المحتوى الرئيسى

منظمات ألمانية تنتقد أسلوب معالجة طلبات اللجوء بألمانيا

12/01 18:27

عبَّرَ تحالف واسع من منظمات إغاثة ورعاية خيرية عن اقتناعه بأن التجاوزات الحاصلة حاليا في معالجة طلبات اللجوء لا تشكل سوى قمة جبل الجليد لجوانب النقص والفشل في التعامل الحالي مع طلبات اللجوء. مدير أعمال منظمة "برو أزول" التي تُعنى بقضايا اللاجئين، غونتر بوركهارت، ينتقد بشدة أسلوب استجواب اللاجئين.

"مذكرة حول معالجة عادلة ودقيقة لطبلات اللجوء"

منظمات الإغاثة تنتقد ضمن "مذكرة تفاهم من أجل معالجة عادلة ودقيقة لطلبات اللجوء" عُرضت في برلين النواقص التي تشوب حاليا دراسة طلبات اللجوء. هذه الوثيقة صادرة عن منظمة "برو أزول" ومنظمة العفو الدولية إضافة إلى اتحادات العمل الخيري الكنسية دياكوني وكاريتاس. وقائمة الانتقادات طويلة، وكثيرا ما يتم ذكر النقص في الحماية القانونية وعدم توفر مترجمين لهم كفاءات، والاعتناء بجدية بحالات معينة من جانب موظفي مكتب الهجرة واللاجئين.

ويقول بوركهارت إنه " في حال الاستماع إلى عائلة سورية لمدة 25 دقيقة فقط، فهذا يعني عمليا أن هذه العائلة تفقد حق الحصول على اللجوء". ويتم الإشارة إلى أن الأسباب وراء هذا التطور لا تعود لموظفين معنيين، بل هي تعود لأسباب بنيوية. وتسود حالة ضغط في اتخاذ القرار داخل مكتب الهجرة واللاجئين بإيعاز من السياسة للتخلص بأكبر سرعة ممكنة من طلبات اللجوء. ويقول المحامي راينهارد ماركس الذي يمثل قضايا لاجئين إن طلبات اللجوء تلقى "معالجة بالجملة"، وينتقد أن تعليمات الحكومة الألمانية بالانتهاء من أكثر من نصف مليون طلب لجوء بحلول 2017 العام الانتخابي يؤدي إلى ارتكاب أخطاء وتجاوزات بحق المعنيين باللجوء.

المدخل الرئيسي للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في مدينة نورنبيرغ الألمانية

برو أزول: الاستجواب والقرار يجب أن يكونا في جهة واحدة

وتنوه منظمات الإغاثة والعمل الخيري إلى التسريع في معالجة طلبات اللجوء لدى مكتب الهجرة واللاجئين وفروعه الخارجية مقارنة مع ما كان سائدا في السابق، لكنها تشدد على أن الجودة وقانونية المعالجة يجب أن تكون لها الأولوية قبل السرعة. وتنتقد المنظمات بأن المترجمين الذين ليس لهم تكوين جيد، ويترجمون فقط أجزاء مما يُقال، هم تعقيد للمشاكل المطروحة. ويقول المحامي ماركس: "غالبا ما لا يتم تدوين حتى 10 في المائة مما يُقال ضمن المحضر"، موضحا أن المترجم يحتل بذلك مكانة المقرر النهائي في مصير الطلب.

مرت سنة على اعتماد قانون اللجوء في ألمانيا، والهدف الأول من التشريعات الجديدة هو ترحيل اللاجئين المرفوضين بصفة أسرع وإلى تسريع الترحيل والتهميش، حسب سباستيان لودفيش من الخدمة الاجتماعية الكنائسية. (24.10.2016)

أشارت تقارير صحفية ألمانية أن أكثر من نصف مليون طالب لجوء رفضت طلباتهم، ما يزالون يعيشون في ألمانيا بالرغم من الرفض الذي حصلوا عليه، وحصلت صحيفة "بيلد" على هذه المعلومات استنادا لمصادر برلمانية. (22.09.2016)

وتنتقد المنظمات بوجه خاص تقسيم معالجة طلب اللجوء إلى جزئين مختلفين. فالمحققون في الفروع الخارجية لمكتب الهجرة واللاجئين يقومون باستجواب اللاجئين ـ لتحويل الحالات لاحقا إلى مَن يُسمى: المقرر. هذا الأخير يتخذ القرار بناءً على الملف المتوفر لديه بدون التأكد من "مصداقية" طلب اللجوء في عملية الاستجواب. والانتقاد الموجه هنا هو أنه بتقسيم معالجة طلب اللجوء إلى جزئين مختلفين أملا في تحسين الفاعلية، تخرق جمهورية ألمانيا قانون اللجوء المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي.

المكتب الاتحادي يرفض اتهامات الفشل

ورفض مكتب الهجرة واللاجئين تلك الاتهامات بسرعة، موضحا أن طلبات اللجوء "تلقى معالجة على أساس المبادئ القانونية وجودة عالية". ورغم العدد المرتفع الذي تجاوز 800 ألف طالب لجوء في عام 2015، فإن الإدارة المعنية نجحت في إخضاع طلبات اللجوء للفحص الرقمي وتبادل المعلومات بين مختلف الإدارات وضمان "عملية مستقرة وقابلة لتحمل الضغط". وهذا يستفيد منه اللاجئون بحيث تمكنت السلطات من استقبال 693 ألف طلب لجوء وأصدرت 530 ألف قرار.

ويضيف مكتب الهجرة واللاجئين أن انتقاد منظمات الإغاثة والعمل الخيري المبني على "فرز سلبي" لـ 106 حالة لا يعكس قاعدة "لتقييم جودة معالجة طلب اللجوء". وفيما يخص الانتقاد المحوري للمنظمات المتمثل في رفض تقسيم دراسة طلب اللجوء إلى محورين مختلفين ووضعهما في يد واحدة لم يصدر أي رد عن مكتب الهجرة واللاجئين، بل فضل السكوت. لكن المكتب أعرب عن انفتاحه أمام مقترحات تحسين العمل مثل تمكين اللاجئين حاليا من التعبير عن انتقادهم لعمل المترجمين عبر الموقع الإلكتروني لمكتب الهجرة واللاجئين. ووعد مدير المكتب المنتهية ولايته فرانك يورغن فايزه بأن يتم "إعادة النظر في تلك الحالات لمعالجتها والتوصل إلى النتيجة المستحقة".

أصبحت مشكلة الطوابير الطويلة واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه اللاجئين. فلتسجيل أنفسهم كطالبي لجوء لتلقي الخدمات،عليهم الوقوف تحت المطر وتحمل البرد لساعات.

ولا يملك اللاجئون الملابس المناسبة التي تقيهم من هبات البرد القارسة، لذلك يحاولون أن يدفئوا أنفسهم بما هو متاح.

وفي ظل توقعات بأن تتجاوز أعداد اللاجئين مليون شخص إلى نهاية العام الجاري، قد يصبح فصل الشتاء حاسما في تحديد رأي الألمان، حول مدى نجاح السياسية الحكومية في احتواء الأزمة.

توفير مساكن ملائمة للاجئين، من أكبر التحديات التي تواجه حكومة المستشارة انغيلا ميركل التي شددت أكثر من مرة على قدرة حكومتها مواجهة جميع الشكوك المتزايدة بين أفراد الشعب.

حلّ فصل الشتاء مبكرا وهطلت الثلوج في مناطق ومدن ألمانية، ما ينذر بموجة برد غير اعتيادية في فصل الخريف.

وأغلقت المجر حدودها الجنوبية مع كرواتيا أمام المهاجرين لتجبرهم على التحرك غربا إلى سلوفينيا العضو في الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تكبد اللاجئين متاعب أكبر في التنقل وسط الأجواء الباردة.

ودخل آلاف المهاجرين ومعظمهم سوريون هاربون من الحرب عبر سلوفينيا في طريقهم إلى النمسا وألمانيا، وهما الوجهتان المفضلتان لمعظم المهاجرين.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل