المحتوى الرئيسى

مؤتمر «فتح» السابع: تحدّيات الانقسام والخروج من الواقع

11/29 01:24

وسط حضور فصائلي وعربي، تفتتح اليوم حركة «فتح» مؤتمرها السابع بعد تأجيل دام أكثر من خمسة أعوام.

المؤتمر المنتظر يُواجه عدداً من التحدّيات، أبرزها الانقسام الداخلي، وإعلان أسماء المتورطين في اغتيال الرئيس السابق ياسر عرفات، إضافةً إلى الإعلان عن خليفة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فهل ينجح المؤتمر في الخروج من بوتقة الواقع؟

أمين سرّ المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول، قال إنّ المؤتمر يضع رؤية للبناء الوطني والاجتماعي، ولعلاقة حركته بالسلطة والفصائل ومنظمة التحرير التي تسعى «فتح» لتفعيلها.

وأضاف مقبول لـ «السفير» اننا «ذاهبون للمؤتمر من واقع المسؤوليّة التي نتحملها، وحريصون لتجديد الشرعيّة الداخليّة للحركة، كنقطة توازن مهمّة تحمل ارتداداً وطنياً في تفاصيل البيت الفلسطيني»، مؤكداً أنه «بمجرد انعقاد الدقيقة الأولى للمؤتمر في قاعة الشهيد أحمد الشقيري، ستُسكت الألسنة، وستنهار أوهام المراهنين على تشتت فتح».

بدوره، كشف نائب أمين سر المجلس الثّوري في الحركة فهمي الزعارير، عن ملفات المؤتمر، ومنها برنامج البناء الوطني المتمثّل في سياسات حركته، والذي بموجبه ترى الحركة تطبيقه في الدولة.

وأوضح أنّه، للمرة الاولى، سيُنتخب نائب لرئيس حركة «فتح»، من بين أعضاء اللجنة المركزيّة الفائزين، وأنّه إذا وُجدت نيّة لتعديل المادة بهذا الخصوص يحتاج ذلك لتصويت ثلثي المشاركين، مضيفاً في حديث لـ «السفير» أن المؤتمر «يناقش البرنامج السياسي المطروح لمواصلة نضال الشّعب، واستكمال عملية التّحرر الذي اتخذته الحركة على عاتقها، ويتطرّق تقارير المفوضيات لتكون المخرجات قادرةً على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة».

وأشار الزعارير إلى أن «هناك آليات لتصعيد ودعم الشباب والمرأة بحسب التّطور في السلّم الحركي، ونتطرّق لموضوع الأسرى وآليّة التخفيف عنهم، ونناقش ملفات اللاجئين وحق العودة والقدس»، مشيرا إلى أن «المؤتمر لن يناقش ملف المصالحة مع محمد دحلان، وأنه مغلق بالنسبة للحركة».

من جهته، أوضح المتحدث باسم المؤتمر محمود أبو الهيجا أنّ أعمال المؤتمر تستمر خمسة أيام، ومن المتوقع أن تزيد ثلاثة أخرى، ويشارك الوفود والمدعوون في الجلسة الافتتاحيّة، وباقي الجلسات هي ثنائيّة ومغلقة.

ونوّه في حديثٍ لـ «السفير» إلى أنّ جزئيّة الترشّح للمجلس الثوري واللجنة المركزيّة محكومة بنظام الحركة، ومن حق أيّ عضو التّرشح للمواقع والأطر القياديّة، بشرط أن يستوفي جميع المعايير.

وأوضح أبو الهيجا أنّ النظام الداخلي للحركة ينصّ على أنّ عدد أعضاء اللجنة المركزيّة، 22 بينهم أربعة يُعيّنون خلال المؤتمر، وأنّ عدد أعضاء المجلس الثوري 105، بينهم 25 يُعيّنون خلال المؤتمر، مشيراً إلى أنّ تمثيل المرأة لا يقل عن 20 في المئة.

وأكّد أسرى حركة «فتح» في سجون الاحتلال، دعمهم للمؤتمر والتزامهم بقراراته، وشدّدوا على ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي للتغلب على الصعاب.

وكانت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» قد تلقّتا دعوة رسميّة من «فتح» لحضور مؤتمرها السابع.

وقال المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي» داود شهاب لـ «السفير» إنّ مُمثلاً للحركة سيشارك في حضور الجلسة الافتتاحيّة، أمّا حركة «حماس»، فقال المتحدث باسمها حازم قاسم لـ «السفير» إنّ حركته وافقت على إرسال وفد من نواب الحركة في المجلس التشريعي للمشاركة في المؤتمر.

وأجمع عددٌ من قادة «فتح» المفصولين على خلفيّة دعم النائب محمد دحلان في أحاديث منفصلة لـ «السفير»، على أنّ المؤتمر غير شرعيّ وجاء وفق أهواء البعض، ولا يُمثل الكلّ الفتحاوي.

من جهته، أكّد النائب عن «فتح» أشرف جمعة أنّه لن يُعترَف بمخرجات المؤتمر، فيما اعتبرت النائبة نعيمة الشيخ علي أن المؤتمر إقصائي بامتياز، وقائم على فكرة اختيار الأعضاء على قاعدة «معنا أم علينا»، فيما حمّل النائب الفتحاوي جمال الطيراوي اللجنة التحضيريّة التداعيات السلبيّة بعد المؤتمر.

وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم لـ «السفير» إنّ مؤتمر «فتح» السابع مطالب بتقديم ثلاثة تصوّرات، أوّلها شكل الحركة وإطار بنيتها التنظيميّة، والثاني مراجعة سياسيّة شاملة للمرحلة السابقة، ورسم معالم الطريق السياسي الجديد، وهل الطريق سيتجاوز أوسلو أم يُراوح مكانه. والثالث تقديم استراتيجيّة واضحة للشراكة الوطنيّة، والتي من شأنها أن تُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني، على أسس ومرجعيات جديدة تأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات على الساحة.

بدوره، علّق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل على المؤتمر، معتبراً أن هناك استعجالاً في الإجراءات الترتيبيّة له، وهذا لقطع الطريق على كلّ مبادرة لإعادة المفصولين من الحركة.

وأشار عوكل لـ «السفير» إلى عدم وجود مؤشرات بخروج المؤتمر باستراتيجيّة جديدة أو النّهوض بالوضع الفتحاوي الداخلي، ومن المفترض أن يكون هناك تحول سياسي بعد 23 عاماً من اتفاق أوسلو.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل