المحتوى الرئيسى

في "المرجل" الحلبي يقضون على فلول الإرهابيين

11/29 19:41

تطرق المراسل الخاص لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إلى عملية تحرير شرق حلب؛ مشيرا إلى أن العسكريين السوريين يضطرون هناك إلى القتال من أجل كل بيت.

في يوم الاثنين 28/11/2016، أعلن مركز المصالحة الروسي عن تحرير 40% من الجزء الشرقي من حلب، وتحرير 12 حيا من العصابات المسلحة، وأنه لم يبق سوى تحرير عدة أحياء في الشمال-الشرقي من المدينة.

وجاء في التقارير التي وصلت إلى موسكو أنه "تم تحرير 10 أحياء وأكثر من 3000 بناية (ما يقارب 260 ألف بيت) من إرهابيي "جبهة النصرة " والعصابات المتحالفة معها. كما طرد الإرهابيون من حي القادسية، الذي يعدُّ أهم أحياء حلب الشرقية.

وتخلى أكثر من مئة مسلح عن المقاومة، وغادروا الأحياء الشرقية عبر الممرات التي هيأتها السلطات السورية ومركز المصالحة".

هذا، وبالنسبة إلي كأحد كوادر ضباط القوات المسلحة الروسية، أفهم جيدا ماذا يحدث في مدينة حلب.

فقد هيئ لي زيارة حلب قبل عدة سنوات. وهي أقدم وأكبر مدينة تجارية ضخمة على مدى ألفي عام. وقد انتقلت من يد إلى يد حكام مختلفين، بل وطوائف دينية مختلفة.

والمدينة كلها مقسمة إلى أجزاء بجدران قلاع قديمة، وتحصينات تشبه أحيانا الأسواق التجارية، ولكنها لا تفقد ميزاتها الهندسية-العسكرية: هذه الميزات التي تسمح لكل حي من أحياء المدينة بالعيش مستقلا في ظروف الحرب لسنوات عديدة. لقد دُمرت حلب غير مرة، وأعيد بناؤها من جديد، ولكن لم تحظ سراديب الموتى والآبار في المدينة في يوم من الأيام بدراسة جدية، إذ يمكن فيها إخفاء جيوش بكاملها وإرواؤها، وحيث يوجد مخرج إلى السطح تقريبا في كل ناء بيت.

لقد بدأ الإرهابيين التحضير للدفاع عن هذه المدينة منذ عام 2012. آنذاك كان يقطن في حلب أكثر من مليونين ونصف مليون شخص. والآن، كم يبلغ عدد الإرهابيين؟ لا أحد يعرف ذلك. ولكن من المعلوم أنهم يحتجزون أكثر من 250 ألفا من السكان المدنيين كرهائن.

ولهذا السبب بالذات، كان بشار الأسد أول من شبَّه عملية تحرير حلب بمعركة ستالينغراد. ولعل ذلك يجعل من السهل علينا أن نتصور ماذا يحدث الآن في هذه المدينة. الجنود السوريون يقاتلون من أجل كل بيت، تماما كما كانت عليه حال مجموعة الاقتحام التي كان يقودها الرقيب ياكوف بافلوف في عام 1942.

وقد قلنا لرئيس تحرير مجلة "ناتسيونالنايا أوبورونا" (الدفاع الوطني)، الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو:

"ولكن هذا العام ليس عام 1943، لماذا إذن أصبحت المعارك من أجل تحرير حلب أطول مما كان في ستالينغراد؟

ـ لماذا لا يجري سحق الإرهابيين كافة في ضربة واحدة؟

ـ في حلب تدور اشتباكات صعبة للغاية، حيث جعل الإرهابيون من المدنيين دروعا بشرية يحتمون بهم. ولا يفترض تكتيك حرب المدن من دون مساندة جوية القيام بعمليات اقتحام حاسمة. ونظرا للظروف الإنسانية المعروفة، فإن هناك امتناعا عن توجيه ضربات جوية.

ـ لماذا لا يريد الغرب أن ينتصر جيش الأسد؟

ـ لأن هدف الولايات المتحدة وحلفائها الاستراتيجي، هو إطاحة الرئيس بشار الأسد، ومن أجل تحقيق ذلك يبيحون لأنفسهم السبل كافة. الغرب يزود الإرهابيين بالسلاح والمعلومات.

ـ هل من المبكر الحديث عن النجاح في حلب؟

ـ حتى الآن نستطيع القول إن جيش الأسد و"حزب الله" يسيطران على الموقف. وسوف يتحقق النصر عندما يتم تحرير المدينة بالكامل وعودتها إلى الحياة السلمية.

ـ ماذا سيحدث بعد الانتصار في هذه المدينة؟

ـ الحرب ضد الإرهاب ستستمر، ولكنها يمكن أن تنتهي بسرعة إذا ما استطاع قادتنا السياسيون إيجاد أرضية مشتركة مع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. وهناك أمل بأن يرغب الرئيس الأميركي بأن تكون له يد في إحراز نصر سريع. لقد صحا من غفوته حتى أردوغان الذي كان يسمح بعبور الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى سوريا، تلبية لطلب من السعوديين. وقد فهم أردوغان الآن أنه عندما تصبح المواجهة مفروضة عليه ضد الكرد المدججين بالسلاح الاميركي، آنذاك لن بساعده أحد.

لماذا قارن بشار الأسد حلب بستالينغراد؟  

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل