المحتوى الرئيسى

شيخ الأزهر: الآثار التاريخية إرث إنساني يجب الحفاظ عليه

12/01 22:04

بعث  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهرf="/tags/43290-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81">الأزهر الشريف، برسالة دعم إلى مؤتمر “حماية التراث الثقافي المعرض للخطر”، والذي ينعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة من 2 : 3 ديسمبر الجاري تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة “يونسكو”.

وأوضح شيخ الأزهر - في الرسالة - أن الآثار التاريخية هي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه وعدم الإضرار به، وأن ما تقوم به بعض التنظيمات الإرهابية من تدمير للتراث الحضاري وطمس لتاريخ شعوب بأكملها أمر يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً ويعتبره جريمة كبرى في حق العالم بأسره.

وقال الطيب “إنه إذا كان هؤلاء الإرهابيون يقومون بهذا التدمير وهذا الهدم الموروث الثقافي والحضاري باسم الدين ، فإنني أؤكد وأنا الذي قضيت عمري في الأزهر الشريف أدرس العلوم الإسلامية وأدرسها، أن الإسلام لا يدعو إلى شيء من هذا ولا يحض عليه ، بل إنه على النقيض من ذلك يدعو الناس جميعًا إلى السير في الأرض لينظروا إلى آثار السابقين نظرة التأمل والاعتبار، ولا شك أن التجارب الماضية للإنسانية تساهم مساهمة عظيمة في إثراء خبرات البشر وتصحيح مسارهم وتحقيق مصالحهم”.

وأضاف أن الأديان السماوية جاءت لتعزز مكارم الأخلاق وتأخذ بيد الإنسانية نحو معارج الرقي والتحضر، ونشأت في ظلال هذه الأديان حضارات إنسانية متنوعة، تحمل في مفرداتها ورموزها شهادة لماض عريق، وتقديرًا لصناع التاريخ عبر العصور المختلفة، موضحًا أن كل الأديان اتفقت على ضرورة تكامل تلك الحضارات، باختلافاتها الدينية والعرقية واللغوية، في حلقات من التواصل المبدع دون تربص أو عداء وتصادم، حتى ينهل من بعضها البعض وتكتشف من القواسم المشتركة بينها دعائم لتحقيق السلام الإنساني والثراء المعرفي.

وأعرب عن سعادته بتلك المبادرة الكريمة التي تجسد المعنى الحضاري والقيمة الإنسانية للقاء يجمع بين الشرق والغرب من خلال هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إصلاح ما أفسدته بربرية الإرهاب، وما أحدثه المتطرفون من دمار استهدف القضاء على الهوية الحضارية، وطمس معالم ثقافية، وتراث إنساني هو ملك للأجيال المتعاقبة، وحق للجميع لا يملك أحد المساس به.

وشدد الإمام الأكبر على أن ما يحدث الآن على يد عصابات الشر من الاعتداء الآثم على التراث الإنساني الخالد على وجه الزمان، جريمة أخلاقية وحضارية لا تقرها الأديان ولا الأعراف ولا الذوق الإنساني العام، وإنما الذي أقرته الأديان هو النظر لهذه الآثار على أنها مواطن للذكرى والاعتبار بالأمم السابقة.

وأوضح أن الأزهر وشريعته، وقد ارتفعت مآذنه وحفلت أروقته بتدريس علوم الإسلام منذ أكثر من ألف عام، تحيط به معالم الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية، ولم يسجل التاريخ أن عالمًا واحدًا مس هذه الآثار بسوء أو أفتى بتدميرها، بل على العكس من ذلك، سجل التاريخ أن صحابة رسول الله الذين جاءوا إلى مصر، وعلى رأسهم القائد المعروف عمرو بن العاص، لم يتعرضوا لهذه الآثار بشيء من الأذى لا من قريب ولا من بعيد ، ولم تصدر عنهم فتوى واحدة تبعث على كراهية هذه الآثار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل