المحتوى الرئيسى

«الجارديان»: لماذا نجح اليمين في أوروبا وفشل اليسار؟

11/29 17:59

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، الضوء على فوز فرانسوا فيون على ترشيح اليمين، مشيرة إلى أن هذا الفوز يعد تعبير على تقدم اليمين في أوروبا، وأن اليسار يتحمل حصة من المسؤولية في هذا كله.

و قالت الصحيفة: إن "الديمقراطيات الغربية شهدت تحولات في مركز الثقل بطريقة متقلبة، لكنها تتجه نحو اليمين بطريقة لا يشك بها أحد، ففي بريطانيا، التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مالت نحو اليمين في حكومة تيريزا ماي، وتبع ذلك انتخاب دونالد ترامب و الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون في الولايات المتحدة".

وفي الوقت ذاته اختار الحزب الجمهوري، الذي يمثل يمين الوسط، مرشحًا محافظًا، وهو فيون، بصفته مرشحًا عن الحزب في انتخابات الرئاسة، التي ستعقد في العام المقبل، والتي قد تنتهي متساوية مع زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان.

و تابعت "مع ذلك، فإن التطورات الأخيرة داخل العالم الغربي تحمل عناصر مهمة ومشتركة بينها، وتعبر عن مزاج متداخل بين الناخبين الغربيين، وتضم مخاوف من عدم توفر فرص العمل في ظل تحولات العولمة، والعداء للمهاجرين، والغضب ضد النخبة المدنية الحاكمة، والمخاوف من الإرهاب، وفي بعض الحالات مواقف معجبة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

و أشارت "الجارديان" إلى أن فوز فيون يرسل إشارة أخرى ذات صدى، فقد قضى الأعوام الثلاثة الماضية يتجول في أنحاء فرنسا يستمع لمظاهر قلق الناخبين من اليمين المتطرف، ومن ثم عجَّل بهذه التجربة، ووضعها في حملة انتخابية متشددة، تدعو إلى تبني سياسة الحد الأدنى من الهجرة، وإعادة القيم الكاثوليكية المحافظة، وإعادة النظر في قوانين العمل، وخفض وظائف القطاع الخاص، وقادته هذه الحملة إلى فوزين مقابل فوز واحد للمرشح المعتدل ألان جوبيه".

وترى الصحيفة أن قدرة يمين الوسط على الرد وتشكيل العالم كما تطور في عام 2016 تتناقض مع عجز يسار الوسط عن القيام برد مماثل، وهذا العجز واضح في الدول الأخرى القريبة من الحدود، ويمثل اليسار الفرنسي حالة نموذجية، وباستثناء دول، مثل البرتغال وكندا، فقد عانى يسار الوسط من عجز عن الفوز في الانتخابات على جانبي المحيط الأطلسي، ويعاني اليسار الفرنسي من كونه جزءًا من المشكلة الدولية العامة، وهي عدم القدرة على تقديم بديل مقنع قادر على جذب المزاج العام، خاصة أنه يعاني من مشكلة محلية حادة لم يتم حلها".

و أضافت أنه لم يتوفر للاشتراكيين الفرنسيين إلا وقت قليل لحل مشكلاتهم قبل بدء الانتخابات التمهيدية في يناير، لكن الإشارات غير مشجعة، فلم يكن فرانسوا أولاند مُصلحًا يساريًا تقليديًا، ولم يكن حاسمًا، وكان محل إحباط للجناحين في حركته، ويحظى اليوم بشعبية قليلة تعد الأقل منذ تأسيس الجمهورية الخامسة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل