المحتوى الرئيسى

برلين تحمل "النظام السوري وداعميه" مسؤولية "مأساة حلب"

11/28 22:15

أصدرت وزارة الخارجية الألمانية بيانا اليوم الاثنين (28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) طالبت فيه بهدنة إنسانية في حلب. وقالت الوزارة في بيانها إن المعارك الأخيرة في مناطق شرق حلب واستيلاء قوات النظام وداعميه على مناطق واسعة هناك "تجعل سكان حلب يقفون أمام العدم المطلق".

فيما تواصل قوات النظام السوري تقدمها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق حلب، طالب وزير الخارجية البريطاني بوقف إطلاق نار "فوري". في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة وصول 4000 نازح من شرق حلب إلى حي يسيطر عليه الحكومة. (28.11.2016)

هل يمكن محاكمة الأسد في ألمانيا؟ سؤال تبدو الإجابة عليه صعبة، لكن ستة محامين ألمان عازمون على ذلك. فقد رفع هؤلاء دعوى أمام الادعاء الاتحادي الألماني ضد الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. (28.11.2016)

وقالت الخارجية الألمانية في بيانها إن "آلاف السكان في هذه المناطق يحاولون بعد هذه المعارك النجاة بأنفسهم من خلال الفرار إلى الأحياء المجاورة وإن المئات فقدوا حياتهم في الأيام الماضية أو أصيبوا بجروح بالغة دون أن تتوفر لهم أدنى فرصة للحصول على المساعدة الطبية الضرورية لبقائهم".

وشددت الخارجية الألمانية على ضرورة التوصل لهدنة إنسانية فورية من أجل سكان حلب وضرورة وقف العمليات القتالية في المدينة لإيصال المساعدات للسكان الذين يعانون تحت وطأة هذه الظروف وإجلاء الجرحى.

كما شددت على ضرورة "وضع حد لهذه المأساة"، وقالت: "إن النظام وداعميه وعلى رأسهم روسيا وإيران هم الذي يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية" عن هذه المأساة.

وأوضحت الخارجية الألمانية أن توفير ممر إنساني للمتضررين من المعارك في شرق حلب هو "الحد الأدنى" و"أحد المقتضيات البشرية والمعايير الإنسانية التي تربط المجتمع الدولي". وحذرت من "التهرب من هذه المسؤولية خصوصا في هذه الساعات الحرجة".

أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)

"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!

حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.

وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.

في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.

ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!

حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.

وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.

وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...

وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل