المحتوى الرئيسى

البطولة «المملة» ! | المصري اليوم

12/01 01:22

الأحد الماضى شهدت «أبوظبى» ختام البطولة «الُمملة»!. بطولة فورميولا-١ لعام ٢٠١٦. والحقيقة أن موسم هذا العام لم يكن أقل مللا من الأعوام الماضية!. ماذا حدث لتلك الرياضة؟ ومتى فقدت قدرتها على تحريك مشاعرنا كعشاق لرياضات المحركات؟ فورميولا-١ هى سباقات الفئة الأولى. البطولة الأكثر رقيا بين رياضة السيارات، ربما الأكثر رقيا بين جميع الرياضات بشكل عام!. كيف تحولت إلى هذا العرض «السخيف» خلال السنوات الماضية؟!

البعض يلوم بيرنى إيكليستون، صاحب حقوق البطولة. والبعض الأخر يلوم القوانين التى تزداد حدتها عام بعد عام. البعض يقول أن فورميولا-١ أصبحت فى نهاية عمرها. وفى رأيى، وإن كنت مؤيدا بالفعل لعدد من تلك الادعاءات، إلا أننى أعتقد أن البطولة تحولت فعلا لمجرد استعراض.

Hall Of Fame بمعنى أخر، سباقات طوال العالم تمر من بلد لبلد. تجد فيها كل ما هو بعيد عن رياضة السيارات؛ نجوم هوليوود، عروض أزياء ومجوهرات. يخوت وساعات ثمينة، راقصات وحفلات!. هذه ليست أجواء الرياضة التى سوف تعيشها إذا قمت بحضور سباق تَحمُل مثل LeMans 24h أو جولة من جولات بطولة العالم للراليات WRC أو جولة من جولات الراليات عابرة القارات!. حتى الراليات الكلاسيكية مثل تارجا فلوريو، وميلى ميليا. سوف تعيش فيها أجواء رياضة سيارات حقيقية. بعيدا عن تلك الأضواء المزيفة، والسائقين «النجوم»، الذين أصبحوا ضحيه لتلك الأضواء!.

هل تذكرون فترة هيمنة مايكل شوماخر؟ بطل العالم لسبع مرات. هل تذكرون كيف كانت تهاجمه الصحافة العالمية وقتها؟ كانت تطلب منه بصراحة شديدة التقاعد. كان شوماخر المُتهم الأول فى ذلك الوقت بإفساد الفورميولا-١. كان مُتهما بتحويلها إلى رياضة مملة. لسنوات ليست قليلة، كان دائما الأول على منصة التتويج. فى نهاية موسم ٢٠٠٦، تقاعد شوماخر. كانت بداية أخرى، كأن الرياضة ولدت من جديد. سائقين صغار أصبحوا أقرب إلى منصة التتويج.

منذ ٩ سنوات تحديدا، عادت فورميولا-١ لتحرك قلوبنا من جديد، تتركنا فى الأسابيع الأخيرة من البطولة بأعصاب مشدودة. السائقين كانوا محور حديث متابعى البطولة فى هذا الوقت. توقعات وعصبية، وأحيانا رهانات!. الصراعات الكلاسيكية عادت من جديد، بعد أن حرم منها شوماخر المتابعين لسنوات. كل شيئ كان له مذاق مختلف فى تلك الفترة القصيرة. الحوادث، تصريحات السائقين، والخلافات «أو» الخناقات بين سائقى الفريق الواحد، كل شيء. وقتها قُلنا، ربما كان النقاد على حق. ربما كان على مايكل شوماخر الرحيل. ولكن لم تدم الإثارة كثيرا. أذكر جيدا أخر مواسم فورميولا-١ إثارة بالنسبة لى على الأقل، كان موسم ٢٠١٠، السباق الختامى كان فى أبوظبى، وكان السباق الأول التى تستضيفه الحلبة الإماراتية الحديثة.

السباق كان ممتعا، واللقب كان محصورا بين أربعة سائقين، التوقعات كلها كانت للأسبانى فيرناندو ألونسو، ولكن السباق كان له رأى أخر!، سباستيان ڤيتيل حسم اللقب وأصبح بطل العالم للمرة الأولى!. كانت هذه نهاية فترة الإثارة، كل موسم جاء ببطل جديد ٢٠٠٧ كيمى رايكونين و٢٠٠٨ لويس هاميلتون. چينسون باتون فى ٢٠٠٩، وأخيرا ڤيتيل فى ٢٠١٠. استمرت هيمنة فريق ريدبُل لأربعة سنوات حتى موسم ٢٠١٣. ثم انتقل اللقب إلى مرسيدس GP فى ٢٠١٤ وحتى يومنا هذا.

السباقات أصبحت تدار بالأوامر المباشرة، العام الماضى كان قرار فريق مرسيدس هو إعطاء اللقب للويس هاميلتون، هذا العام كان من نصيب نيكو روزبرج، نفس فلسلفة عشان أخوك مايزعلش التى يمارسها الآباء بين أبنائهم. ما حدث الأحد الماضى كان مدهشا. هاميلتون تمسك بحقة كسائق سباقات. تمسك بحقة فى الفوز بالبطولة. الفارق بينه وبين زميله روزبرج متصدر البطولة كان ١٢ نقطة فقط. هاميلتون لم يكن يحتاج فقط للفوز بسباق أبوظبى. كان يحتاج أيضا لإبعاد زميله عن المركز الثانى حتى يوسع فارق النقاط!. بدأ هاميلتون بإبطاء سرعته، ليعطى فرصة لسائق فيرارى سباستيان ڤيتيل لمهاجمة زميله، أملا أن يتخطاه ويفوز سائق فيرارى بالمركز الثانى. ولكن لم تفلح خطة هاميلتون، روزبرج كان أكثر شراسة منه ومن ڤيتيل أيضا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل