المحتوى الرئيسى

الأسباب الحقيقة لما وصلنا إليه - ساسة بوست

12/02 19:52

منذ 1 دقيقة، 2 ديسمبر,2016

بداية ما هو هذا الذي وصلنا إليه؟ ولماذا أصبحنا هكذا؟

يتساءل الكثيرون نفس السؤال ويجتهد الكثيرون للبحث عن إجابة واضحة لهذا السؤال، وقبل الإجابة عن السؤال يجب أن نتفق أولا على ماهية هذه الصفات والخصال والعادات والسلوكيات التي جعلتنا نقف ونطرح هذا السؤال.

بالبحث وجدت أن الصفات المنبوذة والمثيرة للحفيظة كثيرة ومختلفة، ولكن أبرزها الانحطاط السلوكي والتدني الأخلاقي والكذب والتدليس والفساد وانتزاع الصفات الإنسانية .. إلخ

وهنا يجب أن نعترف جميعا أن هناك حالة من التدني والانحطاط الحقيقي لتلك الصفات تسود أو تغلب على مجتمعنا ولا تتفق نهائيا مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا التي تربينا عليها ونشأنا فيها، لذا يشعر الجيل الوسطي والذي تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والخمسين وكذلك الجيل الكبير والذي تجاوز الخمسين بتلك الصفات وهذا التدني والانحطاط، ويستنكرون جميعًا كل هذه الصفات ويؤكدون أنها صفات مستوردة تسبب فيها الانفتاح الثقافي والفكري والاطلاع والاختلاط بالغرب، بالإضافة لحالة الانفلات والتسيب والانطلاق التي حدثت بمصر بعد ثورة يناير النبيلة كما يعتقدون هم أو وفقا لطرحهم!

وللوقوف على تلك الحالة التي وصلنا إليها بالفعل يجب أن نرجع كل شيء لأصله وبدايته الصحيحة، ليستمر الطريق في اتجاهه السليم ولا ننحرف ونخطئ الطريق، وللوصول لأصول أي موضوع لا بد وأن تكون هناك مرجعية ثابتة نتفق عليها حتى لا تهدر وتضيع الجهود البحثية والنقاشية، وما أراه لا خلاف أو جدل حوله هو (الدين) فنجد في محكم آيات القرآن الكريم قوله عز وجل {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وهنا نجد أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن استثناء عام لكل الحالات فليس هناك سبب للخلق إلا العبادة، وبالتدبر في الآيتين الكريمتين {أفَحَسِبْتُمْ أنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبينَ}، سنجد أن الإنسان مهما بلغ من تقدم وتطور حضاري وتكنولوجي سيظل يدور في فلك البحث عن المجهول من المعلومات، وأن هناك حكمة إلهية بلا شك للخلق والوجود يجب أن ندركها ونعمل لها بشكل سليم وصحيح وفق مفهوم ديني سليم وصحيح وبمرجعية ثابتة من أهل العلم والخبرة غير محتملي الشك أو الجدل.

سنجد أيضًا أن هناك انتكاسة كبيرة حدثت فبعد أن تحول الإنسان من حالة البادية والقبلية العصبية إلى حياة التطور والتقدم والازدهار مقابل تقدم الدول الأخرى، عدنا لنرتد مرة أخرى لسنوات طويلة من اللاوعي الحقيقي لمعرفة مفاهيم ديننا الحقيقي، لندخل في سجال الجدل على ما هو مفترض أنه لا يحتمل الجدل بالأساس، وهنا حدث نوع من التغريب أو الاغتراب بين فئات المجتمع الواحد وصل إلى حد الاغتراب داخل أفراد الأسرة الواحدة التي يفترض فيها المشترك الفكري والثقافي والسلوكي والأخلاقي، فوقف الجميع مذهولين من ذلك الأمر، ماذا حدث؟ لماذا هذا الاغتراب؟ لا أحد يريد أن يستمع لأحد أو ينصت لصاحب الرأي والخبرة والعلم، وافترض الجميع أنهم يعرفون ومن دونهم لا يعرف شيئًا، فحدثت فجوة كبيرة كادت تتسبب في تمزيق نسيج المجتمع.

وهنا كان لا بد من وقفة حقيقية وقوية لنتساءل، أليس بيننا رجال ونساء وشباب يملكون من الرشد والوعي والقدرة والرغبة على خوض معركة الوعي ونشر الفكر السليم وترسيخ روح التسامح وقبول الآخر بكل اختلافاته بصدر رحب واتساع أفق واستيعاب فكري، حتما هناك كثيرون رافضون لما وصلت إليه الأوضاع من تدنٍ أخلاقي وسلوكي يبحثون عن حل وإجابة عن هذا السؤال، بل ربما يبحثون عن دور يمارسونه يمكن من خلاله أن تتغير تلك الأوضاع للأفضل، ومن خلال هذا الطرح أتوجه إليهم بالإجابة أو برؤيتي الخاصة على هذا السؤال الشاغل لكل صاحب قلب سليم وحب لله ودين الإسلام وللوطن ويحلم بأن يكون إيجابيا داخل مجتمعه.

يمكن أن نمارس دورًا توعويا شرط أن نعد أنفسنا جيدا ونتمتع بسلوكيات الواعي القدوة والمرجعية لمن حوله من فئة مستهدفة بالتوعية، ولا نتعجل نتائج التوعية فحتما سنبذل جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلًا، فالمثابرة وتقييم الذات أولا بأول وتطوير الأداء ومحاسبة النفس على كل تقصير لعدم القدرة على توصيل ما نريده من معلومات ليكن هو سببًا دائمًا لعدم تحقيق النتائج والأهداف المرجوة والمنشودة، فلنستعن بمن هو مثلنا في الهدف المشترك المشغول بالإجابة عن السؤال والوضع المتدني الذي وصلنا إليه، نسأل نستشير نبحث نسعى لجمع الكثير والكثير من المعلومات والبيانات حتى نكون قادرين على فتح الحوار الموضوعي والعقلاني مع أي فئات وشرائح مجتمعية أيا كانت درجاتهم العلمية والثقافية والاجتماعية،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل