المحتوى الرئيسى

فيتو روسي صيني مزدوج يبطل مشروع قرار يطالب بهدنة في حلب

12/05 22:34

مارست الصين وروسيا الاثنين (الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2016) حق النقض "الفيتو" على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة أيام في حلب. كما عارضت فنزويلا مشروع القرار الذي تقدمت به مصر وأسبانيا ونيوزيلندا في حين امتنعت أنغولا عن التصويت.

وكان الفيتو الروسي متوقعا إذ كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد ندد بمشروع القرار الذي قدمته مصر ودول أخرى، ويتضمن إعلان هدنة في حلب، ووصفه بـ "الاستفزاز". وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو إن "مشروع القرار هو في جزء كبير منه عبارة عن استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية".

وكان مشروع القرار، الذي أطاح به الفيتو الروسي الصيني المزدوج يدعو إلى هدنة لا تقل عن سبعة أيام في حلب وإلى وصول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في أحيائها الشرقية جراء المعارك، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

رغم كل المحاولات، أصرت روسيا على التصويت بالفيتو على مشروع القرار.

وعملت على نص المشروع كل من مصر ونيوزيلندا وأسبانيا بعد مفاوضات طويلة مع روسيا التي أبدت ترددا كبيرا. وقد تسلمت أسبانيا رئاسة مجلس الأمن لشهر كانون الأول/ ديسمبر. وعلى الرغم من التنازلات التي قدمتها الدول المروجة لمشروع القرار، فإن كلا من روسيا والصين صوتا بالفيتو ضده.

وكان مشروع القرار ينص أيضا على أن "يضع جميع أطراف النزاع السوري حدا لهجماتهم في مدينة حلب" خلال فترة أولية مدتها سبعة أيام قابلة للتجديد. كذلك كان ينص على أن يسمح هؤلاء "بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة" من خلال إتاحة مرور المساعدة الإغاثية لعشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة.

في تطور جديد في الأوضاع الميدانية في حلب، اعترفت روسيا بمقتل طبيبة عسكرية روسية وإصابة ممرضين من جراء قصف على مستشفى روسي. تزامن ذلك مع إعلان المعارضة عن استعادتها لبعض أحياء حلب الشرقية وهو ما نفته دمشق. (05.12.2016)

يبدو أن النظام السوري يقترب من الاستيلاء عسكريا على آخر مناطق قوات المعارضة المسلحة في مدينة حلب. فهل هذا التقدم يعني انتصارا نهائيا للأسد؟ راينر زوليش يكشف عن وجهة نظره تجاه آخر التطورات في الحرب الدائرة رحاها في حلب. (29.11.2016)

في موازاة ذلك، طلبت كندا باسم 74 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، أن تجتمع الجمعية العمومية في جلسة عامة لتبني مشروع قرار يركز على المساعدات الإنسانية لحلب. ولم يتم بعد تحديد موعد للجلسة التي قد تعقد في الأيام المقبلة.

وخلافا للأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن، لا تتمتع أي دولة في الجمعية بحق النقض (الفيتو)، كما أن قرارات الجمعية ليست ملزمة. بيد أنه بإمكان الجمعية العامة، استنادا إلى إجراء يعود إلى العام 1950، الحلول مكان مجلس الأمن في حال تبين أن الأخير عاجز عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وواصلت قوات النظام هجومها الأحد في مدينة حلب للسيطرة على كامل الأحياء الشرقية تزامنا مع شنها غارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة ومراسل وكالة فرانس برس.

أ.ح/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)

حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.

دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.

أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.

المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.

مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.

غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.

في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل