"معركة دبلوماسية نيابية".. السفير المصري بـ"جنيف" يثير غضب النواب.. أعضاء حقوق الإنسان يتهمونه بالتقاعس والعمالة للخارج.. ومطالبات بإقالته من منصبه.. والسفير يرد: "كلام فارغ"
تسبب السفير المصري بمدينة جنيف الدكتور "عمرو رمضان"، في أزمة كبرى داخل مجلس النواب، أمس الثلاثاء، حين كان وفد برلماني من لجنة حقوق الإنسان يزور المدينة السويسرية، للمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة تحت عنوان: "توسيع الحيز الديمقراطي.. دور الشباب في صنع القرار العام".
الأزمة وفقًا لحديث نواب الوفد الحقوقي، كانت في عدم استقبال السفير لهم بشكل جيد، وتصاعد الأمر إلى حد تبادل الإتهامات بين النواب والسفير في جنيف، بل أن بعضهم طالب اليوم بإقالته من منصبه، بعدما كالوا لهم الاتهامات من كل جانب.
البداية كانت مع النائب، علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، الذي شن هجومًا حادًا ضد سفير مصر بالمدينة السويسرية، مؤكدًا أن دوره في الدفاع عن مصر بالخارج سلبي للغاية، وأن السفارة المصرية غائبة قولًا وفعلًا بسببه، وأنه لا يؤدي دوره الوطني علي الإطلاق، وفقًا له.
وطالب "عابد"، في كلمة له بلجنة حقوق الإنسان، بإقالة السفير فورًا، مشيرًا إلى أن اللجنة رفعت مذكرة إلى الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، ووزارة الخارجية تسرد بها كل الأمور السلبية التي يقوم بها السفير.
وأوضح، أنه أثناء زيارة وفد البرلمان المصري بجينيف، لم يقدم السفير أي سبُل مساعدة لهم علي الإطلاق، خصوصًا فيما يتعلق بتسهيل مهمتهم بشأن الدفاع عن مصر، وعلي العكس نجح السفير "مختار عمر"، مساعد أول أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي، وكبير المستشارين بالاتحاد، في استقبال الوفد المصري وتسهيل وترتيب كل اللقاءات الخاصة بالوفد بالاتحاد البرلمان الدولي.
وأضاف "عابد" خلال مداخلة هاتفية له، أن مصر تحتاج إلى تغيير سفيرها في جنيف لأنه لا يعمل بالروح التي يعمل بها المصريون من أجل إظهار حقيقة الأوضاع في مصر، لافتًا إلى أنه يوجد تقاعس من السفير المصري في جنيف للدفاع عن مصر.
وتفاقمت الأزمة سريعًا بتضامن أعضاء لجنة حقوق الإنسان مع "عابد"، إذا طالب النائب "محمد الغول" وكيل اللجنة، وزارة الخارجية المصرية بضرورة إقالة السفير المصري بجنيف لدوره السيء في الدفاع عن الدور والدبلوماسية المصرية بالخارج.
وأكد أن السفير المصري بجنيف تعامل بطريقة غير لائقة مع الوفود الممثلة لمصر في الخارج، موضحًا أن وفد حقوق الإنسان الذي ذهب من البرلمان لتمثيل مصر في جنيف تعامل معه السفير المصري بطريقة غير لائقه وبدون أي تعاون معهم، مضيفًا أنه يتعامل بطريقه أخرى مع المنظمات التي تضر بسمعة مصر في الخارج وهو أمر عليه علامات استفهام كبيرة، وتضعه في دائرة الإتهام و العمالة لمنظمات أخرى.
وأشار إلى أن اللجنة تقدمت بطلب لرئيس البرلمان، ووزير الخارجية السفير سامح شكري بضرورة إقالة السفير المصري، مؤكدًا أن أعضاء اللجنة لديهم إصرار على طلب الإقالة المقدم، قائلًا: "من غير المعقول أن يظل شخص في منصب حكومي مهم كسفير جنيف وهو يلعب دور سلبي في خدمة وطنه".
ومن جانبه اجتمع المستشار "محمد العجاتي" وزير الشؤون القانونية، بأعضاء لجنة حقوق الإنسان لمناقشة الأزمة، إذا أكد أن هيئة الاستعلامات تحتاج إلى إعادة تنظيم، وسيتم رفع توصيات بذلك إلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل، مشددًا على أهمية تسويق ما سماه بـ"البضاعة الجيدة" التى تمتلكها مصر في مجال حقوق الانسان.
ولفت الوزير إلى أن مصر من الدول القليلة التي تسعى إلى الإنضمام إلى الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان، وأن هناك دولًا أوروبية صنفت جماعة الإخوان باعتبارها إرهابية ولم تسوق مصر الأمر، مطالبًا بالتنسيق المشترك للتسويق الجيد لجميع ما تنجزه الدولة في ملف حقوق الإنسان.
من جهتها، قالت النائبة البرلمانية مارجريت عازر، إن سفير المصري في جنيف له توجهات أخرى، ويتصرف بشكل غير لائق مع نواب البرلمان، مشيرة إلى أن المذكرة التي تم رفعها بها جميع التفاصيل بالوقائع غير اللائقة للسفير هناك.
وفي أول رد فعل له، أكد السفير المصري بجنيف "عمرو رمضان"، إن مجلس النواب لم يخطر السفارة المصرية بموعد الزيارة مسبقًا، وأنه بالرغم من ذلك تم فتح صالة كبار الزوار بمطار الوصول، مضيفًا أن نائبة رئيس البعثة المصرية في جنيف قامت باستقبال وفد البرلمان خلال زيارته نظرًا لخضوعه لعملية جراحية كبيرة.
Comments