ماهي نوايا ترامب نحو العراق؟

لكن مع اقتراب النهاية المتوقعة لتنظيم داعش وسيطرته على المناطق المتبقية من مدينة الموصل، تظهر الى الواجهة كالعادة، المشاكل السياسية والاجتماعية، وكذلك الأمنية التي ستتمخض عن مرحلة جديدة يصلها العراق لأول مرة في تاريخه، بعد هزيمته لعدو تاريخي هدد كيان المنطقة

فالجانب السياسي والأمني مرتبط الى درجة لا يصعب التمييز بينهما معها، الأطراف السياسية العراقية تدخل حالة انذار بسبب التجاذبات حول مستقبل مدينة الموصل، الصعيد الأمني مهدد بما بعد مرحلة داعش، التي قد تتضمن إعادة ظهور لأنماط تنظيم القاعدة، السلف السابق لداعش، أو اشتعال حرب أهلية، عرقية بين أكراد وعرب، أو مذهبية بين السنة والشيعة، خصوصاً مع اتساع قاعدة الفصائل المسلحة التي تمتلك ايدلوجيات مخالفة لما تحمله الحكومة من تفاؤل بهذا الجانب.

الخلاف السياسي حول مستقبل المدينة، يبدو أنه لم يعد يقتصر على المستوى المحلي ممثلاً بالتصارع بين الساسة مثل أسامة  النجيفي مع الإقليم الشمالي ومسعود برزاني ثم بغداد وجهاتها الموحدة اللون متباينة الآراء

آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي وعبر وسائل إعلام أجنبية أكد، بأن النهاية المتوقعة للتنظيم باتت قريبة جداً، مؤكداً “بمجرد أن نهزم التنظيم، يجب أن نبقيه منهزماً، نحن بحاجة الى الاستمرار في مجابهة المقاتلين الأجانب الفارين، ومنع أي محاولات أخرى من قبل التنظيم لإعادة بناء نفسه في أي مكان، هذا يعني، بأن الولايات المتحدة، بل حلفائها أيضاً، يجب أن يتحملوا البقاء متورطين في صراع عسكري في المنطقة، وبالأخص في العراق حيث سيكون من الضروري أن نستمر بتوفير الدعم والتدريب والتسليح أيضاً لقوات الشرطة، وحرس الحدود، وبقية القوات التي ستكون مسؤولة عن إيقاف إعادة نمو تنظيم داعش”.

وزير الدفاع، ومع اقتراب فترة ولايته التي تنتهي مع العام المقبل، لم يحدد المدة التي ستبقى خلالها القوات الأمريكية وحلفائها في العراق

يأتي هذا، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أنه يخطط لاختيار الجنرال المتقاعد “جايمس ماتيس” والملقب بــ “الكلب المجنون”، ليكون وزيراً للدفاع، مشيراً إلى أن توجهاته تناسب تلك التي يرغب ترامب بتحقيقها خلال فترة ولايته، والتي كرر خلال فترة الانتخابات، بأنها تتضمن إعادة احتلال العراق مرة أخرى.

يشار أيضاً، إلى أن ماتيس الكلب المجنون، لن يتمكن من تسلم منصبه ما لم يحصل على استثناء من مجلس الشيوخ الأمريكي، لكونه متقاعد، حيث يمنع القانون القادة المتقاعدين ممن خدموا بالسن الأقصى في السلك العسكري، من تسلم منصب وزير الدفاع، لكن تمسك ترامب به يعني أنه سيتسلم المنصب في النهاية على الأرجح.