المحتوى الرئيسى

بغداد تحتفل بمئوية شارع الرشيد

12/03 23:07

احتفال بمئوية شارع الرشيد في بغداد

بغداد: إقصاء رئيس المخابرات وتعيين الكاظمي بديلاً

بغداد: اختيار خبراء جدد يؤجّل الحكم بخصام النواب

« إيلاف» من بغداد: نظمت أمانة بغداد، مساء الجمعة، احتفالا كبيرا بمناسبة يوم بغداد الذي تزامن مع مرور 100 عام على إنشاء شارع الرشيد وسط العاصمة.وأقيم الحفل الذي شهد حضور عدد من الفنانين والمسؤولين في ساحة الشاعر معروف الرصافي وسط بغداد،  عبر مبادرة استمرت حتى اصبحت مشروعا سمي بـ(ألق بغداد) يقوده الفنان نصير شمة، ودعمه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لهذا المشروع ترعاه مجموعة من المصارف وفي مقدمتها البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف العراقية، التي هدفها اعادة وتأهيل أغلب ساحات بغداد الكبرى.

افتتح الحفل بعدد من الكلمات التي اثنت على المبادرة التي تعيد الى الذاكرة مجد شارع الرشيد، مع التأكيد على ضرورة صيانة مبانيه والاهتمام به، وبدأ الحفل بكلمة الامين العام لمجلس الوزراء د.مهدي العلاق الذي قال:«ان شارع الرشيد الذي هو أصل بغداد احتضن العراقيين جميعا، فهو الشارع الذي تلونت فيه كل الفعاليات والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية ما بين الادب والثقافة والتجارة والحرف والهوايات، مثلما شهد هذا الشارع احداثا تاريخية مهمة على مدى عقود من الزمن، فمنه انطلقت احتفالات وطنية وتظاهرات شعبية لتأكيد استقلال البلد وعدم خضوعه لسلطة احتلال، فلعله هو الابرز في مناطق وازقة بغداد كونه يحتوي على العديد من الرموز الادبية والثقافية، فضلاً عن الاماكن التي لاتزال محافظة على إرثها الحضاري من كنائس وجوامع ومقاه وغيرها.

ان شارع الرشيد الذي هو أصل بغداد احتضن العراقيين جميعا

فيما قالت امينة بغداد ذكرى علوش: « في الوقت نفسه الذي يحرر فيه ابناؤنا مدينة الموصل من دنس (داعش) الارهابي، فإن بغداد واهلها الكرام يحتفلون بذكرى عاصمة الفكر والحضارة ، وذكرى مرور 100 عام على شارع الرشيد وهو اول شارع معبد في العاصمة، ويعد موكبا اداريا وثقافيا وترفيهيا مميزا فيها، الشارع الشاحب هذا ما اطلق عليه اهالي بغداد آنذاك، لما شهده من احداث سياسية وتظاهرات واعتصامات واحداث اخرى.

واضافت: « ان شارع الرشيد امتاز عن بقية شوارع العاصمة بمعماريته الفريدة ذات الخصوصية والجمالية وتصدر شوارع العاصمة بطابعه الحضاري، لذا لابد ان ينال الاهتمام اللائق ليعود اليه ألقه» .

اما الموسيقار نصير شمة فقال: «نحاول من خلال هذا الحفل تذكير العالم باهمية تاريخ العراق وعاصمته التي أنهكتها الحروب».

 واضاف: «هذا الاحتفال اقيم بجهود عراقية خالصة وبدعم من رابطة المصارف العراقية والمصرف المتحد، وفي المستقبل القريب سيشاركنا رجال الاعمال وبعض الجهات الوطنية للاستمرار بإعادة الحياة لشارع الرشيد العريق بإرثه وحضارته، من خلال تأهيل الساحات والشارع والابنية المرتبطة به بتعاون واشراف امانة بغداد، مؤكدا انه اليوم ومن خلال هذا الحفل بدأ المشوار الحقيقي لمشروع (ألق بغداد)» .

إعادة الحياة لشارع الرشيد العريق بإرثه وحضارته

 وتضمن الاحتفال فعاليات ثقافية وفنية وتراثية وفولكلورية عكست جوانب مختلفة من تأريخ بغداد وشارع الرشيد بمشاركة العديد من الجهات الرسمية والشعبية في وقت اكدت فيه امانة بغداد انها تواصل جهودها بالتنسيق مع منظمة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة لادراج شارع الرشيد ضمن لائحة التراث العالمي، لتذكير الاجيال بإرثهم الحضاري والتراثي.

  وشمل الاحتفال إنطلاق مسيرة لمجموعة من المواكب البغدادية من ساحة الميدان مرورا بشارع الرشيد ولغاية موقع الاحتفالية، وتشمل مشاهد محمولة وراجلة تتقدمها كوكبة خيالة مراسيم وزارة الدفاع تلتها فرقتا وزارة الدفاع النحاسية وموسيقى القرب ومن ثم توالت المجاميع التراثية والفولكلوية التي تجسد ملامح من بغداد القديمة متمثلة بزفة عرس بغدادي في وسيلة النقل القديمة عربة (الربل) برفقة فرق الموسيقى الشعبية ومجموعة كبيرة من المواطنين الذين ارتدوا الأزياء البغدادية التراثية والفولكلورية المتنوعة .

 كما تضمن أيضا عرض موديلات من السيارات القديمة من خمسينيات وستينيات القرن الماضي تلاها عرض أربع حافلات للنقل العام (حمراء اللون ذات الطابقين) وترمز الى الخطين (2) و(4) اللذين كانا يخترقان شارع الرشيد قديما إضافة الى عشر عربات لباعة متجولين بالملابس التراثية للباقلاء والشلغم والشربت والحلويات والكرزات والطرشي واللبلبي (الحمص) وغيرها ، كما شمل مشاركة مجاميع من أطفال بغداد وهم يلوحون بالاعلام والزهور.

وشهد الاحتفال عرض سيارتين ملكيتين إحداهما (مارسيدس) أهداها هتلر الى الملك غازي والاخرى سيارة (رولز رايس) أهداها لجلالته التاجر البغدادي الحاج محمود البنية.

اما بهجة  الاحتفال فتمثلت بمشاركة فرقة (طيور دجلة) القادمة من السويد بقيادة الفنان علاء مجيد وبمصاحبة الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية،وقدمت لمجموعة فتياتها العديد من الاغاني العراقية القديمة ، وكان مسك الختام مع الموسيقار نصير شمة الذي قدم ثلاث معزوفات تفاعل معها الجمهور.

شمل الاحتفال إنطلاق مسيرة لمجموعة من المواكب البغدادية من ساحة الميدان

الى ذلك قال الباحث في امانة بغداد عادل العرداوي:« أن الاحتفالية تهدف الى لفت انتباه منظمتي (اليونسكو) و(اليونسيف) والمؤسسات الثقافية التي تهتم بتاريخ واهمية المدن علاوة على منظمات المجتمع المدني الى أهمية الشارع الذي يعد هوية بغداد القديمة فضلا عن تعريف الاجيال بمكانته واهميته التراثية تمهيدا للمباشرة بمشروع رائد لتأهيل مبانيه مع مراعاة الحفاظ على نسيجه التراثي».

واضاف: «امانة بغداد استعدت مبكرا للاحتفال من خلال تنفيذ بلدية مركز الرصافة حملة واسعة لتنظيف وغسل الشوارع ورفع التجاوزات والمخالفات البلدية من الارصفة والشوارع والممتلكات العامة الاخرى التي تتسبب بتشوه بصري للمواطنية لتحسين واجهات الأبنية المطلة على ساحة الرصافي وكذلك المباشرة بإعادة طلائها حسب الوانها السابقة فضلا عن واجهة بناية المتحف البغدادي التي ستكون جزءا من مكونات موقع الاحتفالية».

على صعيد متصل تمنى العديد من العراقيين ان يكون هناك اهتمام فعلي بشارع الرشيد وليس مجرد احتفال ليوم واحد وكلمات ينتهي مفعولها في اليوم التالي، وتساءلت الصحافية نرمين المفتي: «هل سيتحول هذا الاحتفال الى حملة لإعادة الروح الى هذا الشارع الذي يضم كل صبا بغداد ؟ هل سيتم الالتفات الى مبانيها التراثية الباذخة الجمال و التي ينتظرون ان تصبح خرابا ليتم تحويلها الى مبان كابوندية قبيحة؟ هل سيتم الالتفات الى اورزدي باك، الذي كان مركزا تجاريا حقيقيا حين كانت مدن المراكز التجارية المتحضرة الان لا تعرف الدكان ؟ هل سيتم الالتفات الى سينما (مسرح الزوراء ) و الذي بدأت واجهتها بالانتهاء ؟ هل سيتم الالتفات الى الدور السكنية في الأزقة المتفرعة منها و التي يفترض ان تكون منطقة سياحية و هل ... و هل ...اتمنى ان لا تكون احتفالية اليوم ( هبة عروس ) لذر الرماد في العيون».

 اما الكاتب محمود النجار فقال: «ضحك على الذقون واستخفاف بعقول الشعب العراقي، هو مايسمى باحتفالية مئوية شارع الرشيد، هذا الشارع الاول ومن المفترض ان يكون الاجمل.. اجتمعت كل الحكومة بكلل هيلمانها وجبروتها وقطعت منذ الصباح الباكر كل الطرق المؤدية لشارع الرشيد، لتحتفل بمكان ضيق عند اقدام الشاعر معروف الرصافي، صبغت الابنية التي تحيط بساحة الرصافي بالبوية الرخيصة، محاولين اخفاء دمار شامل بكل البنايات والاعمدة ولروحه البغدادية لشارع طويل يمتد من ساحة الميدان الى جسر الجمهورية ... حكومة غالبيتها حرامية ومتخلفة تحتفل بالخراب لتجد منفذا لتسرق منه ».

واضاف:« الاحتفال الحقيقي هو صيانة الشارع وعودة الحياة البغدادية إليه .. الاحتفال الحقيقي هو ان تنظفوا الشوارع وانفسكم من كل الخراب والدمار».

الاحتفال الحقيقي هو صيانة الشارع وعودة الحياة البغدادية إليه

من جهته قال المصور الفوتوغرافي هاتف فرحان : « تأهيل واعمار شارع الرشيد وحفل مئويته ..كارثتان لايمكن أن نتحملهما معا»، واضاف: «منذ فترة شرعت امانة بغداد وبلدية الرصافة تحديدا وبالتعاون مع مؤسسة لوكال وبمشاركة 21 مصرفا عراقيا وباالتنسيق مع محافظ البنك المركز العراقي، عملة تأهيل واعمار الشارع بدأت حينما تم ابلاغ اصحاب المحال التي تطل على الشارع وبأوامر من امانة بغداد بضرورة صبغ واجهات محلاتهم وصبغ الاسطوانات الخرسانية التي تقع امامها بلون ابيض، مافعله اصحاب المحلات انهم اشتروا هذه الاصباغ وتم تكليف العمال الذين يشتغلون لديهم، وبعضهم كلف حارس البناية التي تقع فيها محلاتهم والبعض استعان بصباغي الاحذية في ساحة الرصافي وتمت العملية بلا اشراف وبفوضى عارمة دون تنظف هذه الواجهات والاسطوانات الخرسانة ودون مراعاة فنية وهندسية.»

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل