المحتوى الرئيسى

شاهد: حفل خاص بالموسيقى الصوفية في الرباط

11/28 23:58

أقيم حفل خاص بالموسيقى الصوفية في وسط الرباط، حيث أدى الموجودون رقصات وأناشيد روحية خاصة بهم.

ويشكل السماع والمديح جانبا مهما من التراث الموسيقي والغنائي الزاخر الذي تميز المغاربة بالمحافظة عليه وتوارثه عبر الأجيال المتعاقبة منذ قرون خلت، وهو ما يرجع لقوة وتجذر المؤسسات الحاضنة للعمل الديني في المجتمع المغربي، من زوايا ومساجد وجمعيات، فضلا عن التشجيع الذي لقيه هذا النشاط الفني من قبل السلطات الرسمية منذ القدم.

كما يعكس صمود هذا الفن التراثي أمام تدفق الموجات الموسيقية الشرقية والغربية وانفتاح الشباب المغربي الواسع على صنوف الإبداع الجديد ثقل المرجعية الصوفية في بلاد طالما وصفت بأنها أرض الزوايا والأولياء، وصدرت نخبة من أبرزهم إلى الشرق العربي  -وخصوصا مصر- من أمثال الشيخ أحمد البدوي والمرسي أبو العباس والحسن الشاذلي وغيرهم.

وتتخذ فنون السماع والمديح طابعا شعبيا في الفضاءات القروية والهامشية التي تنبع من متون شعرية عامية بسيطة وإيقاعات موسيقية غير مركبة، بينما تكتسي طابعا فنيا نخبويا لا سيما في أحضان الجمعيات المختصة والفرق المنظمة التي تشتغل على عيون التراث الشعري الصوفي المحلي والعربي والكوني.

كما وظف قوالب وإيقاعات موسيقية حديثة، على غرار التجارب التي تنتشر بأهم المدن المغربية ذات الثقل التاريخي والإشعاع الروحي من قبيل مدن فاس وطنجة وتطوان وسلا ومكناس.

ورغم انحدارهما من شجرة روحية واحدة، فإنه يجدر التمييز بين السماع الذي ينهل من الشعر الصوفي المناجي للخالق المتلمس لسبل التواصل مع الملكوت الأعلى والمديح الذي يعد جزءا من السماع، لكنه يختص حصرا باستحضار مآثر الرسول صلى الله عليه وسلم والتعبير عن الشوق إليه وتخليد محاسنه وصفاته.

وترجع بدايات ظهور فنون السماع بالمغرب إلى منتصف القرن السابع للهجرة لتشهد تطورا كبيرا في عهد الدولة المرينية ثم الوطاسية والسعدية وصولا إلى الأسرة العلوية.

وارتبط هذا التطور بترسيخ تقليد الاحتفال بذكرى المولد النبوي، التي دأب ملوك المغرب على رعاية إحياء أمسياته بحضور مجموعات منشدين، قبل أن يتسع نطاقه إلى الفضاءات العائلية والزوايا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل