المحتوى الرئيسى

حفتر في موسكو لتسويق انتصارات الجيش وإغراء الروس للمساعدة

11/29 13:05

مع وصول المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية إلى العاصمة الروسية موسكو، أثيرت العديد من التساؤلات حول أهداف الزيارة ودلالة التوقيت.

وتأتي الزيارة بعد أيام من الانتصارات التي حققها الجيش الليبي في المنطقة الشرقية وسيطرته على منطقة الهلال النفطى وبعض أجزاء بني غازي- كان آخرها منطقة القوارشة.

"حفتر" الذي وصل موسكو في وقت متأخر من مساء الاثنين يرى في روسيا داعما مهما وقويا في معركته لتوحيد البلاد والقضاء على التنظيمات الإرهابية المسلحة التي انتشرت في ليبيا أعقاب ثورة 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي، وتتقاطع مصالحها بشكل أو بآخر مع قوى إقليمية يهمها عدم استقرار البلاد حتى يظل قرارها مرتهنا بإرادتها .

وبينما يرى مراقبون أهمية روسيا بالنسبة للجيش الليبي من زاوية التعويل عليها لرفع الحظر المفروض على الجيش الليبي منذ ثورة 2011 ، يعتبر آخرون أن الجيش الليبي طرفا مهما وفاعلا بالنسبة لروسيا، تلك الدولة الإقليمية التي تملك مفاتيح الحل والعقد في سوريا.

ويمكن من خلال ليبيا تسهيل عمليات روسيا في سوريا، خصوصا أن الحديث الآن عن تفاهمات "أمريكية- روسية" وتلميحات بإطلاق يد روسيا في الملف السوري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .

وتحدثت تقارير إعلامية عما يشبه الصفقة بين حفتر وروسيا تقضي بأن تعمل موسكو  على رفع الحظر المفروض على توريد السلاح مقابل أن تجد روسيا لنفسها موطئ قدم في ليبيا عن طريق إنشاء قواعد عسكرية في البحر المتوسط لتسهيل مهمتها في سوريا.

عضو مجلس النواب الليبي أيمن المبروك قال لـ"العين": إن حفتر يقود جيشا في شرق ليبيا وبعض أجزاء من ليبيا، ويحارب الإرهاب، وحقق إنجازات هامة ، وزيارته لموسكو تأتي في إطار العمل على رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، خاصة وأن روسيا دولة عظمى وتستطيع من خلال قوتها في مجلس الأمن أن تساهم في إصدار قرار دولي يقضي برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي.

ومع وصول دونالد ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت كل السيناريوهات مفتوحة، والساحة السياسية مستعدة لتقبل كل التغييرات السريعة والمتوقعة خلال فترة ولايته، فالرجل لمّح إلى إمكانية ترك الملف في سوريا لموسكو تتصرف فيه كيفما تشاء طالما أن ذلك سيكون في إطار استراتيجية مكافة الإرهاب وتنظيم داعش.

ويتهم مؤيدون للجيش الليبي المجلس الرئاسي -أحد مخرجات اتفاق الصخيرات- الذي باتت تهيمن عليه شخصيات إسلامية وأخرى مقربة منها، بالسعي لتحجيم الجيش الليبي من خلال تشكيل قوة موازية له غرب ليبيا، لكن الخطر بحسب مراقبين ليس في تشكيل هذه القوة وإنما في تسليحها، خاصة بعد أن أعلنت بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة استعدادها لتخفيف الحظر عن ليبيا وذلك لمساعدة حكومة الوفاق على محاربة الإرهاب وبسط سيطرتها على العاصمة طرابلس، وفرض الحظر على توريد الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة في ليبيا عام 2011 أثناء الصراع المسلح بين نظام العقيد معمر القذافي والمعارضين له.

ويرى متابعون أن روسيا باعتبارها عضوا في مجلس الأمن لن تسمح بوصول الأسلحة إلى الميليشيات الإسلامية، التي أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق بمجرد دخول المجلس الرئاسي للعاصمة طرابلس أواخر مارس الماضي، كون ذلك سيسهم في إشعال نار الحرب مع القوات المسلحة الشرعية في شرق البلاد.

وكان السفير الروسي لدى طرابلس إيفان مولوتكوف قد كشف أن حفتر ناقش مع مسؤولين روس موضوع توريد أسلحة روسية إلى ليبيا، وأن القائد العام للجيش الليبي اجتمع أيضا مع أمين عام مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، مضيفا أن الموضوع الرئيسي للمحادثات الروسية الليبية يتعلق بسبل مساهمة موسكو في تعزيز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

ومن المتوقع أن يصل إلى موسكو قريبا عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، الذي يقوم حاليا بجولة في عدد من الدول العربية والخليج.

وقال الشيخ فرج أبومنيار الأمين العام لجبهة الخلاص الوطني الليبية لـ"بوابة العين": إنه التقى "صالح" خلال زيارته للجزائر وطلب منه ضرورة التنسيق مع فصائل المعارضة استعدادا لدخول مدينة سبها الليبية ، لافتا أن رئيس مجلس النواب وعدهم باتخاذ خطوات لتنفيذ هذا المقترح.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقباله القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر: إن موسكو تقيم عاليا دور العسكريين الليبيين في الدفاع عن استقلال ليبيا.

وتابع الوزير خلال اللقاء الذي عُقد في مقر وزارة الخارجية الروسية بموسكو، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني: نقيّم دوركم "حفتر" في الدفاع عن استقلال الدولة ووحدة أراضيها، ونرى عمق تفهمكم للروابط دفاعا عن السيادة وضرورة سحق الإرهابيين".

بدوره قيّم حفتر عاليا الدعم الروسي فيما يخص تسوية الوضع في ليبيا، وأكد أن الجانب الليبي يريد أن تكون له دائما علاقات طيبة ومصيرية مع روسيا، ودعا إلى إعطاء دفعة جديدة لإحياء هذه العلاقات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل