المحتوى الرئيسى

ليس «مثل شربة ماء».. قصة دوافع وتحديات إيران في مضيق هرمز

12/02 22:08

تهديدات طهران بإغلاق المضيق قديمة.. وقائد عسكري اعتبر الأمر مثل «شربة ماء»

إعلان السيطرة على المضيق رسالة لترامب.. وسوق النقط سيمنع إيران من قرار الإغلاق

لا يبدو أن إعلان إيران سيطرتها على مضيق باب هرمز قرارا مفاجئا للأطراف الإقليمية المربوطة بالمضيق، فطالما أعلنت طهران استعدادها لهذه الخطوة، لدرجة تصريح أحد قيادتها العسكرية بأن "إغلاق المضيق يشبه شربة الماء بالنسبة للجيش الإثراني".

وكانت قيادة  الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أعلنت، أمس الخميس، أن إيران تسيطر على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل.

واعتبر العميد باقر زادة، وهو مسؤول عسكري في قيادة الأركان، أن المضيق "منطقة استراتيجية"، وأن بلاده تبسط سيطرتها الكاملة على المنطقة، وشدد على ضرورة دوام هذه السيطرة.

في الرابع من مايو الماضي، هدد نائب القائد العام لقوات "حرس الثورة الإسلامية" في إيران، العميد حسين سلامي، بأن طهران ستغلق المضيق أمام السفن الأميركية التي تهدد أمنها، محذرا في حوار تليفزيوني مع قناة إيرانية رسمية، من سماهم "الأعداء وخاصة الأمريكان" من مغبة تكرار الأخطاء السابقة وأخذ العبر من التاريخ.

كان كلام سلامي إشارة وقتها إلى مسودة أعدها الكونجرس الأمريكي ضد البرامج الدفاعية الإيرانية تقضي بتقييد مناورات طهران في منطقة الخليج الفارسي، لكن على ما يبدو أن "اعداء إيران" لم يتعلموا من الدرس كما قال لهم سلامي، عندما أصدر الكونجرس قراره الأخير بتمديد العقوبات على إيران.

قبل ذلك بسنوات، وفي عام 2012، حدث تبادل للهجوم عبر وسائل الإعلام بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية، قال فيه الأميرال حبيب الله سياري، قائد البحرية الإيرانية، إن "اغلاق المضيق سهل جداً للقوات المسلحة الايرانية ويشبه شرب كأس ماء كما نقول بالفارسية".

سياري أعلن وقتها، أن الجميع يعرف أن المضيق تحت السيطرة الإيرانية الكاملة، وأضاف ضمن مناوراته الكلامية، وأن طهران ليست في حاجة إلى الإقدام على خطوة غلق المضيق، "لأننا نسيطر على بحر عمان ويمكننا السيطرة على حركة مرور البحرية والنفط".

بداية، نعرِف بأن مضيق هرمز عبارة عن ممر مائي ضيق، عرضه يبلغ نحو 50 كيلو مترا وعمقه يصل لـ60 مترا، ويعتبر المنفذ البحري لعدة دول خليجية هي إيران وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين.

أهمية الخليج تكمن في أنه يشرف على حركة الملاحة لهذه الدول، وهي منذ مهم للغاية للعراق مثلا، التي تصدر من خلاله ثلثي إنتاجها من النقط، الذي تمثل عائداته الجزء الأضخم من موازنة بغداد.

 رسالة إلى "العدو الجديد الشرس" ترامب

يحمل إعلان إيران السيطرة على المضيق رسائل دولية وإقليمية عدة، تبدو أقواها موجهة إلى الولايات المتحدة، وإن كان يعتبر أيضا ضمن التوتر الإقليمي السائد منذ عقود بين طهران وبين الرياض.

فطالما كان السسان الإيراني مسنونا على الولايات المتحدة وإن خفت حدته قليلا بعد الاتفاق النووي الذي وقعه الغرب بقيادة واشنطن مع الجمهورية الإسلامية في أبريل من العام الماضي، وكما ذكرنا، فإن طهران تعبتر أمريكا عدوة لها والعكس صحيح، لكن عملية التلاسن الإعلامي تزايدت منذ غعلان فوز الرئيس الأمريكي المتتخب دونالد ترامب بمقعد الرئاسة، وهو الذي يعارض الاتفاق النووي، بل اعتمد على تلك النقطة في ضرب حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وبمجرد إعلان الكونجرس الأمريكي تمديده العمل بالعقوبات المفروضة على طهران، والتي كان من المقرر أن تنتهي في 31 ديسمبر الجاري، أعلنت إيران أنها سترد "ردا مناسبا" على هذه الخطوة.

الرد جاء سريعا بإعلان السيطرة على مضيق هرمز، لكن هذا الرد لا يعتبر رد فعل فقط على القرار الأمريكي الذي اتخذه الكونجرس، إذ يعتبر نوع من الرد المسبق على إدارة ترامب المناهضة بشدة لطهران، والتي ستتولى الأمور في البيت الأبيض بعد نحو 50 يوما.

النقط كلمة السر في عدم إغلاق المضيق

ستهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز بل وستعلن السطيرة عليه وستشن حملات هجومية على "اعدائها" الإقليميين والدوليين، لكن قرار الإغلاق الفعلي لن يكون سهلا بكل تأكيد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل