المحتوى الرئيسى

عامان على رحيل صاحبة «ثلاثية غرناطة» .. رضوى عاشور تركتنا لننتصر (بروفايل)

11/30 16:09

«هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا»، هكذا تحدثت رضوى عاشور في كتباها أثقل من رضوى عن الموت والفراق، والتي تحل اليوم الذكرى الثانية على وفاتها بعد صراع مع المرض استمر لسنوات.

في روايتها سراج كتبت: «هذه النجوم في السماء هى أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق ونورها شوق الوصل والتلاقى»، وأيضَا: «الأموات يحتاجوننا كما نحتاجهم، إن لم نوافهم بالسؤال يثقلهم الحزن وتركبهم الوحشـة».

«أخرج من أقرب بوابة يائسة أيها لحزن، ودعنى أستبدل بك ابتسامتها التى تذهب حزن الرائى، فابتسامتها رأى. وموضع خطوتها رأى. وعناد قلبها رأى. وعزلتها عن ثقافة السوق رأى، ودائما جعلت رأيها معروفا موقعا بإمضائها رغم زوار الفجر وفجور طاغية يروح وطاغية يجىء. رضوى جمال رأيها ورأيها جمالها. فالمظلوم يخسر إن لم يكن فى جوهره أجمل من الظالم. وهى لم تخسر جمالها حتى وهم يؤذونها بقبحهم ولم تخسر جمالها حتى وهى على مخدتها الأخيرة»، كان ذلك جزءا مما كتبه زوجها مريد البرغوثي عنها بعد وفاتها. 

ولدت صاحبة ثلاثية غرناطة في26 مايو 1946، وهي زوجة الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر، تميم البرغوثي، درست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن، انتقلت إلى الولايات المتحدة  ونالت  شهادة الدكتوراه حول الأدب الإفريقي الأمريكي، وعام 1979 تحت حكم الرئيس أنور السادات مُنع زوجها الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي، من الإقامة في مصر.

وترجمت أعمال عاشور إلى عدة لغات، منها الإنجليزية والإيطالية والاسبانية، ونالت السيدة العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة أفضل كتاب عام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، والجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة أيضًا، وجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا، وجائزة سلطان العويس للرواية.

 وصدر لها مجموعات قصصية وروايات عدّة وهى حجر دافئ 1985، وخديجة وسوسن 1989، وقطعة من أوروبا 2003، وثلاثية غرناطة وتضم ثلاث روايات هي غرناطة 1994 ومريم والرحيل 1995، وأطياف1999، وأعمالًا تميل إلى السيرة الذاتية وهى «الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا» 1983، إضافة إلى «تقارير السيدة راء» 2001، وأثقل من رضوى 2013.

بعد رحيلها كتب مريد البرغوثي، عن حبيبته رضوى: «سيدة قليلة الجسد يتعبك تتبع خطاها، جعلت هشاشتها اسمًا آخر للصلابة، هى التى علمت الديكتاتور ترفض انتباهه المشبوه لقيمتها، تركتنا رضوى بعدها لا لنبكى بل لننتصر، تركتكم بعدها لا لتبكوا بل لتنتصروا».

وعن والدته كتب تميم البرغوثي قصيدة قال فيها: «قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف، لكني عارف بإني ابن رضوى عاشور، وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي، تقول لمصر يا حاجة ترد يابنتي».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل