المحتوى الرئيسى

«هنا حلب».. هكذا تعيش المدينة السورية بعد فوز ترامب - ساسة بوست

12/02 19:14

ولم يكن أنس الذي فضّل البقاء شرقي حلب، أوفر حظًا من 25 سوريًا قرروا النزوح، وقتلتهم الغارات السورية، الثلاثاء الماضي أيضًا، أثناء فرارهم من شرقي حلب، قبل أن ينضم إليهم 45 نازح آخرين، قُتلوا بقصف مدفعي للنظام السوري، يوم الأربعاء الماضي، أثناء فرارهم لمناطق أكثر أمنًا وابتعادهم عن المنطقة المحاصرة شرقي حلب.

وتناثرت جثث الأطفال والرجال والنساء في طرقات المدينة مصحوبة ببعض الحقائب التي حملوها أثناء رحلتهم للنزوح التي لم تكتمل. وهذا فيديو يظهر آثار القصف ويحكي متحدثان عن ظروف مقتل ذويهم وإصابتهم.

وحول حصيلة القتلى في سياق زمني أوسع، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل أكثر من 300 شخص نتيجة القصف المدفعي والغارات الجوية النظامية شرقي حلب خلال آخر أسبوعين من الشهر الماضي، فيما قتل 48 شخصًا نتيجة قصف المعارضة على المناطق الغربية لحلب التي تقع تحت سيطرة الحكومة.

ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 1279 مدنيًا خلال الشهر الماضي، قُتل معظمهم على أيدي النظام السوري وحليفه الروسي، إذ قُتل 675 مدنيًا بسبب الغارات الجوية السورية والروسية، كما قُتل 193 بينهم 36 طفلة، و26 امرأة، وذلك في قصفٍ لقوات النظام بالقذائف الصاروخية، والمدفعية.

يُضاف إلى ذلك مقتل 32 شخصًا، بينهم امرأة واحدة، تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري، فيما قُتل 173 شخصًا، بينهم 53 طفلًا، و25 امرأة، بسبب نيران وقذائف فصائل معارضة إسلامية.

ويقول علاء زيدان، وهو مصور، عن محاصرة شرقي حلب: «نحن نموت، نحن بحاجة للذهاب إلى جنوبي حلب لأننا نموت»، مُضيفًا: «نظام الأسد يقتلنا، 270 ألف شخص ربما يموتون هنا، نحن بحاجة إلى حل الأزمة في حلب الآن، من فضلكم أسرعوا أسرعوا».

جاءت استجابة الأمم المتحدة لاستغاثات زيدان وغيره من المحاصرين شرقي حلب ضعيفة كما العادة، إذ اكتفت المنظمة الأممية، بالتحذير من أن تتحول المدينة السورية إلى «مقبرة ضخمة»، مع استمرار حملة النظام السوري لاستعادة الأجزاء الخاضعة تحت سيطرة المعارضة شرقي المدينة، بحسب ما جاء على لسان وكيل الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، وهو نفس الوصف الذي استخدمه رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، عندما قال إن «أحياء حلب الشرقية تحولت إلى مقبرة»، نتيجة غارات النظام عليها.

وخلال كلمة له أمام مجلس الأمن، حث أوبراين الدول الأعضاء بالمجلس على حماية المدنيين، مُطالبًا بتأمين وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين في مناطق سيطرة المعارضة.

في المقابل، طالبت 223 منظمة غير حكومية، الأمم المتحدة باتخاذ إجراء لإيقاف المعارك في حلب، وإنقاذ المدنيين فيها، بدلًا من مجلس الأمن «الذي تخلى عن السوريين وعجز عن وقف هجمات النظام السوري شرقي المدينة»، على حد وصف بيان تلك المنظمات.

ودعت تلك المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، التي تعمل في 45 دولة حول العالم، وتضم منظمتي العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، أعضاء الأمم المتحدة، البالغ عددهم 193، لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للمطالبة بـ«إنهاء كل الهجمات غير الشرعية في حلب والمناطق السورية الأخرى، وضمان إدخال مساعدات إنسانية بشكل فوري من دون قيود، وبالعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم الخطيرة في سوريا أمام القضاء الدولي».

وفي سياق متصل، أطلقت كندا مبادرة مشابهة، وحصلت على موافقة 73 دولة، لطلب عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة بشأن سوريا. ويمكن أن تحل الجمعية العامة للأمم المتحدة محل مجلس الأمن، في حال عجزه عن حفظ السلام والأمن الدوليين، إلا أن صلاحيات الجمعية العامة تظل محدودة بالمقارنة بمجلس الأمن، وقرارتها تعتبر غير ملزمة له وإن حملت بعض الحيثية الأخلاقية.

روسيا لا تهتم.. وفصائل معارضة تتوحد في «جيش حلب»

لم تهتم روسيا كثيرًا بالانتقادات التي طالتها، نتيجة قصفها المستمر لشرقي حلب، وحصارها له، إلى جانب القوات السورية، دون فتح طرق آمنة للمدنيين، وظهر ذلك بوضوح في تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قال فيه إن «واجهنا انتقادات في هذا الشأن (استمرار الضربات العسكرية الروسي شرقي حلب) لكننا مستمرون لأن هؤلاء المدنيين يتم استخدامهم دروعًا بشرية من قبل الجماعات الإرهابية».

من جهة أخرى، لم تنتظر المعارضة السورية كثيرًا الإجراءات الدولية البطيئة بشأن سوريا، وتوحدت كل فصائلها الموجودة شرقي حلب تحت جيش واحد حمل اسم «جيش حلب»، بقيادة المعارض أبو عبدالرحمن نور، لمواجهة النظام السوري، وحلفائه الدوليين، في خطوة اعتبرها محللون أنها «جاءت في الوقت المناسب».

ويُقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد مقاتلي المعارضة شرقي حلب بـ15 ألف مقاتل، بينهم 400 من جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا قبل انفصالها عن تنظيم القاعدة).

وبحسب المرصد، فقد سيطر النظام السوري المدعوم بمقاتلين أجانب، على 40% من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، منذ بدء هجومه الموسع شرقي المدينة قبل 15 يومًا، وهذه خريطة تظهر محاصرة النظام السوري لشرقي حلب، وسيطرته على معظم أجزاء مدينة حلب:

مستقبل الأزمة السورية بعد وصول ترامب

في الوقت الذي يبعث فيه «جيش حلب» الأمل، على المستوى المحلي لمعارضي النظام السوري، قد يتقلص الدعم الدولي للمعارضة من الولايات المتحدة الأمريكية، بخاصة بعد فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، تمهيدًا لوصوله رسميًا للقصر الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له في الانتخابات الرئاسية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل