المحتوى الرئيسى

فرنسا تدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع في حلب

11/29 11:01

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرول اليوم الثلاثاء (29.11.2016) إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية التي دمرها القتال. وأضاف إيرول في بيان "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع سبل لإنهاء الاقتتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عقبات".

فيما تواصل قوات النظام السوري تقدمها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق حلب، طالب وزير الخارجية البريطاني بوقف إطلاق نار "فوري". في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة وصول 4000 نازح من شرق حلب إلى حي يسيطر عليه الحكومة. (28.11.2016)

رغم حداثة سنها، إلا أن الحرب في حلب دفعت الطفلة السورية بانا العبد إلى أن تكرس نفسها لتوثيق الخراب والدمار في مدينتها على تويتر، الذي بات شاهداً على بشاعة هذه الحرب. (28.11.2016)

وأعلن الجيش السوري وحلفاؤه انتزاع السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي في شرق حلب من مقاتلي المعارضة أمس الاثنين في هجوم متسارع يهدد بالقضاء على المعارضة في أهم معقل حضري لها.

من جانبه أكد كبير مفاوضي المعارضة السورية جورج صبرا أن خسارة الجزء الشرقي من مدينة حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة، لن تعني انتهاء المعركة ضد حُكم الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد صبرا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) على أن خسارة حلب تعني أن الأمل بالتوصل إلى اتفاق سلام أضحى أكثر صعوبة، ولكنه أكد أن خسارة حلب "لن تكون نهاية للثورة".

وقال إن "حلب مدينة مهمة للثورة، إلا أنها ليست آخر مكان"، مضيفا :"لدينا الآن العديد من المناطق تحت سيطرة الجيش السوري الحر". واستطاعت القوات الحكومية السيطرة على أكثر من ثلث المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، ما دفع بفصائل المعارضة للانسحاب إلى أماكن أقوى دفاعياَ.

وحذر صبرا من تداعيات الحملة العسكرية التي تشنها القوات السورية الحكومية وحلفاؤها، مشيراً إلى أنها "تقضي على جزء من العملية السياسية". وأردف "ما من أحد يفكر في الحلول السلمية في ظل هذه الظروف الحالية".

ميدانيا خسرت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، ثاني المدن السورية، اثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك. وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانيا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري إبراهيم ابو الليث الوضع في شرق حلب بـ"الكارثي". وقال للوكالة الفرنسية بصوت متقطع "هذان أسوأ يومين منذ بدء الحصار.. النزوح جماعي والمعنويات منهارة".

 وأضاف "تنام الناس على الأرض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ"، مضيفا بغضب "قولوا لنا، إلى متى سيبقى العالم ضدنا؟".

وهذه هي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012 حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. والسيطرة على شرق حلب ستمثل أكبر انتصار لقوات الحكومة السورية منذ بدء الانتفاضة التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إذ يستعيد بذلك سيطرته على المدينة بأكملها باستثناء منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد الذين لم يقاتلوا ضده.

وإزاء هذه التطورات وجهت الأمم المتحدة نداء عاجلا إلى الأطراف المتحاربة لوقف وقفوا قصف المدنيين في شرق حلب والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة التي لم تتلق مساعدات منذ أوائل تموز/يوليو وأصبحت المواد الغذائية فيها شحيحة.

 وقالت المنظمة الدولية إنها "قلقة للغاية" حيال قرابة 275 ألفا من المدنيين الواقعين بين نارين "في ظروف مروعة"، مضيفة "نحض جميع الأطراف المتحاربة على وقف القصف العشوائي، لحماية المدنيين والبني التحتية المدنية، والسماح بالمساعدات الإنسانية العاجلة بموجب القانون الإنساني الدولي".

ع.أ.ج/ ح ز (د ب ا، أ ف ب، رويترز)

"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!

حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.

وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.

في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.

ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!

حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.

وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.

وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل