المحتوى الرئيسى

تقلقني سياسة «حلق حوش» فى مواجهة السوق السوداء

12/04 11:21

«غدا يوم جديد» كلمة توقف عندها البعض فى فيلم «ذهب مع الريح» لنجمة هوليوود «فيفيان لى»، تبدو الكلمة عادية، لكن تحمل معانى كثيرة لدى محدثتى.. تعيد صياغة المشهد لتكرر نفس الكلمة عندما يشوب المشهد الضبابية، ويتوقف العقل عن التفكير.. تشعر بالسعادة عندما تتذكر ثناء والدها بأنها مصدر فخره واعتزازه، وقدرتها على تحمل المسئولية.. فلسفتها فى الحياة من نوع فريد يبنى على أساس «أنا ذاتى» لا تميل إلى التقليد أو اقتباس شخصية الآخرين هكذا انطباعى.

دقيقة فى مواقفها، الإصرار والجهد لتحقيق النجاح والحفاظ عليه أسلوب حياة لديها.. أمانى حامد رئيس شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية، لديها إيمان قوى بقدرتها وهو سر قوتها، جادة وحديدية صفتان استمدتهما من والدتها الانجليزية، واقعية ومنطقية بحكم مشوارها التعليمى بالمدارس الألمانية.. فى مكتبها بحى عماد الدين الذى ظل مركزا ماليا منذ عقود طويلة ولا تزال تراقب وتحلل المشهد بدقة.

شاشة تداول، أوراق وملفات، شهادات تقدير أول ما يلفت الانتباه عند مدخل مكتبها، بدأت مبتسمة وسعيدة، لكن فى حديثها تشعر بعدم الرضاء عن المشهد.. نعم قد تكون متفائلة لكن غير مقتنعة بما يدور فلا خطة للحكومة محددة يمكن الاطمئنان لها، الأفكار تخرج وتنفذ بدون دراسة جدوى حقيقية ودراسة تداعياتها بدقة على السواد الأعظم من أبناء الشعب، وبدون علمهم، ومن هنا كانت نقطة الحوار.

حتى الآن لم نعرف توجه الحكومة ونظامها الاقتصادى، هل ننتهج سياسة النظام الاشتراكى أم الرأسمالى، كثير من تصريحات الوزراء تشير الى الاتجاه الاشتراكى، وزراء مع الاتجاه الى بيع حصص من شركات الحكومة من اجل تحسين المنظومة والخروج إلى النور وتحقيق الارباح وآخرون ضد هذا الاتجاه لذلك فالمشهد مرتبك هكذا تحلل المشهد.

- «بالطبع المشهد كان يختلف رأسا على عقب» تقول «كان لدينا احتياطى نقدى 36 مليار دولار ووقتها كنا قادرين على إجراء إصلاحات اقتصادية متوازنة تحقق الهدف».

- ترد على قائلة: «لا نملك رفاهية الوقت، ولم يكن أمامنا بديل سوى مثل هذه القرارات الإصلاحية، فالاقتصاد مسيّر وليس مخيّرا، ولابد من استكمال الاصلاحات الاقتصادية حتى يتحقق جذب الاستثمار الذى يتطلب القضاء على السوداء للعملة تماما، مع توفير الدولار للمستوردين إذ أردنا أن نتقدم».

«حامد» حددت لنفسها المسار منذ نعومة أظافرها بتحملها المسئولية، وإيمانها الشديد بالعمل والجهد، لديها أعذار للظروف التى تعرضت لها السياسة النقدية فى الأشهر الماضية، لا لوم على محافظ البنك المركزى من إجراءات إصلاحية بالتعويم، فى ظل عدم القدرة للدفاع عن الجنيه بعد توقف المساعدات الخارجية، لم يكن التعويم خيارا بل ضرورة، لكن ما يقلق أنه رغم خفض العملة مازالت السوق السوداء صاحبة اليد العليا فى القرار وهو ما يقلقها فى سياسة «حلق حوش» المتبعة.

«حامد» تفتخر أنها اكتسبت الكثير من خبرة والدها دكتور الجامعة المتخصص فى مجال التجارة وسوق المال لذا آراؤها صريحة، لا تزال تحدد علامات استفهام على السياسة المالية، المرتبكة غير الواضحة بزيادة الضرائب تارة وخفضها أخرى، دون النظر لإضافة شرائح جديدة، تعمل على اتساع المنظومة، لا بد من خريطة ضريبية مستقرة لمدة 20 عاما تشمل كافة القطاعات مع دخول شرائح ضريبية أخرى، والتوسع فيها مثل المهنيين وتجار الجملة.

حالة صمت تسود المكان حينما توقفت لحظات للرد على تليفونها، لتعود مرة أخرى قائلة "من أجل الخروج من المأزق لابد من العمل على تشجيع السياحة باعتباره القطاع القادر على قيادة النمو الاقتصادى، والاهتمام بالقطاعات التى نحظى بها بالكثير من الميزات النسبية، والامكانيات المتوافرة كالقطاع الصناعى، والزراعي، والتكنولوجيا، كذلك المشروعات الصغيرة والأساسية".

«حامد» قطعت مشوار طويلا من الكفاح والجهد حتى تحقق أهدافها، والوصول الى قمة النجاح، شعرت بغصة وغضب حينما تحدثت عن المشهد الاستثمارى، من وجهة نظرها أنه غير مقبول ان تتراجع الحكومة فى تعاقداتها، وتكلف الدولة الملايين فى تعويضات الشركات المتضررة من إلغاء العقود، حيث من العيب أن تنقض تعاقداتها، وعلى الحكومة العمل على تهيئة استثمار مناسب لاستقطاب الاموال وليس الجذب بالقوانين «السداح مداح» المعقدة.

«حامد» باعتبارها واحدة من السيدات التى اقتنصت مقعدا بمجلس ادارة البورصة فى تاريخها منذ 2003 وحتى 2006، لديها علاقة من نوع خاص تربطها بالبورصة، وشغلها الشاغل تقدم المنظومة، بتنفيذ وتفعيل 4 مقترحات بإتاحة التعامل للسماسرة على السندات، بدلا من اقتصارها على القطاع المصرفى فقط، بما يتيح الفرص أمام شركات السمسرة للاستفادة بمثل هذه الآلية، وكذلك العمل على فصل الملكية عن التسوية، إذ إنه غير مقبول الاستمرار بعدم تفعيل الآلية، وتوفيق أوضاع الشركات المتعارضة مع قواعد القيد، ونشر ثقافة الاستثمار، ودراسته فى مراحل التعليم الثانوى لتربية أجيال لديها إدراك بأهمية الادخار والاستثمار.

«حامد» رسمت لنفسها طريقا تفتخر به، وسطرت تاريخا يتعلم منه أولادها وتلاميذها فى المجال، لديها طموحات عريضة لكن الاضطرابات فى سوق المال منذ الأزمة المالية العالمية، وثورة يناير، اضطرتها الى اتباع سياسة انكماشية، تأمل أن يتغير الحال حتى تحقق استراتيجيتها التى تقوم على التوسع فى قاعدة الأفراد وفتح فروع فى المحافظات، تتصدر المنصورة واسيوط السويس وبورسعيد لارتباطها بتنمية محور قناة السويس.

دائما تبحث عن الجديد وتحاول الحصول على رخصة تداول السندات، خاصة أن رأسمال الشركة يبلغ 15 مليون جنيه، 3 مراحل فى مشوار حياتها مترابطة تفتخر بما حققت فى كل مرحلة، تحتفظ بالعرفان لأربعة أشخاص كان لهم التأثير فى حياتها والداها وزوجها وأولادها.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل