المحتوى الرئيسى

في الذكرى الثالثة لوفاته .. نيلسون مانديلا «العظيم المُبجل»

12/05 13:11

وهب نفسه لصراع الأفارقة والحرب ضد العنصرية، وقدر فكرة الديمقراطية وحرية المجتمع، الذي يعيش فيه كل البشر فى تناغم ومساواة فى الحقوق، إنه المناضل نيسلون مانديلا، الذي تمنى الحياة من أجل تلك المباديء, وكان على أهبة الاستعداد للموت من أجلها.

تحل اليوم الذكرى الثالثة على رحيله، الذي آمن بأن «الموت شيء لا مفر منه، عندما يقوم انسان بما يظنه انه واجبه تجاه شعبه وبلده، يمكنه أن يرقد بسلام، لذا فإنه سينام حتى الخلود»، حيث توفي في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر 2013.  

مانديلا من مواليد 18 يوليو عام 1918، بقرية مفيسو في مدينة ترانسكاي بجنوب افريقيا، وتوفى والده وهو فى التاسعة من عمره، وتبناه وقتها شخص يُدعى «جونجينتابا»، الذي قرر تربيته اكراما لابيه، وظل معه حتي التحق بالجامعة، ولكن بسبب مطالبته بالمساواة ودعم الطلاب، تم فصله من الكليه، فاختلف معه، فترك لمنزل واستقر في مدينة جوهانسبرج.

التحق بجامعة ويتواترسراند لدراسة القانون، وشارك في نشاط الحركة المناهضة للفصل العنصري، وعمل علي الانضمام إلى حزب المؤتمر الوطني الافريقي في عام 1942، حيث تجمعت هناك مجموعة صغيرة من الشباب الافارقة معا، واطلقوا علي انفسهم اسم عصبة الشبيبة، وكان هدفهم أن يكونوا صوت المهمشين من الفلاحين والعاملين في المناطق الريفية.

في 1949، بدأ المؤتمر الوطني الافريقي رسميا عدم التعاون مع اهداف سياسة المواطنة الكاملة والمقاطعة والإضراب والعصيان المدني، وإعادة توزيع الاراضي والحقوق النقابية، والتعليم المجاني والإلزامي لجميع الاطفال .

يذكر أن اتجاه مانديلا إلى طريق النضال والحرب ضد هيمنة ذوى البشرة البيضاء، كان سببه آلاف الاستخفافات وآلاف الإهانات واللحظات المنسية التي تجمعت لتثير في نفسه ذلك الغضب وروح التمرد والرغبة في مناهضة النظام الذي عزل قومه واستعبدهم.

ويقول في مذكراته «رحلتي الطويلة من أجل الحرية»:«لا أستطيع أن أحدد بدقة اللحظة التي تحولت فيها إلى السياسة وأيقنت أنني سأكرس بقية حياتي من أجل التحرير، فأن يكون المرء إفريقياً في جنوب إفريقيا يعني أنه يولد مسيّساً سواء أقر بذلك أو لم يقر.. فهو معرض للتوقيف والمساءلة في أي ساعة من ليل أو نهار ليسأل عن بطاقة الهوية وإن لم يبرزها يعتقل ويزج في الحبس».

أسس مانديلا بالتعاون مع صديقه اوليفر تامبو، مكتب للمحاماة وشركة للقانون خاصة بهما، قدما من خلالها استشارات قانونية مجانية ومنخفضة التكلفة للسود غير الممثلين.

وفي 1956، القي القبض على نيلسون مانديلا، ووجهت إليه تهمة الخيانة للدعوة السياسية، وظل معتقلًا حتى العام 1961، بعد أن اثبتت براءته، بعد مجزرة شاربفيل التي راح ضحيتها عدد كبير من السود في العام 1960، كما حظر نشاطات حزب «المجلس الوطني الأفريقي».

بعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية، وأنشأ الجناح العسكري للحزب، الذي قام بأعمال تخريبية ضد مؤسسات حكومية واقتصادية، وبعدها سافر إلى الجزائر للتدرب العسكري ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب.

تم القبض عليه مجددًا عند عودته من الجزائر، بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضطرابات وأعمال العنف، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وفي تلك الأثناء بدأت محاكمة «ريفونيا» التي ورد اسمه فيها، فحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بأعمال التخريب.

لم يغير السجن موقفه من النضال، وأصبح رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري، وفي 1980، تمكن مانديلا ارسال رسالة للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: «اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري».

وفي 1990، تم الافراج عنه وبعدها أعلن وقف الصراع المسلح وبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمداً مبدأ حكم الأكثرية وسامحاً للسود بالتصويت.

في 1993، حصل نيلسون مانديلا والرئيس دي كليرك، على جائزة نوبل للسلام معا وذلك لعملهم نحو تفكيك نظام الفصل العنصري، وفي 1994 تم انتخاب مانديلا رئيسًا لجنوب أفريقيا، ليكون أول رئيس اسود يحكم البلاد،وظل في منصبه حتى 1999.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل