المحتوى الرئيسى

رفقاء حسن عقل: كان كشجرة تين..وبرحيله تغيب المحبة

12/04 11:26

سعيد الكفراوي: “لعن الله الهجرة” ..وبوجوده كان يحل المرح

السماح عبدالله: أطلقنا عليه “سعيد بس” لسخريته من شعرنا

جمال عبدالفتاح: تجربة عاطفية مُرة دفعته للهجرة إلى باريس

خيم الحزن والأسى على الوسط الثقفي إثر رحيل الشاعر حسن عقل الذي يصل جثمانه الثلاثاء القادم إلى مصر ليعانق تراب الوطن الذى ناضل من أجله فى شبابه الأول، حيث عبّر رفقاؤه عن رثائهم للراحل في صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”محيط” يرصد بعضها.

قال القاص الكبير سعيد الكفراوى: رحم الله الشاعر الغريب المصرى حسن عقل واحدًا من شعراء السبعينيات البديع، شاعر عاش زمن معرفتى به يحمل الوطن أيقونة ويعيش الحياة اليومية بمحبة الدنيا باذلاً روحه عشقًا لأصدقائه ولقصيدته الشعرية، وكان إذا حضر عند لمة الناس الطيبين محمد صالح ونجيب شهاب الدين وإبراهيم داوود اتسعت الدنيا وحل المرح فيما يحكى حسن طرفًا من حياته... زمن الطلبة... تجديد القصيدة... متاعب الجيل... روحه الفكهة بين ناس بلده... حتى جاءت فكرة الهجرة لعنها الله فسافر ولم يعد ولم نعد نراه ولا نسمع عنه إلا ساعة خبر رحيله الأخير، يغيب الأصدقاء واحدًا واحدًا فتغيب عن العين ألفة الوطن.

وقال المناصل جمال عبد الفتاح، أحسست بصدمة عنيفة عند سماع خبر وفاته، بكيته وحيدا فالمسافات باعدت بيننا منذ اكثر من ربع قرن حيث استقر به المقام بباريس .

حسن عقل ابن قرية تلبانه، تعرفت عليه فى صيف عام 1969 بمدينة الإسكندرية، حيث كنت أسكن وحدى فى شقة متواضعة من غرفتين فى سيدى بشر قبلى . . وجاءنى به صديق مشترك ليقيم عندى لفترة حتى يجد عملا ليعتمد على نفسه بعد قراره بعدم العودة إلى قريته صيف عامه الأول بكلية الآداب، حسن عقل تصبح صديقه من أول لحظة ، فهو انسان شاعر محب للثقافة والحياه والطبيعة، مثل شجرة التين البنغالى التى تعاود فروعها لتنغرس فى الأرض وتتحول إلى جذور جديدة، هكذا كان حسن عقل، وكم كان يعشقها ويصطحبنى للقائها ومناجاتها مرارا فى أحد حدائق الإسكندرية، وكتب فيها اروع قصائده فى هذا الزمن البعيد.

مر بتجربة عاطفية صعبة فجعلته يغادر العمل السياسى ورفقتنا فى حزب العمال الشيوعى المصرى أواخر السبعينات، فتقطعت بنا السبل ليقيم فى باريس، لألتقيه مرة واحده خلال الثلاثين عاما الأخيرة وقد غير فيه الزمن كما غير فى الكثير، برغم البعاد مشاعرى به لم تنقطع . . وعندما علمت بمغدرته أحسست بأنى كنت معه بالأمس، بضحكاته العالية ، وصوت الشاعر المجلجل يتغنى بالتين البنغالى والأصدقاء والرفاق والحياه والأبجدية.

ونشر هشام عبدالله إحدى قصائد حسن عقل من ديوانه “الحلم”، التي كتبها الشاعر الراحل إلى رفيقه جمال عبد الفتاح عام 1974 حيث كان جمال عبد الفتاح مسجونا فى سجن الحضرة بالإسكندرية على ذمة قضية تنظيم شيوعى متهما بقلب نظام الحكم:

دافعا خطوى فى اتجاه الشمس

ترحل كل يوم فى جنون الموج

ساحبة خلفها، فلول الفتيان العطشي

من جانبه قال الكاتب الصحفى مصطفى عطية مدير تحرير مجلة “نيسانس”الفرنسية، أن حسن عقل حمل معه بغيابه أسرار سنوات بعيدة في حوارات يومية وجولات .. وفي مجلة حائط مشتركة طوال أربع سنوات في كلية آداب الاسكندرية. حسن ينشد أشعاره ونحن نتخفى في حديقة .. يحضر الشاي في شقق نتخذ لنا منها مكانا قصيا عن أعين العسس، ثم كانت الهجرة .. هجرتي بعد ست سنوات من علاقة وثيقة بيننا. لم يبق من حسن الذي عرفته حتى منتصف السبعينيات من أثر إلا الشعر الذي كان يصلني مطبوعا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل