المحتوى الرئيسى

ريدوندو.. أمير البرنابيو الذي تمرد على مفاهيم كرة القدم

12/04 11:07

دائما ما يتبادر للذهن عند الحديث على أي لاعب وسط مدافع، أنه مقاتل قاطع للكرات لا يتوقف عن الجري، وزيادة في الجودة يمكنه كذلك نقل الكرة من الموقف الدفاعي للهجومي لفريقه، هذا الرأي صائب دون جدال، لكن يبدو أن من يؤمن به يعيش متعة كروية منقوصة، أو إنه لم يعش عصر فيرناندو ريدوندو.

إيفيكا أوزيم المدير الفني لمنتخب يوغسلافيا في مونديال 1990 بإيطاليا، له مقولة شهيرة، عن تكوين عناصر الفريق، فهو الذي قال بأن الملعب يحتاج إلى عمال ومهندسين، بالتأكيد لم يكن يقصد أن من يلعبون في مركز الوسط من المهندسين، فدائما ما نطلق عليهم أصحاب المهام الصعبة، والرئات الثلاث، وغيرها من المعاني الانتحارية التي لا يمكن وصف المهندسين بها، لكن كل هذه التقاليد كُسِرت على يد فرناندو ريدوندو.

قوام رشيق ووجه سينمائي، وآداء انيق، قدمان قال عنهما السير أليكس فيرجسون من فرط قدرته على التحكم بهما في الكرة، أن الحذاء الذي يرتديه فيهما ربما يكون مغناطيس، كل ذلك يلخص قدرات وموهبة "أمير البرنابيو" الذي حقق مع الفريق الملكي لقبين لدوري أبطال أوروبا ومثلهما في الدوري، ولقب في كأس العالم للأندية "انتركونتينتال" خلال مسيرة امتدت لست مواسم مع فريق العاصمة الإسبانية، جعلت الأمير الأرجنتيني بين أفضل 10 أجانب لعبوا في صفوف "الميرينجي".

ربما لم تكن مسيرة ريدندو مع منتخب "التانجو" بنفس النجاح الذي حققه مع الفريق الملكي، بسبب أزماته مع المدربين، حيث رفض أسلوب المدرب كارلوس بيلاردو الدفاعي في مونديال 90، ولم يكن ضمن رفاق مارادونا الذين خسروا النهائي أمام الماكينات الألمانية، لكنه تواجد في مونديال 94 مع المدرب باساريلا إلى أن تفجرت الأزمة بينهما في دور 16، بعد أن رفض طلب المدرب بقص شعره قبل مواجهة الفريق التي خسرها من رومانيا بهدفين لثلاث، وهي الأزمة التي استمرت مستقبلا ولم يتواجد بسببها " أمير البرنابيو" في مونديال 98.

ريدوندو يظل حالة مختلفة ونادرة للاعب خط الوسط المدافع، ربما لم تشهد الملاعب حالة شبيهة له، فهو يملك مهارات صانع الألعاب الفذ الذي يمكنه بتمريرة ومراوغة على صنع هدف يمنح فريقه الفارق، مثل مراوغته بكعب القدم وتمريرته لراؤول  التي هز بها شباك مانشستر يونايتد في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، يظل متفردا بأنه كان اللاعب الوحيد الذي جمع بين الدفاع من خلال التمركز أمام الثلاثي الذي يكون أمام حارس المرمى كقاطع كرات، ثم يتقدم لبناء الهجمة، ويتحول لصانع لعب وممول حقيقي للعمق الهجومي لفريقه في عبقرية وسهولة خططية سبقت عصره، بل وظلت مرتبطة به ولم يستطع حتى الآن أي لاعب يصل إليه، فهو لاعب لم ولن يتكرر حتى أصبحنا نشتاق إليه لعدم وجود مثيل له.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل