النائب" مصطفي الجندي" لـ"الدستور": مصر فقدت افريقيا في عهد مبارك .. و80% من الافارقة يعيشون علي لمبة الجاز

خلال فاعليات الحفل الختامي للدورة السابعة لتدريب الشباب الأفارقة المتطوعين الذي انعقد بالمركز الأوليمبي الرياضي بالمعادي مساء الأربعاء الماضي، كان لنا لقاء مع النائب المصري مصطفي الجندي، والذي يتحدث بعذوبة لسان، وأيضًا بلغات مختلفة، استقبلها الحضور من الجنسيات المختلفة بشغف كبير وترحاب يمس القلوب، وتحدث الجندي لـ"الدستور" عن اهمية الدبلوماسية الشعبية، ولجنة الشئون الأفريقية حديثة الولادة، وعن أهمية العمق الأفريقي لمصر، إلي نص الحوار:

ما سبب حضورك لحفل ختام فعاليات الدورة السابعة لتدريب شباب الإتحاد الإفريقي المتطوع ؟

كمصري، أنا أفريقي، وجزوري في افريقيا، وحضارتي جزء منها ايضًا ، وأجدادي هم من حرروا افريقيا ، أنا لي دور و يجب ان اؤديه .

ومثل ما قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتور مارشال دي بول إيكونجا مفوض الموارد البشرية والعلم والتكنولوجيا، أن تكون فرعون هي مسئولية كبيرة، وليست فقط شرف، فهي مسئولية الأخ الأكبر تجاه الأخ الأصغر، لدينا مسئولية نحو افريقيا وهو سبب حضوري.

وايضًا مسئوليتنا نحو افريقيا هي التي جعلتنا ننشئ لجنة للشئون الافريقية بالبرلمان المصري، احساس المصريين بتقصيرهم مع افريقيا خلال فترة الـ 30 عامًا التي حكم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جعلهم يعودون اليوم في حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بكل قوة.

وكما قال رئيس المفوضية، حينما نستمع لخطاب الرئيس السيسي منذ عامين أن مصر يجب أن تعود وتأخذ مكانتها في افريقيا، نقول اليوم مصرعادت وأخذت مكانتها في افريقيا، وايضًا افريقيا أتت إلي مصر، وعلينا دور مهم ونفتخر بكوننا مصريون ولكن هذا يحملنا مسئوليات.

بصفتك رئيس لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان المصري وايضًا واحدا من أهم ممثلي الدبلوماسية الشعبية المصرية في افريقيا- هل تري أن لتلك الأمور التطوعية وغيرها من الإحتفالات والمشاركات لها أثر ملموس علي قضايا مصر مع عمقها الإفريقي؟

طبعًا، مصر مسئولة وعليها مسئولية كبير نحو افريقيا، وعندما نتكلم عن الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية البرلمانية التي تثملها لجنة الشئون الافريقية، يجب ان نؤكد انها من أهم حوائط الصد ضد اي تباعد أو فرقة بين مصر وافريقيا.

كيف تري أزمة سد النهضة؟

مشكلة سد النهضة هي مشكلة مركبة، ولكن إذا فكرنا بإسلوب "لا ضرر ولا ضرار" نستطيع أن نعبر هذه المشكلة، فهم يحتاجوا الي كهرباء، ويجب أن يعرف الجميع أن 80 % من الشعب الأثيوبي، وايضًا الشعب الافريقي بشكل عام، مازالوا يستخدمون لمبة الجاز وليس لديهم كهرباء، ولك أن تتخيل شكل حياتهم.

وعلي وجه آخر ليس أمامنا في مصر للحياة غير مياه النيل، وبالتالي من الممكن أن نأخذ تلك المياه التي تتبخر وما يضيع في المستنقعات ومياه الأمطار التي لا تحتجزها السدود، ونتعاون فيما بيننا .

الجانب الافريقي كان لديهم مشكلة مع فكرة الحقوق التاريخية، لأنها كانت منذ أيام الاستعمار، ولكن أنا أقول أن حق الإنسان في الحياة أقوي من الحق التاريخي، ولكل إنسان الحق في الحصول علي ألف متر مربع من المياه، أي أننا نحتاج لـ 90 مليار متر مكعب للـ90 مليون مواطن مصري، وليس 55 مليار كما هو حاصل في الوضع الحالي.

هل تقومون كدبلوماسية شعبية ورسمية بالعمل علي زيادة حصة مصر من مياه النيل؟

في البداية نحتاج أن نتوافق علي أمور مثل حق الحياة لكل افريقي و ألف متر مكعب من المياه الصالحة لكل أفريقي، وخمس لمبات وثلاجة وغسالة في المنزل حتي يكون لديهم القدر الكافي من الطاقة التي يحتاجون اليها، هذا يجب أن يتم قبل أن نتحدث علي زيادة نسبة المياه.

البعض يقول أن مثل تلك المحادثات هي دبلوماسية رشيقة حلوة اللسان - لكن ليس لها مردود ملموس علي أرض الواقع؟

بالطبع الأمر ليس كذلك، لا يمكنك أن تضع خطوات اجبارية، بمعني أن تقول مثلًا أن سد النهضة هو أمر واقع، وهو يقتل المصريين، وبالتأكيد لن يقبل المصريون ولن يقبل الأفارقة أن يفني شعب مصر بسبب المياه.

ما أهم القضيا التي ناقشتموها في لجنة الشئون الأفريقية؟

قمنا بعمل برنامج لأعمال اللجنة، وكما تعرف هي لجنة جديدة لم تكن موجودة من قبل، ونحن نؤسس كيان لأول مرة يكون في البرلمان المصري، وطالبنا بوجود وزير للشئون الأفريقية، وهناك اشياء كثيرة، ومن يحتاج لمعرفة المزيد، يمكن أن يتابع برنامج اللجنة علي الإنترنت .

ما هي القضايا التي حققتم بها نتائج ملموسة ؟

ملف المياه تحديدًا، رئيس الجمهورية يتولاه شخصيًا، أما نحن كلجنة سوف نعقد جلسة مع وزير الخارجية المصري ليطلعنا علي ما وصلت له المفاوضات في هذا الملف، وكيفية مساهمة الدبلوماسية الشعبية مع الرسمية للوصول لأفضل نتائج للمفاوضات .