المحتوى الرئيسى

60 عاماً من معرض الكتاب.. وُلدنا بين الكتب

12/01 10:05

حين بدأ معرض الكتاب في بيروت، لم يكن قد ولدوا بعد. اكتشفوه وهم أطفال، ترددوا إليه، برفقة أهاليهم. ولأن الحياة لها أسرارها، عادوا إليه منفردين وهم في مقتبل الشباب. هناك اكتشفوا الورق ورائحته ومعنى الكتابة. هذه الكتابة التي انسبحت من الرفوف لتسكنهم، ولتشكل حياتهم فيما بعد. ماذا يعني المعرض إلى كتّاب الجيل الجديد؟ محاولة كي يقول كل واحد علاقته – الملتبسة وغير الملتبسة – لا مع المعرض فقط، بل مع الكتابة أيضا.

لا يزال معرض الكتاب الدولي في بيروت قادراّ على إثارة الشغف بحضوره، على الرغم من أنّ هذا المجتمع الذي نعيش بينه، يتحوّل سنة بعد أخرى نحو الثقافة الإلكترونية الخالية من كل إحساس برائحة الورق والنوستالجيا بين القارئ والكتاب.

يلعبُ لبنان منذ القدم، دوراً كبيراً في نشر الحروف الأبجدية حيث إنه يُعتبر ملتقى الثقافات والحضارات فمن شواطئه انطلقت شرارة المعرفة الى العالم القديم.

ولبنان كان منبر الشعراء العرب مثل نزار والجواهري والصافي النجفي وأحمد شوقي وآخرين.. ولا ننسى أن المطبعة الأولى في العالم العربي كانت في لبنان.

ما بين «جزيرة الدكتور مورو»، «جزيرة الكنز»، و»العالم السفلي» لهادس، تبدأ وتتداخل وتنتهي حدود معرض الكتاب. لطالما كان شعوري كذلك منذ كنت مراهقاً، ألقي العالم الخارجي عن ظهري أمام العتبة وأعبر الى عالم خيالي، لذّة وحشيّة لاكتشاف المجهول، والخوف في الوقت ذاته من هذا المجهول...

خلال سنوات الطفولة الأخيرة، مثّلتِ العلاقةُ مع الكتاب مسارًا إجباريًّا نحو الشعور بالغربة بين الرفاق في المدرسة. ربّما كان انطواءً زائدًا منّي أيضًا؛ لكنّ الأساس هو أنّني من جيلٍ يجافي المطالعة. لم يكن الملل يتسلّل إليّ في معرض الكتاب، لا خلال زيارته مع العائلة، ولا خلال رحلات «رفع العتب» التي تنظّمها معظم المدارس إلى أجنحته.

هناك ما يونبئني بأن ثمة خطباً ما في معرض الكتاب كل عام. خطب لا أعرف ما هو. أظنّ أن الأمر متعلق بذلك الشعور الذي يمنحك إيّاه المعرض (هيكليته وتصميمه وبرنامجه) بأن الزمن لم يعُد قادراً على التحول إلى لحظة أخرى (كي لا نقول لحظة جديدة بالضرورة).

من الكتاب؟ متى الكتاب؟ أين الكتاب؟

هلّ معرض الكتاب سؤال أم إجابة؟ هلّ هو غاية أم وسيلة؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل