وأهلاً باليمين | المصري اليوم

إذا كان الاعتراض على بقاء الأرض محتلة والشعوب تعانى ويلات الاحتلال يسمى يميناً، فأهلاً باليمين. وإذا كان الاعتراض على أن السلام مع أى دولة خضنا صراعاً معها من المستحيلات وأنه ضد ثوابت الدين يميناً، فأهلاً باليمين. وإذا كان الاعتراض على أن القانون غير كفيل بحماية الأديان، وليس دينا واحدا، الحماية الحقيقية يميناً، فأهلاً باليمين. وإذا كان الاعتراض على ضرورة تنظيم الأذان ليكون فى أجمل صورة ممكنة بديلا عن العشوائية يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على عدم إرجاع الحقوق لأصحابها وعدم الالتزام بالقانون الدولى والتمسك بتيران وصنافير نتيجة «وضع اليد» يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على أن رجال الأعمال ليسوا كلهم «مصاصى دماء» وأنهم عامل مهم فى البناء يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على تسفيه المشروعات القومية التى تعنى بمستقبل الوطن يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على أنه لا يمكن التعامل مع الواقع بالأمنيات فيما يتصل بسد النهضة يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على دعوات عدم تطبيق قانون ما موجود لاعتبارات سياسية ورؤى قطاعات معينة فيما يتصل بقانون التظاهر ونقابة الصحفيين يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على استخدام المبالغات لتأليب الرأى العام الداخلى والدولى فيما يتصل مثلا بعدد السجون وعدد المساجين يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على احتكار البعض لفكرة الاعتراض فيما يتصل بالتحديات التى تواجهها مصر من تعليم وصحة وطرق وفساد.. إلخ يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على المتاجرة بآلام الفقراء يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على الإصرار على تصدير فكرة أن بعض المؤسسات المصرية هى مؤسسات محتلة وتستعبد المصريين يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على السطحية والأحادية فى معالجة التحديات التى نواجهها يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على فكرة الاعتراض من أجل الاعتراض وفقط دونما حلول حقيقية قابلة للتنفيذ يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على ادعاء أن مصر يحكمها فصيل يستأثر بالسلطة حاليا يمينا، فأهلا باليمين. عهد الفصيل الذى كان يحكم ويستأثر ويوزع العطايا السياسية والإعلامية ولّى إلى غير رجعة. وإذا كان الاعتراض على أن الإقرار بسوء الإدارة فى ملفات عديدة ليس حكرا على تيارات معينة يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على المزايدات التى تبدو فى أحيان كثيرة رخيصة تستهدف أشخاصا وليس صالح الوطن يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على تصور أن بالإمكان حل مشكلات مصر بين ليلة وضحاها يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على عدم صحة أو على الأقل عدم عدالة تحميل النظام الحالى مسؤولية عقود ماضية يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على ادعاء تيار معين أنه يمتلك الحقيقة المطلقة يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على أن مشاكل مصر يمكن أن تحل فى الإعلام، صحافة وتليفزيون، من قبل مذيعين وكتاب يعطون لأنفسهم الحق فى الحديث فى كل شىء يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على خطورة التفكير التآمرى على مستقبل مصر سواء فى علاقتها بالخارج أو حتى فى علاقة الشعب والنخبة بالرئيس والحكومة يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على أن سياسة توزيع وإدارة الفقر لن تنقل مصر خطوة واحدة إلى الأمام يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على محاولات البعض تحقيق أمجاد شخصية أو تواجد فى دائرة الضوء على جثة الوطن والمواطن يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على رفض اليمين ولو كان به أمثال نيوتن وأينشتاين يمينا، فأهلا باليمين. وإذا كان الاعتراض على القول بأن مصر لا تتسع لكل التيارات والأفكار مهما بلغ غلوها يمينا، فأهلا باليمين. أهلاً بيمين مصر ويسارها وما بينهما طالما لم يدعِ أى منهما امتلاك الحقيقة والعصمة.