المحتوى الرئيسى

سعدية الأمازيغية

12/01 21:51

فى صباح الثلاثاء الماضى كان الكاتب الصحفى الكبير أيمن الصياد يدير الحوار فى الجلسة الموضوعية الأولى التى صاحبت إطلاق تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام ٢٠١٦ فى مقر الجامعة الأمريكية ببيروت.

عنوان الجلسة كان: «الشباب والهوية.. إشكاليات الانتماء وحماية التماسك الاجتماعى ومخاطر الإخفاق فى إدارة التنوع». خلال مقدمته الرائعة قال الصياد ــ عرضا ــ تعبير «المغرب العربى». عندما حان دور الحاضرين فى التعقيب، اعترض شاب جزائرى وقال عندما وصفتم المغرب بـ«العربى»، فإنكم قمعتم هويتى وقمتم بإقصائى أنا وكل الأمازيغ الذين يعيشون فى هذه المنطقة منذ قديم الزمان.

إحدى المتحدثات على المنصة كانت السيدة سعدية جبون وهى ناشطة شبابية ونائبة رئيس الغرفة الفنية العالمية فى مدينة تطوان المغربية، ردت على الشاب الجزائرى وقالت له: «أنا أمازيغية أيضا، ولا يعنى ذلك أننى لست عربية بحكم الثقافة واللغة، كما أننى لست متأكدة أننى أمازيغية مائة بالمائة.

سعدية الشابة الصغيرة الجميلة، قالت إن إحدى الجامعات الأوروبية أجرت دراسة على مجموعة من جنسيات أوروبية مختلفة، عن طريق تحليل الـDNA وكانت المفاجأة أن هناك صلة قرابة تجمع جزءا كبيرا من هؤلاء الناس، الذين لم يتقابلوا كثيرا من قبل. وعلى الرغم من ذلك فهى لا تنفى أن ؟؟؟؟الجزائرى الأمازيغى؟؟؟؟؟؟ يتعاطف معها حتى فى ظل الخلاف الطويل بين البلدين؟

خلال الجلسة كانت هناك نقاشات ثرية محورها: كيف يمكن أن يتحول التنوع فى المنطقة إلى عامل قوة كما يحدث فى الغرب بدلا من كونه عاملا للانقسام والحروب، كما هو فى المنطقة؟!

الصياد قال إن لسان حالنا فى المنطقة الآن هو: هل أنت سنى أم شيعى، عربى أم كردى، مسلم أم مسيحى، زنتان أم مصراتة، سلفى أم ليبرالى أم إخوانى؟!.. ودائما يكون السؤال للتعريف وليس للتصنيف.

وتساءل هل هى هويات حقيقية أم أنها رايات ميكافيلية يتم استخدامها للحشد والتعبئة من قبل بعض الحكومات والقوى المختلفة، ووصل الحال إلى أن بعض الجنود المسلمين فى الجيش الأمريكى أرسلوا إلى رابطة العالم الإسلامى يسألونها: هل يحق لهم أن يقاتلوا جنودا مسلمين آخرين فى الجيش العراقى عام ٢٠٠٣؟!

الجميع فى المنطقة العربية من ميشيل عفلق منظر حزب البعث إلى كل أصحاب العمائم فى التنظيمات الإسلامية المختلفة يتفقون على عبارة محددة وهى: «نحن أمة واحدة»، لكن كل طرف يعتقد أن هويته هى الصحيحة والسليمة وعلى الجميع أن ينطوى تحتها من دون نقاش.

فى تقدير دينا الخواجة مديرة معهد الأصفرى للمجتمع المدنى والمواطنة فى الجامعة الأمريكية ببيروت أن القضية هى كيف يمكننا أن نضع سؤالنا عن الهوية التى هى بالجمع وليست بالمفرد.

متحدث آخر قال إننا وصلنا فى المنطقة العربية إلى أن البعض يقول هذه وزارة السنة وتلك وزارة الشيعة، لأن الدولة الوطنية صارت هشة للغاية. وقالت ديما الخرابشة من الأردن أن المواطنة هى الحل لأنها أساس الهوية. فى حين قال متحدث آخر إن الهوية الصحيحة هى «الانتماء إلى ملكة العقل» كما يقول أحد المفكرين الإيرانيين، وإذا حدث ذلك، فإن بقية الهويات ستصبح صغيرة ولا تثير جدلا.

أحد التعريفات المهمة قالت إن الهوية هى وعاء فارغ، ونحن من يقوم بملئه، وهو الأمر الذى ينطبق على فكرة المواطنة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل