المحتوى الرئيسى

العلاقات الروسية الصينية إلى أين؟.. دراسة تحليلية

12/03 19:35

نشر مركز الدراسات الأمنية بزيوريخ بسويسرا دراسة عن "محور التوافق" بين روسيا والصين، وهي ترصد العلاقات بين موسكو وبكين.

وشارك في الدراسة فرانسوا جودمنت مستشار وزارة الخارجية الفرنسية ورئيس برنامج الصين وآسيا بمركز المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وزميل بمركز كارنجيه للسلام الدولي، وماثيو دوتشاتل نائب رئيس برنامج الصين وآسيا بمركز المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وزميل بقسم السياسات العليا بالمركز، وألكساندر دوبليه محاضر بمركز أبحاث تاريخ الدفاع بوزارة الدفاع الفرنسية، ومايكل ماكوكي زميل أكاديمي بمعهد ماركاتور للدراسات الصينية ببرلين، ومحلل بالمعهد الأوروبي للدراسات الأمنية بباريس والمفوضية الأوروبية، ومبعوث لجنة السياسات الخارجية بالبرلمان الأوروبي في الصين.

وعرضت الدراسة آراء المحللين الصينيين والروس علاوةً على تحليلات للخبراء الأوروبيين، وتتناول تحليلًا عميقًا للعلاقات الروسية الصينية ومستقبلها، ورصدت تاريخ المعاهدات الروسية الصينية وأثرها على مدى تغلغل العلاقات فيما بين الطرفين الان.

وذكرت: "العلاقات الروسية الصينية تتمحور حول الشراكات الاستراتيجية، فعلى الرغم من توترات الماضي في العلاقات الصينية الروسية، فهى كانت ولازالت متقاربة".

محللون: العلاقات لا تصل لدرجة التحالف

ورأى بعض المحللين الصينيين: "من الجدير وصف العلاقات الثنائي بالصداقة الحيادية أو الشراكة المرنة، ولكنها لا تصل إلى درجة التحالف، وعلى الرغم من فشل التحالفات في الماضي فليس هناك سبب لفشلها الآن..  وصورة موسكو تحسنت كثيرًا في الأذهان الصينية وبخاصةً لدى الأجيال الشابة على أنَّها الدولة التي تحارب هيمنة الغرب على العالم".

وتتناول الدراسة أشكال الشراكة الاستراتيجية ما بين الطرفين، وهي شراكة اقتصادية وعسكرية الطابع ذات طابع استراتيجي هام في المجالين.

وأضافت الدراسة: "هناك توافق محوري بين الطرفين الروسي والصيني فيما يتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي ولكن لازالت الصين ترى أنَّ حجم التجارة الروسية الأوروبية أكثر بكثير مما هو عليه الحال مع الصين، ورغم حجم التبادل التجاري الكبير بينهم فوصل حجم الأخير بين الدولتين إلى 95 مليار دولار في 2014، و69 مليار دولار في 2015، وهذا نسبةً إلى تأثر حجم التجارة العالمية عامة، وازدات التجارة الخدمية فيما بينهم في قطاعات أخرى مثل السياحة، فعدد السائحين الصينين إلى روسيا في ازدياد".

وذكرت: "بما أنَّ العلاقات الصينية الروسية تعاونية وليست تنافسية كالعلاقات الصينية الأمريكية، يبحث الجانبان إبرام معاهدة تضم تعاونًا عسكريًّا واقتصاديًّا رغم عدم موافقة المحللين الصينيين على إبرام معاهدة والاكتفاء بحدود العلاقات الاستراتيجية القوية فيما بينهم".

نائب وزير الخارجية الصيني: دروس التاريخ طعمها مر

وفيما يخص ذلك ترصد الدراسة رأى "فو يينج" -نائب وزير الخارجية الصيني- في التدقيق في وصف العلاقات الصينية الروسية بال"شراكة الإستراتيجية" وليست "التحالف" وتشير الى فشل التحالفات الصينية السوفيتية منذ 1896 وعدم صمودها، وتقول "دروس التاريخ طعمها مر"

الخوف من تمدد الناتو سبب التوافق الروسي الصيني

رصدًا لمحاور التوافق الروسي الصيني، فإنَّ التفاهم بين الجانبين ينبع من خوفهم من امتداد حلفة الشمال الأطلسي "الناتو" شرقًا بانضمام دول أكثر من أوروبا الشرقية للاتحاد الأوروبي و"الناتو"، وهو التحدي الذين يواجهوه في تفوق الولايات المتحدة العسكري والتكنولوجي، ولم يستهن الطرفان بتلك المقومات في ظل الأزمة المالية التي يواجهها الغرب ولا بعدم استقرار أنظمتهم الديموقراطية، كما يصف الطرفان تحركاتهم كردة فعل وليست بمهاجمة.

روسيا والصين وقعتا بيان مشترك لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي

ووفقًا للدراسة، فإنَّ مدى العلاقات بين الطرفين يتجلى في المناورات والعروض العسكرية المشتركة وبخاصةً العرض الذي قامت به روسيا في 9 مايو 2015 ونظيره الصيني في 3 سبتمبر من نفس العام، والزيارات المتبادلة على مستوى الرؤوساء، وتوقيع بيان مشترك من الطرفين حول تعزيز الاستقرار الاستراتيجي العالمي في 2015.

20 عاما على الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين

ولفتت الدراسة إلى أنَّه عام 2016 كان الذكرى العشرين للشراكة الاستراتيجية ما بين الصين وروسيا، وهي الشراكة التي شهدت على مدار سنواتها ترسيم الحدود فيما بينهما عام 2004، وتوافقًا استراتيجيًّا بينهما ضد الثورات الملونة، واستراتيجية دفاع مشترك ضد الصواريخ، وإنشاء منظمة شنجهاي للتعاون، وتعاونًا وثيقًا في المحافل الدولية، وآخر في مجال الطاقة، علاوةً على شراء الصين لأسلحة دفاع متقدمة، وتعاونًا اقتصاديًّا كبيًرا، بما أنَّ الصين هي الرابع عالميًّا في مراكز حجم الاستثمارات الخارجية.

وأشارت الدراسة إلى أنَّ أوجه الاختلاف بين الصين وروسيا هو على صعيد السياسة الخارجية، حيث أنَّ روسيا تعتمد على شن ضربات وقائية لتفادي التصعيد الإقليمي المفاجئ وهيمنة الصراع على إقليمها كما هو الحال في الشرق الأوسط.

أمَّا بالنسبة للصين؛ فهي تضع مجهوداتها في زيادة الإنفاق العسكري وملء الفراغ في البحر الصيني الجنوبي الذي تواجه فيه صراعًا حدوديًّا بين عدة دول وسرعة الانتشار، وهو على عكس روسيا التي خاضت بعض الحروب في المنطقة "الشيشان وجورجيا وأخيرًا القرم"، فالصين لا تتبنى البدء بالإشارة الأولى لأي حرب.

وبما أنَّ العالم يتجه الآن إلى سياسات المشاركة -خاصة الاقتصادية- بدلًا من سياسات الاحتواء، والعلاقات الدولية تتشابك أحيانًا في المصالح المشتركة وتتباعد في المصالح المتنافرة، ترى الدراسة أنَّه ليس هناك سبب كافٍ للتباعد بين روسيا والصين وهناك تفاعل قوي رغم تضارب المصالح في بعض الأحيان.

وأضافت أنَّه بالتأكيد تقع روسيا على قائمة أهم عشر دول بالنسبة للصين وبخاصةً فيما يتعلق بالعلاقات الصينية الأمريكية، من حيث محاولات الولايات المتحدة لكبح النفوذ الصيني في إقليمها من خلال تشجيع التجمعات والمشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية اليورو آسيوية.

أين يقف التوافق الروسي الصيني؟

وذكرت أنَّه فيما يتعلق بمحور التوافق الروسي الصيني ومداه، ففي سبتمبر الماضي، أجرت موسكو بمناورات عسكرية في البحر الصيني الجنوبي بأقوى سفنها العسكرية، ما جعل الصين تبتعد عن التصويت مع روسيا بالفيتو في الأمم المتحدة ضد قرار غربي في الشأن السوري.

وذكرت: "هذا التناقض يوضِّح حدود العلاقات الصينية الروسية ومداها، ولكن هناك توافق وإلى حد كبير ما بين الجانبين لحدود معينة بالطبع، والتعاون الديناميكي ما بين الطرفين يأخذ شكلًا اقتصاديًّا كبيرًا، والطرفان يواجهان ضغطًا غربيًّا بالنسبة للترويج للديمقراطية وترويجًا غربيًّا للنظامين الروسي والصيني باهتزازهم، وترويجًا غربيًّا ضد النظامين من حيث أمان النظام ومحاربة الفساد وحرية الأفراد في مجتمعاتهم، ورغم أنَّ الغرب يشهد أزمةً اقتصادية وزعزعة لأنظمته الديمقراطية، فلم تستهن أي من روسيا أو الصين بالتفوق الغربي في أوجه عدة عنهم".

الناتو ومساندة الحليف والطاقة وراء التدخل بسوريا

وفي الشأن العربي، يرى بعض المحللين الصينيون -طبقًا للدراسة- فإنَّ سبب التدخُّل الروسي في سوريا هو دفاعها عن حليفها الوحيد في الشرق الأوسط وقاعدتها العسكرية بسوريا ولأنَّ "الأخيرة" مستورد كبير للطاقة الروسية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل