المحتوى الرئيسى

الكنيست يهتف: الله أكبر

11/28 22:00

غاظه إهمال العرب لقضية فلسطين عامة والقدس خاصة، تألم لأن أحداً لا يعير القدس التفاتاً، تثور القدس فلا يتحرك لثورتها أحد، يُقتل المقدسيون فى الشوارع فلا يغضب لمقتلهم أحد، يقوم الجيش الإسرائيلى بعمليات الإعدام الميدانى للشباب المقدسى فلا تسمع فى بلاد العرب أو المسلمين همساً. نظر فى بيان الجامعة العربية فازداد غماً، تأمل بيان رابطة العالم الإسلامى فوجده فارغ المضمون، تأمل العرب جميعاً فوجدهم موتى وهم أحياء، تأمّل فى المسلمين فوجدهم يصارع ويفجر ويسجن ويعذب بعضهم بعضاً، صدق الغزالى: «لو أن هذه الملايين كانت بعوضاً وزنّت فى آذان الإسرائيليين لأزعجتهم ولو قرصتهم فقط لآلمتهم».

نام كدراً فى انتظار الذهاب للكنيست صباحاً، استيقظ كارهاً، ذهب للكنيست الذى سيقر قانون منع إعلان الأذان فى القدس وغيرها بالميكروفون ليُسمع خارج المسجد.

ماذا يفعل فى هذا الأمر الجلل؟ ضاعت فلسطين، ضاعت الضفة، ضاعت القدس، حتى الدين سيضيع، ما هذا الذل والهوان؟ تفتق ذهنه عن فكرة خطيرة تؤدب حكومة نتنياهو عن القفز من العدوان على المسلمين إلى العدوان على الإسلام نفسه.

دخل جلسة الكنيست يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، فالأغلبية ضده وسيصوتون مع القانون، طلب الكلمة، ذهب للمنصة واستجمع قواه واستحضر حماسة الشباب وقد جاوز الخمسين، وإذا به يفجّر المفاجأة، يؤذن للصلاة فى الكنيست ذاته، أسمعهم فى عقر دارهم ما يكرهون، شتموه، سبوه، أهانوه، حاولوا منعه ولكن دون جدوى، استكمل الأذان (الأذان الذى يريدون منعه فى القدس)، انطلق فى عقر دارهم تل أبيب، هكذا فعل نائب الكنيست العربى أحمد الطيبى، شعر بعدها بسعادة غامرة لم يشعرها فى حياته من قبل.

بعدها بأيام قليلة أقدم نائب عربى آخر هو طلب أبوعرار على رفع الأذان مرة أخرى فى الكنيست فى قلب تل أبيب.

«نتنياهو» أراد ألا تسمع القدس الأذان فإذا بالدنيا كلها تسمعه ومعهم الإسرائيليون جميعاً يسمعونه عبر الكنيست الذى تذاع جلساته على الجميع، نسى الإسرائيليون مؤمن آل فرعون الذى وقف إلى جوار نبيهم العظيم «موسى عليه السلام»، كان ينبغى لهم أن يشكروا النائبين بدلاً من سبهما وشتمهما لو كانوا يفهمون رسالة «موسى».

أحمد الطيبى، وطلب أبوعرار وأمثالهما لا يحبون الشو الإعلامى ولا يعشقونه ولكن ماذا يفعل عدة نواب لا يجاوز عددهم 13 نائباً عربياً فى مقابل 107 نواب يؤيدون منع الآذان ومن خلفهم متعصبة غاية التعصب لا تعرف شيئاً عن التدين الحقيقى الذى جاء به أنبياء بنى إسرائيل العظام وعلى رأسهم يوسف وموسى وهارون وغيرهم «عليهم السلام».

لقد تحدث أبوعرار بالعبرية فى بداية مداخلته وفجأة يهتف قبل أن يؤذن:

قد آن للظلم أن ينجلى.. ويسقط الباغى ويعلو الأذان

لقد كان موقفاً مهيباً حقاً، رجل يقف وحده أمام دولة بلغت من التطرف والكراهية والإقصاء ما بلغت، لقد ذكّرنى موقف هذين النائبين بموقف الصحابى الجليل ضعيف البنية «عبدالله بن مسعود» حينما تلا القرآن لأول مرة فى الكعبة قبل هجرة الرسول عليه السلام، ولما بدأ فى القراءة كأن مساً أصاب قريشاً فتجمعوا حوله يضربونه بكل ما نالته أيديهم ويسبونه حتى لم يعرف البعض معالم وجهه من كثرة ما أصابه حتى إنه لم يستطع القيام، ورغم ذلك قال: والله لأعاودنهم بما يكرهون.

الله أكبر، إعلان بأن العزة والقوة والسلطان والغنى المطلق لله سبحانه، وأن ما سواه إن ملك لا يملك إلا قوة أو سلطة أو غنى أو عزة نسبية أو وقتية أو غير مكتملة.

لماذا لا يسير الإسرائيليون على نهج أنبيائهم الكرام يعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان فيحبون محمداً وكل ما جاء به، فكل هؤلاء الأنبياء جاءوا من أجل هتاف «الله أكبر»؟!

تحية لكل من رفع الأذان وتحدى الحظر الإسرائيلى، وتحية للكنائس التى تحدت إسرائيل وللنائبين العربيين «أحمد الطيبى»، و«طلب أبوعرار».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل