المحتوى الرئيسى

"الدستور" تنفرد بنشر مقارنه استراتيجية فريدة بين روسيا وحلف الناتو: اللواء سيد غنيم: الدول العظمى لن تسمح بنشوب حرب عالمية ثالثة.. وما يحدث في العالم صراع علي النفوذ والمصالح

11/30 18:52

"الحرب العالمية الثالثة علي الأبواب.. سياسة "بلقنة" الشرق الأوسط تسير علي قدم وساق.. الصراع بين الروس والأمريكان يعيد للأذهان سيناريو الحرب الباردة.. الجيل الرابع والخامس من الحروب".. عبارات تصدرت المشهد الإعلامي المصري والعربي، وتفرغت من أجلها الكثير من الاقلام دون أن يدرك الجميع الأبعاد السياسية والعالمية للقوي العظمي، سواء من الجانب الروسي الذي يصر على إستعادة نفوذه ومكانته العالمية، او حتي من قوي الغرب ممثلة في حلف الناتو الذي يسعي لاستقرار مصالحة دولياً.

اللواء سيد غنيم استشارى الأمن القومى ورئيس معهد شؤون الأمن العالمى خرج مؤخرا بأحد أهم الدراسات البحثية الفريدة من نوعها حول تلك القضية، تلك الدراسة التي جاءت تحت عنوان "روسيا والناتو.. رؤية إستراتيجية"، وأكدت علي ان الدول العظمى لن تسمح بنشوب حرب عالمية ثالثة، وان ما يحدث في العالم يُعد شكلا من أشكال الصراع علي النفوذ والمصالح.

دراسة "روسيا والناتو.. رؤية إستراتيجية" للواء سيد غنيم بينت انه رغم صراع المصالح بين الروس والناتو إلا أن ذلك لم يمنع علي الإطلاق التنسيق المشترك المُعلن بين الطرفين، وأن أهم مجالات هذا التعاون مكافحة الإرهاب والحد من أسلحة الدمار الشامل، مشيرا الي أن أسلحة الحروب القادمة معلوماتية ونفسية أكثر منها تقليدية، وأن القنبلة النووية رغم كونها أهم أسلحة الردع إلا أن أسلحتها لن تستخدم إلا في حالة الإضطرار لها

وفي ظل الصراع المُعلن بين الروس والناتو علي مصالح العالم بشكل عام والشرق الاوسط والعالم العربي بشكل خاص، يري استشارى الأمن القومى في دراستة البحثية أنه لا بديل لحلف الناتو عن تجاوز فكرة التعاون الاكاديمي إلي تعاون تدريبي واستخباراتي وعملياتي مع دول "الحوار المتوسطي" لمواجهة النفوذ والتوسع الروسي في المنطقة، مبيناً ان السنوات القادمة ستشهد بالفعل توسع رقعة العلاقات لحلف الناتو لضم دول جديدة في المنطقة والعالم، وأن مصر "رُمانة" ميزان الشرق الأوسط وجنوب المتوسط.

أما عن الهدف الرئيسي للدراسة البحثية فقد أكد اللواء سيد غنيم استشارى الأمن القومى ورئيس معهد شؤون الأمن العالمى والدفاع، ان تلك الورقة البحثية تهدف إلى توضيح الصورة العامة لأيدولوجيات وأهداف وقدرات كل من روسيا وحلف الناتو، مشيرا إلي أنها تسعي لتقديم الخطوط العريضة لطبيعة الصراع الدائم بينهما من أجل الهيمنة وفرض النفوذ على كافة الرقع الإقليمية.

بمجرد أن خبت نيران الحرب الأهلية الطاحنة بالأراضي الروسية (1918- 1922) تم الإعلان عن قيام الإتحاد السوفيتي رسميا في السادس والعشرين من ديسمبر لعام 1922، بتكوين اتحاد فيدرالي يضم اربعة دول، اكتمل عام 1956 بضم 15 دولة وهي: "روسيا الإتحادية- أذربيجان- أستونيا- أوزباكستان- أوكرانيا- بيلا روسيا- تركمانستان- جورجيا- طاجيكستان- كازخستان- قريقيزستان- لاتفيا- ليتوانيا- مولدوفيا".

وبعد 33 عاما نشأ "التحالف العسكري الشرقي" أو ما يسمي حلف وارسو في عام 1955، وضم في صفوفة 22 دولة، وهي: "دول الاتحاد السوفييتي الخمسة عشر"، بالاضافة الي دول "ألبانبا- بلغاريا- ألمانيا الشرقية- بولندا- تشيكسلوفاكيا- رومانيا- المجر"، واستمر هذا التحالف حتي انتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وتفكك دوله.

بعد عامين من خروج التحالف العسكري الشرقي طفا علي السطح الإتحاد الأوروبي في عام 1957 لتعظيم الاقتصاد الأوروبي، والتصدي للتحديات التي توجه الغرب الأوروبي وعلي الأخص الاتحاد السوفييتي مصدر الغاز الطبيعي لدولهم.. تكون الإتحاد في بادئ الأمر بستة دول وهي: "المانيا- إيطاليا- بلجيكا- فرنسا- لوكسمبورج- هولندا"، وبدأت بتعاون وثيق مع أمريكا.

اعتباراً من عام 1973 وحتى عام 1986 توسع الاتحاد الأوروبي ليضم ستة دول أخري، وهي: "الدانمارك- المملكة المتحدة- أيرلندا- اليونان- أسبانيا- البرتغال"، وعقب إنهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وعلى مراحل زمنية مختلفه، واصل الإتحاد الأوربي النمو والتوسع، حتى وصل حجم أعضاءة في 2013 إلى 28 دولة، وذلك بإنضمام "16" دولة أخرى، وهي: "السويد- النمسا- فنلندا- أستونيا- بولندا- التشيك- سلوفاكيا- سلوفينيا- قبرص- لاتفيا- ليتوانيا- مالطا- المجر- بلغاريا- رومانيا- كرواتيا".

قبل خروج التحالف العسكري الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي بنحو ستة سنوات، تأسس التحالف العسكري الغربي "حلف شمال الأطلسي - ناتو" عام 1949، كان يضم في بداية الأمر 12 دولة، ثم إنضم إلية 4 دول أخري حتي عام 1988، والدول الستة عشر هي: "بلجيكا- كندا- الدانمارك- فرنسا- أيسلندا- إيطاليا- لوكسمبورج- هولندا- النرويج- البرتغال- المملكة المتحدة- أمريكا- اليونان- تركيا- ألمانيا- أسبانيا".

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بتسع سنوات، واعتباراً من عام 1999 توسع حلف الناتو ليصل قوامه الي 28 دولة، حيث انضمت 12 دولة أخرى تم إنتزاعها من الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو المنهارين، وهي: "التشيك- المجر- بولندا- بلغاريا- لاتفيا- ليتوانيا- رومانيا- سلوفاكيا- سلوفينيا- ألبانيا- كرواتيا"، وفي التاسع عشر من مايو من العام 2016 وقع وزراء خارجية حلف الناتو بروتوكولاً بإنضمام دولة الجبل الأسود "مونتنيجرو"، ليحضر ممثليها إجتماعات الحلف بصفة "مراقب"، وتمنح مونتنيجرو صفة "مدعو"، وبمجرد تصديق الـ"28" دولة الحلفاء بشكل نهائي ستتمكن مونتنيجرو من الإنضمام إلى معاهدة واشنطن وتصبح دولة كاملة العضوية بالحلف.

وهناك بلدان أخرى تطمح لعضوية الناتو، منها أوكرانيا، والبوسنة والهرسك، وجورجيا، ومقدونيا، وإن كانت لن تتمكن من ذلك إلا بعد إستيفائها لمجموعة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية الواجب تنفيذها قبل الإنضمام للحلف.

ما لفت نظري إعتماد الاستراتيجية الغربية التي أنتهجتها الولايات المتحدة ودعمها الاتحاد الأوروبي على عدم الاكتفاء بانهيار الاتحاد السوفيتي وضمنه حلف وارسو فقط، بل ضمت معظم دولهم تقريباً إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في محاولة للقضاء على روسيا نهائياً، التي ظلت ومازالت متماسكة للأن.

"الناتو" من المؤسسات الدولية الكبرى في العالم، وهو تحالف سياسي وعسكري يضم "28" دولة عضو من أوروبا وأمريكا الشمالية، ويأخذ التحالف كل قراراته بتوافق الأعضاء، فكل دولة عضو مهما كان حجمها، لديها رأي متكافئ في المناقشات والقرارات، وجميع الدول الأعضاء ملتزمون بمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

تتلخص مهام حلف الناتو في ثلاث نقاط رئيسية وهي "حماية دول العالم بشكل عام، وحماية الدول الأعضاء فيه بشكل خاص- حفظ الأمن والاستقرار- محاربة التهديدات الأمنية الجديدة".. كما تشارك قواته في التعامل مع الأزمات الدولية.

وأرى أن أهم المشاركات الدولية الخاطئة للناتو كانت التدخل غير المدروس في بعض الأزمات كما حدث بأفغانستان وليبيا وغيرها والتي من أهم أسبابها إنقياد السياسات البريطانية بشكل متزايد خلف سياسات الولايات المتحدة لفترات طويلة والتي كان لها الأثر في تزايد وإنتشار الإرهاب في العالم.

للناتو قيادتان إستراتيجيتان، قيادة العمليات في "مونس" ببلجيكا، وقيادة "التحول" للعمل بالناتو وتتمركز في "نورفولك" بأمريكا، وتحت هاتين القيادتين تتواجد هيئة القيادة المشتركة وتتمركز في "برونسوم" الهولندية، وفي "نابولي" الإيطالية، والتي يمكنها نشر القوات وإدارة العمليات العسكرية، وتتمركز قيادة القوات الجوية في مدينة "رامشتاين" الألمانية، في حين تتمركز قيادة القوات البرية في مدينة "أزمير" التركية، أما قيادة القوات البحرية فتتمركز في مدينة "نورث وود" ببريطانيا فضلاً عن الأكاديميات والمنشآت التعليمية العسكرية في روما وبروكسيل وألمانيا واليونان وغيرها.

للناتو علاقات متعددة الأطراف داخل وخارج قارتيه، وهي "جمعية حلف الأطلسي" وتهدف لتعزيز القيم المنصوص عليها في الحلف "الديمقراطية، الحرية، السلام، نظم أمن التقنية الحديثة، وسيادة القانون"، و"مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية" لتحسين العلاقات مع الدول الأوروبية غير الأعضاء بالحلف، ودول "الحوار المتوسطي" وتتضمن الدول جنوب المتوسط عدا سوريا وليبيا، ودول "مبادرة إسطنبول للتعاون" وتتضمن دول مجلس التعاون الخليجي عدا السعودية وعُمان، "ومنظمة الشراكة من أجل السلام" وتهدف لخلق الثقة بين الناتو و22 دولة أخرى في أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

ويعتبر الناتو مصر أهم بلدان "الحوار المتوسطي" بجانب الدول الست الأخرى وهي تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والأردن فضلاً عن إسرائيل، ويُعد الحوار المتوسطي المنظومة العسكرية السياسية الوحيدة من نوعها في العالم والممتدة من كندا الى الحدود السورية.. ويهدف برنامج الحوار أو "التعاون" المتوسطي إلى إقامة علاقات قوية وتحسين التفاهم المتبادل مع منطقة المتوسط وكذلك تشجيع الأمن والاستقرار الإقليميين، علي أن تشمل تلك الأنشطة توجيه الدعوات الى دول الحوار لحضور دورات دراسية في أكاديمية الدفاع التابعة للناتو بروما وغيرها.

تُقدر الموازنة العسكرية لحلف الناتو بحوالي 950 مليار دولار، والموازنة العسكرية لروسيا العسكرية بأقل من 90 مليار دولار، كما أن حجم القوى البشرية لقوات دول الحلف يبلغ 3.5 ملايين جندي، وبين صفوف الناتو ثلاث دول نووية وهي "أمريكا وبريطانيا وفرنسا"، أما روسيا فلديها حوالي 766 ألف جندي، وترتيبها الثاني عالمياً في القدرات النووية.

وأمام عشرات القواعد العسكرية التابعة لدول حلف الناتو لدى روسيا تسع قواعد عسكرية تمكنها من سرعة نشر قواتها لمناطق الاهتمام، ففي أبخازيا تتمركز الفرقة السابعة وبها ٤٠٠٠ جندي، وفي أرمينيا تتمركز الفرقة ١٠٢ وبها ٥٠٠٠ جندي، وفي بيلاروسيا تتواجد المحطة الرادارية "فولجا" بمهمة الإنذار المبكر حالة تعرضها لهجوم صاروخي، وفي فيتنام تتواجد نقطة دعم لوجيستي وتكنولوجي، وفي كازاخستان تتمركز قواعد عسكرية ومحطات إنذار مبكّر ومنصات دفاع جوي، وفي سوريا تتواجد القاعدة البحرية الروسية الوحيدة المطلة على البحر المتوسط في طرطوس والقاعدة الجوية "حميميم"، وفي طاجيكستان تتمركز الفرقة ٢٠١ الواقعة على الحدود الأفغانية وبها ٧٥٠٠ جندي، وأوستيا الجنوبية بها ٤ قواعد عسكرية قوامها ٤٠٠٠ جندي.

وقد توسع الطرفان "بجانب الأسلحة النووية" فى تطوير الوسائل والأسلحة فى مجالات العمليات المعلوماتية والسِبرانية والنفسية والإعلامية، وخاصة أن روسيا استطاعت سريعا أن تكون مؤثرة فى الميدانين النفس والمعلوماتي، فى حين إعتمد حلف الناتو مؤخراً العمليات المعلوماتية كأحد أسلحته الرئيسية.

وقد يبدو نظرياً أن الناتو يتفوق على روسيا، ولكن لعناصر الكفاءة القتالية الخمس تأثيراً كبيراً على تفاوت الحجم بين الطرفين، فليس كل جنود حلف الناتو مدربين بدرجة واحدة، وكذا إستعداد القوات للقتال وقدرات معداتها وأسلحتها الفنية والإدارية ليست جميعها على نفس الدرجة من الكفاءة.

روسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، كما يبلغ عدد سكانها حوالي "146" مليون نسمة، بعد ضم "القرم" عام 2014، وتعد روسيا من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن والذين يتمتعون بحق الفيتو، فضلاً عن امتلاكها ترسانة نووية كبيرة، كما انها تعد أكبر دول العالم إنتاجاً للنفط "تليها السعودية والولايات المتحدة"، وتُعد الأولى عالمياً من حيث احتياطي الغاز الطبيعي "تليها إيران وقطر".

على الجانب الآخر، يعاني الاقتصاد الروسي من أزمات هيكلية، فلا يزيد نصيبها عن 3% من معدلات التصنيع العالمي، كما أن الاقتصاد الروسي يواجه حالياً تحديات كبيرة بسبب انخفاض أسعار النفط عالمياً بشدة، فضلاً عن العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية، وهو ما أدى إلى الركود الاقتصادي، وتراجع القوة الشرائية للروبل، فضلاً عن ارتفاع الديون الخارجية للشركات الخاصة والحكومية، وارتفاع معدلات البطالة، التي أضعفت قوة روسيا على الساحة الدولية، وفي الشرق الأوسط، وتسعى لتعويض ذلك من خلال أنشطتها الدبلوماسية والأمنية في المنطقة.

الإستراتيجية الروسية للأمن القومي 2016

الإستراتيجية الروسية للامن القومي تُعد تطوير لإستراتيجية (2009 – 2020) والتي نصت على ضرورة التحول إلى سيناريو التنمية القائم على الابتكارات وتحديث الجيش والاستخبارات ورفع مستوى التعليم، وترى ضرورة "تنامي دور روسيا في حل أهم القضايا العالمية وضمان الاستقرار الاستراتيجي وسيادة القانون الدولي في العلاقات بين الدول، في ظل مقاومة من قبل أمريكا والدول الحليفة سعياً لتكريس هيمنتها على شؤون العالم، والتهديدات الناتجة عن نشاطات الناتو على الحدود الروسية.

وفي ظل ظهور داعش والذي تري روسيا انه ما هو إلا صنيعة إزدواجية المعايير حافزا لتلك الاستراتيجية، وأن روسيا تعتمد في الدفاع عن مصالحها القومية على سياسة مفتوحة وعقلانية وبراجماتية تستثني مواجهة مكلفة "بما في ذلك سباق التسلح"، وأن روسيا تعمل على تطوير تعاونها مع شركائها في مجموعة "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومجموعة العشرين، وأن روسيا تهتم بتعزيز شراكة متبادلة المنفعة مع دول أوروبا والاتحاد الأوروبي، وبناء شراكة متكاملة مع الولايات المتحدة على أساس المصالح المتطابقة بين البلدين، من منطلق تأثير العلاقات الروسية الأمريكية على الوضع الدولي العام.

تعظيم قواها السياسية والإقتصادية والعسكرية سعياً للعودة كقوة عالمية مناظرة لأمريكا من جانب، وقادرة على ردع حلف الناتو من جانب آخر، وذلك للحد من نفوذ أمريكا في مناطق المصالح، وخاصة أقاليم آسيا والباسيفيك، فضلاً عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك من خلال تعظيم العلاقات الاستراتيجية المتبادلة مع دول تلك الأقاليم، وإستمرار إحتكار روسيا لسوق الغاز في أوروبا.

قد لا يعلم الكثيرون أن هناك بعثة روسية بمقر قيادة حلف الناتو، إضافة إلى مكتب عسكري في مقر قيادة العمليات التابع للقيادة العليا لقوات الحلفاء في أوروبا، بينما يحتفظ حلف الناتو بمكتب اتصال عسكري ومكتب معلومات في موسكو.. كما أن هناك عدداً كبيراً من المصالح المشتركة بين الطرفين، تبدأ بمكافحة الإرهاب وتنتهي بضمان عدم انتشار أسلحة الدمارالشامل.

تحاول روسيا إستعادة العلاقات السياسية مع دول شرق أوروبا، وقد تنجح إلى حد ما مع بعض الدول ولكنه لا يعني تشكيل قطب شرقي سوفيتي.. فدول شرق أوروبا أحوج لحلف الناتو وللإتحاد الأوروبي من دول غرب أوروبا نفسها، ووجود الأحزاب الشيوعية بدول شرق أوروبا وغيرها لا يعني عودة السوفيت، كما أن حلف الناتو رغم علاقاته السياسية مع روسيا إلا أنه يراه "عدواً" كما صرح أمين عام الحلف.

أدى تزايد تواجد الناتو في دول البلطيق، خاصة أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إلى إثارة حفيظة روسيا بشدة، فالحدود الأستونية لا تبعد إلا نحو "40" ميلا عن مدينة سانت بطرسبرج الروسية، ويجمع روسيا مع البلدان الثلاثة تاريخ مضطرب له تداعياته للآن.

دراسة اللواء سيد غنيم البحثية قدمت ثمانية استنتاجات محورية، أولها أن سعى الدول العظمى لن يتوقف عن تكوين التحالفات فى محاولة لمجابهة تأثيرات العولمة إستغلالاً لتأثر الاقتصاديات الوطنية بها وكذا فى مواجهة دعاوي الإنفصال والإرهاب، والخروج من دائرة القطب الواحد الى مجتمع دولى ثنائى أو متعدد الأقطاب، والذي قد يكون دافعاً للولايات المتحدة الأمريكية يضطرها للإبتعاد تدريجياً عن القيام بوظيفة شرطي العالم.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل