المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: تغير مواقف مصر وتركيا يصب في مصلحة الأسد

12/03 16:41

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فى عددها الصادر اليوم السبت، تقريرًا مطولًا بعنوان "مصر وتركيا يخففان مواقفهما فى سوريا والأسد هو المستفيد". تحدثت فيه عن التغيرات السياسية التى تشهدها المنطقة.

الصحيفة الأمريكية قالت، إن الحكومة السورية، التى تحقق مكاسب محورية على ساحة المعركة والمدعومة من إيران وروسيا، تجد نفسها مستفيدة من إعادة التخطيط الإقليمى الذى تثيره الحرب فى سوريا. وأوضحت أن مصر وتركيا البلدان اللذان كانا معارضين للرئيس السورى بشار الأسد، الآن يخففان من مواقفهما بدرجات متفاوتة.

فأشارت إلى أن مصر، الدولة السنية الحذرة من ثيوقراطية إيران الشيعية، أعلنت بشكل عام دعمها للحكومة السورية لأول مرة. وتركيا، وهى القوة الإقليمية السنية، تعيد تشكيل ميدان المعركة السورية بتقربها من روسيا كما تخفض دعمها للمتمردين الذين يقاتلون الأسد.

الصحيفة الأمريكية، ذكرت أن التحولات تأتى فى وقت يشهد تقلبات فى دول فى الشرق الأوسط، التى انحازت لفترات طويلة نحو الولايات المتحدة، إذ إنها أصبحت تتوخى الحذر فى رهاناتها، وتتطلع إلى موسكو التى تحول الصراع فى سوريا.

"نيويورك تايمز" قالت إن المناورة تأتى فى وقت تعزز فيه روسيا نفسها فى جميع أنحاء المنطقة بدرجة غير مسبوقة منذ العهد السوفييتى، وذلك بالتعاون مع إيران الطموحة. كما أن التحالفات الأمريكية طويلة الأمد مع تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية أصبحت الآن مضطربة، وتواجه حالة من عدم اليقين مع انتخاب دونالد ترامب، الذى لا يزال غير معروف إلى حد كبير بالنسبة لسياسته الخارجية، باستثناء لهفته المعلنة فى تحريك الأمور.

الصحيفة ذكرت أن "مصر، التى شهدت تضاؤلا فى نفوذها، تبحث عن حلفاء حتى لو كان ذلك يعنى التغاضى عن المخاوف بشأن إيران، وفى حين أن هدف روسيا يبدو أنه لتوسيع نفوذها وتمهيد الطريق لإعادة الحشد الدولى لدعم حكومة الرئيس الأسد، فإن السعى وراء التحالفات ما زال متغيرا والنتائج غير واضحة. والعلاقات الجديدة مشوشة والتناقضات مستمرة".

بريان كاتوليس، باحث بمركز "أمريكان بروجرس" فى واشنطن، قال "فى السياق الإقليمى اليوم، هذا الحذر التكتيكى على جبهات متعددة من المرجح أن يستمر وقد يتسارع فى ظل إدارة ترامب".

الصحيفة ترى أن مصر وتركيا "أمثلة على هذا الحذر واختبار المواءمات، وليس التورط بشكل كامل ومتسرع". وأضافت "تركيا توصلت لتغيير قواعد اللعبة مع روسيا فى شمال سوريا، من خلال خفض الدعم للمعارضين المحاصرين فى حلب المقسمة فى مقابل نفوذ على طول حدودها، ولكنها مستمرة فى دفع حدود الصفقة سياسيا وعسكريا"، "ومصر تنصرف عن حلفائها التقليديين بطرق مختلفة، عن طريق الابتعاد عن المملكة العربية السعودية بشأن سوريا، فهى لا تزال تعتمد ماليا على المملكة، وتأمل فى رأب الصدع مع الولايات المتحدة برئاسة السيد ترامب".

كاتوليس أضاف "مصر تسعى لإظهار أنها لديها وجهة نظر وموقف مستقل حول النزاع السورى. وعلى السياسة الإقليمية، تسعى لتحقيق التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، وليس المواءمة الكاملة مع أى من دول الخليج العربى وإيران".

مايكل وحيد حنا، من مؤسسة القرن، قال إن "عقيدة السيسى هى معاداة صارمة للإسلاميين ومكافحة التشدد ودعم صريح جدا لسيادة الدول".

وأوضح أن هذه المواقف منسجمة مع الرئيس الأسد. ومع ذلك، فإنها تختلف عن مواقف المملكة العربية السعودية، التى طالما كانت أحد مصادر التمويل الرئيسية لمصر، بتوفير عشرات المليارات من المساعدات الإنسانية.

كاتوليس ذكر أن الرئيس السيسى يشعر بالقلق أيضا على نحو متزايد من تركيا، إذ إنه يرى أن فشل فى محاولة الانقلاب فى يوليو الماضى هى "ولادة الدولة الدينية فى أوروبا"، لكنه أكد أيضًا أن الرئيس المصرى لا يزال حذرا من إيران الشيعية على الرغم من تحالفها مع الأسد ومعارضتها لتركيا فى الشأن السورى.

"نيويورك تايمز" قالت إن السيسى ينحى مخاوفه بشأن إيران ويركز أكثر على الحركات الإسلامية السنية، التى يعتبرها تهديدا أكبر، مضيفة "مساندة مصر الضعيفة لسوريا يساعدها على استحضار أيام مجدها كزعيمة للقومية العربية فى الستينيات".

الصحيفة ذكرت أن دعم السيسى لسيادة الدولة، ودعم الدول العربية ضد المتمردين، هو أيضا دفعة كبرى للحكومة السورية التى تبحث عن الشرعية. مشيرة إلى أنه قبل ثلاث سنوات، كانت تركيا ومصر مؤيدين بارزين للثورة السورية، وهو ما كان يتماشى مع المملكة العربية السعودية فى ما تعتبره صراع جيوسياسى وطائفى ضد إيران. "اليوم، كلا البلدين يتجهان بعيدا عن المملكة العربية السعودية ونحو روسيا، إن لم يكن مباشرة نحو إيران. وكذلك الأردن، وهى حليف أمريكى آخر وهى ايضا دولة سنية، فإن دعمها للمتمردين كان فاترا دائما".

وأوضحت الصحيفة أن الدول الثلاث تسعى إلى حماية نفسها من تداعيات الاضطرابات فى سوريا "من اللاجئين والمهاجرين، من المتشددين الإسلاميين مثل تنظيم الدولة والقاعدة، وكذلك من أى ثورة شعبية محتملة".

بعد 2013 أعلنت وسائل الإعلام الموالية للحكومة أن الموقف المصرى فى سوريا قد تغير. وعلى الرغم من أن الرئيس السيسى ووزارة الخارجية قد تجنبوا الحديث بوضوح عن دعم الأسد، فإنهم قد استضافوا المسؤولين السوريين، كما ظهرت مصر كشريك عربى لموسكو فى سوريا.

"ثم توترت العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فى جزء منه بسبب رفض مصر المشاركة الفعالة فى حربها ضد المتمردين الحوثيين فى اليمن. كما أن السعودية أوقفت شحنات النفط".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل