المحتوى الرئيسى

الحضري.. انهيار النحر الذاتي (تحليل نفسي)

11/28 20:46

بعد تألقه اللافت للنظر خلال مباراة المنتخب الوطني أمام غانا، عانى عصام الحضري حارس وادي دجلة من أخطاء ساذجة لم يكن يتخيل أن يقع فيها حتى قبل شهرته، الأمر الذي دفعه لطلب الحصول على راحة سلبية يبتعد فيها عن المباريات والتدريبات، وهو الأمر الذي وافق عليه مدربه في وادي دجلة، أحمد حسام ميدو.

هذه الواقعة، ومثلها، التي قد تصاحب بعض اللاعبين إبان تألقهم في بعض المباريات،  دفعت يلا كورة للبحث عن أسبابها، وهل هي مجرد أمر عابر، أم مشكلة لها أسبابها ومن الممكن حل ما تسببه من نتائج..

في البداية يقول سيد معوض نجم الأهلي السابق والمدرب المساعد حاليا في الجهاز الفني للقلعة الحمراء أن هذه المشكلة تطارد العديد من اللاعبين عقب مباريات مهمة يتألقون فيها، مشيراً إلى أن عقلية اللاعب تكون عادة كلمة السر في استمرار تألقه أو هبوط مستواه الفني.

معوض يقول ليلا كورة "للإعلام دور كبير في هذا الأمر، وعقلية اللاعب عليها أن تستوعب رسائل الإعلام، أما إذا اعتقد أنه وصل لأعلى مستوى وأنه قدم مباراة جيدة وفعل كل شيء في الكرة، وأنه بات أفضل من أي منافس له، فإن تألقه حتما سينتهي".

وحول ما إذا كان قد تعرض لأزمة مشابهة خلال مشواره كلاعب، قال معوض "لم أتعرض لصدمة الإشادة، كنت دائما في فرق كبيرة، كانت انطلاقتي في الاسماعيلي والمنتخب الأوليمبي فارقة في مشواري، اللعب لأندية كبيرة يقلل من الآثار".

الأمر قد يبدو مجرد شيء عارض يمر به بعض اللاعبين، لكن هل له سبب معروف؟، ومسمى علمي؟، وهل يمكن تجاوز هذا الأمر؟.

يقول جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة إن التحليل النفسي علم وليس مجرد قراءة طالع، مضيفاً "ما يحدث للحضري في الوقت الحالي يسمى -انهيار ما بعد النحر الذاتي-".

"اللاعبين عادة ما يكون هدفهم الوصول لأعلى درجات المستوى الفي والمهاري والبدني في أقل معدل زمني، يضعون كل همومهم وحياتهم للوصول لهذا المستوى، خاصة تلك النوعية من المباريات المهمة".. يقول فرويز.

وتابع "المسمى العلمي لهذا الأمر هو -الاحتراق الذاتي- وهو أن يخرج الشخص أقصى طاقة له، تضاعف 4 مرات طاقته الطبيعية، بسبب الشحن النفسي، بأن تكون هذه المباراة هي مباراة العمر مثلا والذي سيترتب عليها انتقاله لفريق أكبر"، مضيفاً "تتبع هذه العملية عادة ما يسمى علميا بالانهيار في المستوى الفني والتركيز".

وعن واقعة الحضري قال فرويز الذي عمل لفترة قصيرة ضمن الجهاز المعاون للاسكتلندي ديفيد ماكاي مدرب الزمالك مطلع التسعينات "يتحمل المسؤولية الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب ومدرب الحراس أحمد ناجي".

وتابع "قبيل مباراة غانا من المؤكد أنهما كانا يخشيان الدفع بإكرامي بسبب ذكرى مباراة الـ6-1، فضلا عن بعض الأخطاء الساذجة الذي يقع فيها، لذا قاما بشحن معنوي للحضري بصورة كبيرة للغاية، وهو ما استوعبه الحارس المخضرم والذي رفع مستواه بالدعم الفني، وجعله في قمة التركيز والآداء".

وواصل "حالة النحر الذاتي وضعت الحصري في 5 أضعاف طاقته الطبيعية، ووصل للهدف المرجو من المباراة، وصل للنشوة وقمة الهضبة، لذا كان من المتوقع هبوك مستواه، لأن الطاقة المبذولة كانت أكثر من المطلوب فحدث الانهيار ووقع في أخطاء غير مبررة، لافتقاده للتركيز".

وختم "الحضري كان بحاجة لشحن اكبر لمواصلة التألق، وحسنا فعل ميدو بعدم التضحية به أمام الزمالك والاسماعيلي، والراحة السلبية أفضل للحضري لكي يبدأ من جديد رحلة تألق طبيعية دون شحن نفسي"، مضيفاً "حالة الحضري وغيرها تؤكد أهمية وجود الطبيب النفسي في الأجهزة الفنية للفرق والمنتخبات".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل