المحتوى الرئيسى

كتاب السبسي.. الرئيس التونسي يتحدث عن الزعماء والحجاب والقرآن والإخوان

12/03 19:35

أمس الجمعة، وفي العاصمة الفرنسية باريس، أطلق كتاب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي يحمل عنوان "تونس.. الديمقراطية في أرض الإسلام".

الكتاب يتكون من 212 صفحة، وتمَّ نشره فى صورة لقاء مُطوَّل عقدته صحفية "آرلات شابوت" الفرنسية، مع الرئيس السبسي، فى يونيو 2015.

السبسي: أعرف القرآن أفضل من الغنوشي.. وليس من السجن نتهيأ للحكم

يقول الرئيس التونسي عن الكتاب الجديد، إنَّه شخصي ووثائقي، تتناول آراؤه حول كل ما يهم الوضع في تونس ما بعد الثورة، في علاقتها بالإسلام، وحركة النهضة، ومسألة الحقوق والحريات والهوية، وفي علاقتها بالأوضاع الإقليمية ودول الجوار وبخاصةً ليبيا، إضافةً إلى إجابات عن مرحلة المسار الديمقراطي في تونس، ونجاحها في مقاومة عدو دولي، هو التطرف والإرهاب، وتحقيق استقرار سياسي تسعى الدولة لدعمه وتطويره، وتقدُّم اقتصادي أبرز آلياته الإصلاحات الأخيرة، ودمج الشباب كأولوية ضمن خطط بناء تونس المستقبل.

وذكر السبسي في الكتاب، متحدثًا عن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية، الفرع التونسي لجماعة الإخوان: "أعتقد أنني أعرف القرآن مثله، إنّ لم يكن أفضل منه".

وعن تواجد الإسلاميين في الحكم، يقول: "ليس من السجن يتم التهيؤ لإدارة الحكم، نجحت في أن أجعل الغنوشي يُصرّح علنًا بأنه وحزبه لا علاقة لهما بجماعة الإخوان المسلمين، وأنهما مخلصان لإسلام القيروان، أي الإسلام التونسي".

وأضاف: "لو لم يصرح الغنوشي علنًا بما سبق، لما كان بالإمكان التحاور معه، والإخوان المسلمون لا يريدون الجمهورية، بل يريدون الخلافة".

تشارُك نداء تونس مع "حزب النهضة" في السلطة تعايش وليس تحالفًا

أضاف الرئيس السبسي: "تحالف حزب نداء تونس، الذى يرأسه، وحركة النهضة الإسلامية، وتشاركهما في الحكم، بالنسبة لي هو تعايش وليس تحالفًا، أو دعنا نقول إنَّها ذكاء في إدارة الحكم، فالمعارضة الإسلامية أخطر من غيرها، لأنَّ الشعب مسلم، ومن ثمَّ فإنَّه يمثل أرضًا خصبة يمكن للبعض استغلالها بسهولة".

وكتب السبسي: "النهضة تسير في الاتجاه الصحيح، ولكنها يجب أن تذهب إلى آخر مشوار تطورها، بمعنى الفصل بكل وضوح بين الدين والسياسة وهم حتى الآن لم يتخلوا عن الدعوة، بل نظّموها، بعبارة أخرى تركوا خلطًا في الأذهان، وعمومًا هناك تحول، لكنه تحول أملته الظروف".

وعن السياسة التونسية، يؤكد السبسي: "النداء يمر اليوم بأزمة قيادية، وأنا أدرك تمامًا أنّني كنت حجر الزاوية في ذلك التجمُّع الهائل، ولم أشجِّع أو أساند نجلي حافظ قائد السبسى، وهو مواطن مثل جميع المواطنين، وله الحق في خوض الحياة السياسية، فابنى يبلغ من العمر 55 سنة، وأنا لا أسيّره مثل الطفل، وقلت له إنّ شعرت أنك لم تنجح فبإمكانك أن تتخلى وتغادر، ولا أريد لاسمي أن يكون مرتبطًا بالخسارة".

الرئيس التونسي: زين العابدين كان صلبًا.. وبورقيبة قائد عظيم واستثنائي

عن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، يقول الرئيس التونسي: "بن علي كان صلبًا مع العديد من مواطن الضعف الكبيرة"، ويقول عن الرئيس التونسي الأسبق، الحبيب بورقيبة: "كان رجلاً استثنائيًّا وقائدًا عظيمًا، ضحَّى بحياته وشبابه وعائلته وبصحته من أجل تونس، كان محاربًا ومستشرفًا، لم يكن ديمقراطيًّا، وكانت لديه حساسية من الديمقراطية، كان رجلًا سياسيًّا كبيرًا، ورجلًا من التاريخ كما قال مارلو، دون أن يكون دكتاتوريًّا، فقد كان رجل سلطة، اليوم نعيد اكتشاف بورقيبة، ونستفيد من موروثه، ودون شك فهو يفرض نفسه، لأن الأمة في حاجة لاستثمار تاريخه"، موضّحًا أن تأثير بورقيبة يتجاوز حدود تونس، لأنه شخصية فريدة ولا تتكرر.

الشريعة ليست القرآن.. وهي استخدام للدين لتحقيق أغراض سياسية

أمَّا عن الأفكار الإسلامية، فيقول: "الشريعة ليست القرآن، بل هي جاءت بعد القرآن، وهي استخدام للدين من أجل تحقيق أغراض سياسية من قبل أولئك الذين يسعون إلى السلطة وينوون فرض قواعد عيش بالإكراه، ونحن لا يمكننا أن نقبل بمثل هذا الانحدار"، مشيرًا إلى أنَّ الشيعة "هي انفصال مهم جدًا عن الإسلام، وهي انقسام حقيقي".

وأكَّد السبسي: "الوهابية ليست من قراءتنا للإسلام.. لن يكون لقانون الشريعة مجالًا في تونس، أنا متأكد من ذلك اليوم، والحجاب تغطية الرأس، وارتداء الحجاب عند المرأة لا علاقة له بالإسلام، والنقاب يطرح مشكلات أمنية وطنية، هو ممنوع في الشارع وفي الجامعات"، وعن البوركيني قال: "اعتقادي أنَّ نقاشات فرنسا حول الموضوع ما كان لها أن تكون".

القومية العربية أساسية لتونس.. والجامعة العربية انتهت أو تكاد

وعن القومية العربية، يقول الرئيس التونسي - في كتابه: "إنَّها أساسية لدى الهوية التونسية، والعالم العربي يتمزّق، والجامعة العربية انتهت أو تكاد".

القذافي كان يدعم الإرهاب بأموال البترول

عن ليبيا، يقول: "شهدت تونس ثلاث عمليات انتحارية على علاقة بليبيا بعد سقوط نظام معمّر القذافي، غابت الدولة في ليبيا، التي باتت محكومة من قبل ميليشيات وصانعي حروب ومجموعات إسلامية، وأصبحت ليبيا مخزنًا كبيرًا للسلاح مع سماء مفتوحة، ووجد الإرهاب أرضية صراع تجاوز حدود ليبيا".

وأضاف: "معمر القذافي كانت لديه النية فى أن يكون خليفة عبد الناصر، ولكن لم يكن له حضور وحجم عبد الناصر، وأموال البترول التي أنفقها ساعدته في دعم بعض الحركات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم".

وعن بشار الأسد، قال السبسي في كتابه: "ليست له مزاج وبرودة أعصاب والده، ديكتاتورية النظام هي نفسها، ولكن والده كان له وزن آخر، وأعتقد أن سوريا ستبني مستقبلها من غير بشار الأسد، ولكن يجب أن يقرر الشعب السورى مصيره وحده".

وعن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يقول السبسي: "رجلٌ مفكرٌ، وبورقيبة كان معجبًا به كثيرًا"، أمَّا ملك المغرب محمد السادس فوفق وجهة نظر الرئيس التونسي "رجل معاصر، وقد أخذ بعين الاعتبار الاختلافات الكثيرة في شعبه، ونجح في التعامل مع الإسلاميين، لقد اختار منحنى وسطيّ من أجل خلق التوازن، التجربة المغربية هي تجربة فريدة ونادرة".

فلسطين أكبر مظلمة في التاريخ.. وأرى نتنياهو أمريكيًا لا إسرائيليًا

وحول فلسطين وإسرائيل وقادة النزاع، ذكر السبسي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "كنت أجد صعوبة فى اعتباره إسرائيليًّا، فلطالما كنت أراه أمريكيًّا، ولا أعرف لماذا، لم يكن دائمًا الإقامة في إسرائيل، وقضى جزءًا كبيرًا من حياته في أمريكا، ولا أدرى هل كان يحس بمعاناة الأمهات الإسرائيليات، لقد عمل طويلًا ضد مصالح شعبه وبلده".

أمّا عن فلسطين، فيقول: "أكبر مظلمة في القرن العشرين، هكذا قال عنها بورقيبة وأقولها أنا اليوم، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أستطيع أن أفهم أن تكون هناك دولة لليهود، وليس دولة يهود، ولكن يجب أن تكون هناك دولة فلسطين بحدود يونيو 1967، ومعترف بها من قبل إسرائيل".

السبسي: أنا معجب بأوباما.. وتراجع أوروبا مجرد تراجع بدائي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل