المحتوى الرئيسى

أي رهانات لعودة المغرب إلى العمق الأفريقي؟

11/29 20:39

في المرحلة الأولى من الجولة زار محمد السادس رواندا وتنزانيا والغابون والسنغال التي ألقى من عاصمتها دكار خطاب المسيرة الخضراء، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الخطب الملكية المغربية.

وأكد في خطابه أن المغرب "راجع إلى مكانه الطبيعي داخل الأسرة المؤسسية الأفريقية"، في إشارة إلى الاتحاد الأفريقي الذي سيصوت أثناء قمته القادمة على طلب المغرب الدخول إلى المنظمة التي تعتبر الوريث الشرعي لمنظمة الوحدة الأفريقية.

وكان المغرب قد غادر منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984 احتجاجا على قبولها عضوية "الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية" التي أعلنتها من جانب واحد جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو".

ويتوقع أن تبت قمة الاتحاد الأفريقي القادمة -التي ستنعقد في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا- في طلب عودة المغرب إلى حضن مؤسسة العمل الأفريقي المشترك.

ويعتبر الخبير في شؤون الاتحاد الأفريقي محمد طه توكل أن هذه العودة قرار شجاع اتخذته الرباط من شأنه أن يعطي قوة إضافية لمكانة المغرب القارية.

ويرى توكل أن العودة باتت أمرا محسوما، خاصة في ظل الحصول على دعم من 35 دولة أفريقية.

ويبرز الخبير الإثيوبي أن جولة محمد السادس الأفريقية مكنته من حشد الدعم من بلدان وازنة مثل إثيوبيا ورواندا وتنزانيا، في انتظار ما سيصدر من بيانات بعد زيارته المرتقبة لأبوجا عاصمة نيجيريا.

ولم تخل زيارة محمد السادس إلى أديس أبابا من شق اقتصادي مهم على الرغم من قصر مدتها التي لم تتجاوز 48 ساعة، لكنها كانت كافية لإطلاق استثمار مغربي إثيوبي ضخم قدره نحو أربعة مليارات دولار.

ويتعلق هذا الاستثمار ببناء مجمع مندمج لصناعة الأسمدة سيكون الأكبر في أفريقيا الشرقية، مجمع يشكل بالنسبة لإثيوبيا ثاني أكبر استثمار في البلاد بعد سد النهضة الذي هو حاليا في طور البناء على النيل الأزرق.

وإضافة إلى السياسة والاقتصاد تعول الدبلوماسية الأفريقية للمغرب على شق ديني يعتمد على علاقات تاريخية وقديمة نسجتها المملكة مع عدد من الزوايا والقيادات الدينية الأفريقية، ليس فقط في غرب أفريقيا، ولكن أيضا في نيجيريا ومدغشقر وتنزانيا والسودان.

وحسب محللين، فقد صمدت هذه العلاقات على مر السنوات أمام مختلف أشكال الجفاء السياسي بين المغرب وهذه الدول، قبل أن تعود لتحتل في الأشهر الأخيرة رأس أجندة المغاربة بأفريقيا.

الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة محمد الخامس الدكتور خالد الشكراوي يعتبر ذلك من قبيل التصدي لما يسميها محاولات تعكير الأجواء بخصوص الوضع الجديد الذي يتطلع إليه المغرب.

ويضيف أن ذلك من قبيل محاولات يجمع عدد كبير من المراقبين الأفارقة على أن بعض الدول مثل الجزائر وجنوب أفريقيا قد تقدم عليها، لأن عودة المغرب للاتحاد الأفريقي تشكل تحديا لها، وبشكل خاص للنظام الجزائري الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، حسب الشكراوي.

وبرأي رئيس المركز المغربي للأبحاث الإستراتيجية طارق أتلاتي، فإن المغرب يراهن على نضج الوعي الأفريقي لجهة تواجد حركة انفصالية باعتبارها عضوة في منظمة دولية، في إشارة إلى جبهة البوليساريو التي تعتبرها بعض من دول الاتحاد الأفريقي بمثابة عضوة مؤسسة له.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل