مؤتمر يناقش دور العلاج الموجه فى سرطان الرئة

نظمت ندوة تثقيفية بعنوان «سرطان الرئة: ما هى العلاجات الموجهة الجديدة» وعُقدت الندوة بالتزامن مع الملتقى العلمى لشركة بوهرنجر انجلهايم الذى استقطب أكثر من 80 طبيبًا مختصًا بالأورام من جميع أنحاء المنطقة.

 حيث سلط الضوء على بدء أعمال وحدة الأورام فى مصر كما أعلنت عن تسجيل المستحضر الدوائى أفاتينيب الذى سيتوافر قريبًا لمرضى السرطان فى مصر، وشارك فى الندوة خبراء مختصون بهدف مناقشة الجوانب المتعلقة بمرض سرطان الرئة وأنواعه المختلفة والتحديات التى لم يتم التصدى لها فيما يتعلق بعلاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا إضافة إلى التأكيد على أهمية إجراء فحص مستقبلات عامل نمو الخلية وأهم العلاجات الموجهة.

حيث استعرضت بوهرنجر إنجلهايم أحدث علاجاتها لمرض سرطان الرئة غير صغير الخلايا إيجابى الطفرة من مستقبلات عوامل نمو الخلية والذى يستهدف الخلايا السرطانية دون التسبب بأضرار كبيرة على الخلايا الطبيعية وأظهرت نتائج الدراستين السريريتين أن العلاج يزيد إجمالى معدلات البقاء على قيد الحياة ولاسيما لدى المرضى الذين يعانون من طفرة حذف أكسون 19 إضافة إلى مساهمته فى تأخير تطوّر الورم لدى المريض وتحسين الأعراض المتصلة بسرطان الرئة.

ويعدّ سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعًا فى العالم، وفى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد حالات الإصابة بسرطان الرئة ارتفاعًا مستمرا، حيث يتمّ تشخيص أكثر من 16 ألف حالة جديدة تبلغ نسبة المرضى الذكور منها 79.9% ونسبة الإناث 20.3%.

وتشير البيانات المتوافرة حول الأعباء التى يفرضها مرض السرطان على بلدان العالم العربى إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة ناجم عن عدة عوامل مثل التقدم فى السن واتباع نمط الحياة الحديث واستمرار النمو السكانى وهو ما يؤكد أن مشكلة السرطان سوف تستمر فى المستقبل ورغم التقدم المحرز على صعيد التوعية بالمرض وطرق علاجه إلا أن المعدل النسبى للبقاء على قيد الحياة والبالغ 5 أعوام لا يتم تحقيقه فى المنطقة بنسبة تزيد على 8%.

وأكد الدكتور علاء قنديل الاستاذ بقسم علم الأورام السريرية والطب النووى كلية الطب بجامعة الإسكندرية يعدّ سرطان الرئة غير صغير الخلايا المسبب الأكثر شيوعًا للوفاة على مستوى العالم وهو ليس مرضًا وحيد النوع إذ يمكن تصنيفه إلى سرطان الرئة غير صغير الخلايا وسرطان الرئة صغير الخلايا وأظهرت الأبحاث أن لهذا المرض أنواعاً مختلفة تتطلب أساليب علاجية معينة، ويعتبر سرطان الرئة غير صغير الخلايا النمط الأكثر شيوعًا فى العالم حيث يشكل ما نسبته 85% من إجمالى حالات سرطان الرئة، ويمكن تقسيمه إلى 3 أنواع فرعية وناقش الخبراء خلال الندوة التحديات التى يفرضها علاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا خاصة أنه لم يتم إحراز أى تقدم يذكر فى الطرق الكيماوية لمعالجة المراحل المتقدمة من المرض.

وأضاف الدكتور علاء قنديل يتم تحديد المجموعة الفرعية لسرطان الرئة من خلال الطفرات من مستقبلات عوامل نمو الخلية والمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة إيجابى الطفرة بات بإمكانهم الآن الاستفادة من علاج جديد يعكس مستويات عالية من الكفاءة مقارنة بمعايير العلاج الكيميائى وفى هذا الإطار ناقش الخبراء أهمية إجراء فحص لمستقبلات عامل نمو الخلايا، والاطلاع على منافع العلاجات المماثلة للخيار العلاجى الجديد والذى يتمتع بقدرة على استهداف خلايا جزيئية محددة أو التعامل مع مجموعات فرعية معينة من الطفرات.

وقالت الدكتورة رباب جعفر أستاذ الأورام فى المعهد القومى للأورام جامعة القاهرة تتدخل علاجات السرطان فى عملية نمو وانقسام الخلايا السرطانية بطرق مختلفة وعند نقاط متنوعة خلال مراحل تطوّر ونمو وانتشار السرطان وبدلًا من التسبب بتأثيرات سامة واسعة النطاق على الخلايا تركز أنواع كثيرة من هذه العلاجات على بروتينات محددة تشارك فى عمليات نقل الإشارة فى الجسم ومن خلال إعاقة توجه الإشارات التى تشير إلى الخلايا السرطانية بالنمو والانقسام بدون أى انضباط تسهم علاجات السرطان من جهة ثانية فى توقف نمو وانقسام الخلايا السرطانية.