهم جدا فى حياتنا المصرية، مهم لدرجة أننا محتاجين نطبعه فى كروت صغيرة ونوزعه على الناس ونعمله بانرات فى الشارع وفوق الكبارى، لأن الرجولة فى خطر وأقصد هنا الرجولة بالمعنى الحقيقى للكلمة.
“ماهو مش من الرجولة أنك تسخر من اللى مش فاهم، أو صاحب الحاجة أو الفقير، ولا من الرجولة أنك تهين ست أو تعتدى عليها، ولا من الرجولة أنك تعمل من بنها قصاد الأخطاء المنتشرة حوالينا، الصراحة الرجولة أدب، الرجولة تعامل، والله فكرتونى بحكاية هاتولى راجل، بس دى هنبقى نحكيها فى مرة تانية لأنها من الحواديت اللى تستحق أنها تتحكى بالتفاصيل، آه والله زى ما بقولك كده”.
مصر مليانة ثوابت مش ممكن تتزعزع ولا تهزها ريح.. ثوابت تاريخية زي الأهرامات وأبو الهول وزحمة ميدان لبنان.
من الثوابت دي بقى جملة “فوت علينا بكرة”، فيه احصائيات بتقول إن من كل 10 مصريين فيه تسعة على الأقل سمعوا الجملة دي مرتين في حياتهم، واحصائية تانية بتقول إن الجملة دي بتتقال في مصر يوميا 150 مرة في الساعة، وإحصائية ثالثة بتقول إن الموظف اللي بيقول الجملة دي بتتحول مع الوقت لأسلوب حياة حتى جوه بيته.
ما صدقتش الاحصائيات دي، عايزة أعرف أصلها وازاي فضلت ثابتة كده ما تغيرتش، قريت في كتاب كتبه مؤرخ من العصر المملوكي بيقول إن رئيس الديوان السلطاني اللي كان يقعد يستقبل شكاوى المصريين ويرفعها للسلطان كان اسمه بكر، بكر ده كان عنده ظروف.. قعد فنرة غايب مش بيروح الشغل، وكل ما الناس تروح عشان ترفع تظلمها الحرس اللي على باب الديوان السلطاني يقولوا لهم: فوت على بكر بكرة”.
بكر طول اوي في غيبته، الحرس زهق من سؤال المصريين عن بكر، ولأننا كمصريين بنحب الاختزال والاختصار أصبحت الجملة بدل فوت على بكر بكرة، فوت علينا بكرة.
لم أصدق كلام المؤرخ..الناس أصحاب مقولة أن كل حاجة في مصر أصلها فرعوني بيقولوا إن الفراعنة هم أصحاب مقولة “فوت علينا برة”، فيه أي أدلة؟ قالوا فيه تمثال الكاتب المصري الشهير اللي تبص على عينه وقعدته وهو متربع، كأنه بيقولك يا سيدي فكك فوت علينا بكرة، لكن أنا بقول ان الحضارة الفرعونية أكبر من اننا نلزق فيها أي حاجة والسلام.
لكن أنا نظريتي بتقول ان ده موظف مصري أصيل بدون ذرة تقليد ولا فيه منه تايواني أو صيني، موظف عايز يمضي ويفلسع، يقبض من غير ما يستغل، موجود من زمان وعشان محدش يقولهم انتوا كسلانين او تنابلة.. اخترعوا حدودتة فوت علينا بكرة دي، وللأكانة الموظف المصري اطور عن زمان كتير، اتغيرت المقولة وبقت: “السيستم واقع.. مفيش حبر في البرنتر.. أو مفيش نموذج 19.
فكرة الوصول لأصل المقولة صعب..لكن السهل والأكيد إننا نقفش اخر واحد يقولها وساعتها نحتفل كلنا بانتهاء مقولة “فوت علينا بكرة”.
هانتكلم عن الآنسة أمينة رزق.. عذراء الفن السابع وأم السينما المصرية.. الفنانة العظيمة اللى صاحبت المسرح المصرى والسينما المصرية من بداية انطلاقهما.
الست أمينة عاشت وماتت ومن غير ما تتجوز نهائى، وسبب رفضها للجواز فضل اختيارها الشخصى، لأنها ياما حكت عن الخُطاب اللى كعابهم دابت على عتبتها وأديهم اتبرت تخبيط على بابها، ماهى كانت فاتنة عصرها وأوانها وجميلة جميلات العشرينات والتلاتينات.
حكت مرة أن واحد من خطابها كان بيبعتلها يوميًا بوكيهات ورد فى غرفتها بالمسرح، وكان بيسافر وراها، وقلبها بدأ يرق للحبيب الولهان وبدأ يبعت لها برفانات ومكياج، وقفشت أمينة وقالت: “اعتبرت هذا تطاولا ومبالغة فى قلة الزوق وواجهت عرض الزواج برفض شديد”.
موقف الست أمينة ده رجعنى لفكرة بتغيب عننا كتير اليومين دول، فكرة “فن اختيار الهدايا” على رأى أحمد حلمى، الهداية فن مش واجب وخلاص ولا هى كمان رد فلوس وخلاص”.
اختيار الهدية المناسبة مش حاجة سهلة أبدًا، والأثر اللى بتسيبوا الهدية فى قلب ونفسية كل واحد عميق جدا، ما حدش ما بيحبش يجيلوا هدايا، وكلنا اتصدمنا فى ناس نسيوا يقدرونا بهدية، وكلنا طيرنا فى السما من هدايا جاتلنا فجأة، الورق الملون تحت مرتبة السرير والورد الناشف بين صفحات الكتب والعلب الكرتون وشرايط الستان، اللى فوق الدواليب وتحت السراير، والكروت، تشهد على ناس حلوة افتكرتنا بهدايا أحلى مش بالقيمة ولا بالتمن، بس أحلى بالمعنى والفكرة الحلوة والذكرى الطيبة، ماتستهونوش بالهدية واتعبوا على شرائها، وبلاش فكرة التحويل بتاع فلانة هاتتجوز فاتقومى مطلعلها طقم التوابل اللى عمال يلف على العيلة كلها، وبلاش كرمشة الخمسيناية وجو ابقى اشترى اللى نفسك فيه، حاجات كتير كدة بتبوظ اللافتة واللحظة”
“واجب علينا زى ما إحنا بنستنى التقدير ونفرح به نتعب إحنا كمان فى تقدير غيرنا لما يجى علينا الدور، لازم نعرف إننا هانسعد اللى قدامنا بهدية متنقية صح”.
بلغني أيها المواطن العزيز..إنه في بلاد غير بلادنا خالص.. في بلاد بعيدة..تركب المعيز والحال عندهم ينقط ويغيظ، يصحو المواطن في يوم ملبد بالغيوم..قايم من النوم مزكوم..مضطرة اخلص أوراق حكومية من المصلحة الفلانية والإدارة العلانية..واهو يوم يا مؤمن واتكتب عليا..اتعامل مع كائنات بشرية انتهت من العصور الحجرية..
ولعت عشر شمعات للعدرا والسيدة.. وطفت بكام مقام وتوكلت على اللي لا يغفل ولا ينام..شوف يا عزيزي اماواطن موظفين الحكومة أشكال وألوان.. بس أساسي في أي مصلحة تلقى مدام نوال.
مدام نوال مش بتاعة أموال ولا ليها في الفصال ولا الوصال..مدام نوال زي القطر تمشي على سطر وتسيب سطر..الست الستوتة مابتجيش من الـساس والكل عليها محتاس..يا في دورة الماية يا في الادارة الجاية..يا طلعت دورة تدريبية..مدام نوال معاها مفتاح الدرج.. ساكنة في المرج ..ابقي فوتي حضرتك كمان يومين.
الحق يقال كتير فهموا الموال في الجيب اليمين مياية متقسمة عشرات..وفي الجيب الشمال “كوينات” لزوم تليين العقبات..وتفتيح الدماغات..هذا وفي كل مصلحة فئة المشهلاتية والمخلصاتية..تلقاهم منتشرين في الردهات وتعرفهم من ابتسامة سمجة على الوشوش..يبتدي كلام معاك بالجملة السحرية..”أي خدمة يا هانم” وتو ما يطلع البنكنوت تخلص مصلحتك في سكوت.
Comments